هناك أشكال حياة غريبة تتحرك في أعماق منجم للزنك والنحاس في كندا، شمال غرب تورنتو، المكان قد يكون أعمق موقع تم رصده على الأرض، وربما خزان المياه من تحته الأقدم الذي تمت مشاهدته، لكن المنجم الواقع على عمق 7900 قدم تحت سطح الأرض، وسط الظلام الدامس والمياه التي لم تمس على مدى ملايين السنين، يعج بالحياة برغم ذلك.
وكان العديد من العلماء يشككون في الماضي بإمكانية أن يعيش أي شيء في تلك الظروف القاسية، لكن في يوليو، أفاد فريق من جامعة تورنتو بقيادة العالمة باربرا شيروود لالوار بأن المياه العميقة المظلمة في المنجم موطن لكائنات مجهرية رائعة.
ووفقاً لموقع مجلة «ماتش»، لا تحتاج تلك الكائنات أحادية الخلية إلى أوكسجين لأنها تتنفس مركبات الكبريت، ولا تحتاج إلى ضوء الشمس بل تعيش على الكيميائيات في الصخور المحيطة، لاسيما البيريت المعدني اللامع، المعروف باسم «الذهب الكاذب».
وكان العلماء قد عثروا في الآونة الأخيرة على ميكروبات مجهرية في مواقع عميقة في أماكن أخرى، بما في ذلك في الآبار والفتحات البركانية في قاع المحيط والرواسب المدفونة أسفل قاع البحر.
يقول عالم المعادن في مختبر معهد كارنيغي في واشنطن، روبرت هازن: «إن عالم الميكروبات العميق يكشف عن وجود محيط حيوي أكثر شمولاً ومرونة وتنوعاً وغرابة مما عرفناه».
منفصل عن الضوء والهواء وأي اتصال بسطح الأرض، هذا العالم الغامض هو بمثابة عالم غريب عنا أكثر مما هو جزء من الأرض. ويمكن من خلال رصده أن نفهم كيف تكون الحياة على كواكب أخرى كما على كوكبنا، وأن نجد كائنات غريبة تعيش تحت أقدامنا دون أن نعلم بوجودها.