تعتبر أغنية «يا العنب» من أشهر الأغاني الليبية القديمة التي تحتفظ الذاكرة الشعبية بها إلى اليوم، من كلمات أحمد الحريري وألحان عبد الباسط البدري وغناء ثلاثي المرح، وهناك معلومات قد يكتشفها القراء عن الأغنية وثلاثيها المرح لأول مرة:

1) هذه الأغنية تم تسجيلها صوتا وصورة من قبل فرقة الثلاثي المرح ،وهي فرقة غنائية مصرية شهيرة ، ظهرت في خمسينيات القرن العشرين , وتميزت بأعمالها الاجتماعية الخفيفة التي تناسب جميع المستويات على اختلافهم وتتكون  من وفاء محمد مصطفى و صفاء يوسف لطفي وسناء الباروني (شقيقة سهير الباروني) خريجات معهد الموسيقي العربية .

2) قدمت فرقة الثلاثي المرح لونا جديدا من الغناء الذي حاز  إعجابا و قبولا كبيرين و كانت و مازالت أغانيهم جميلة و مرحة و ذات مذاق خاص بأداء ممتع . تميزت الكثير من أعمالهم الغنائية بـتناسبهم لمعظم المناسبات المصرية حتى على المستوى الشخصي كالأفراح المصرية و أعياد الميلاد والمناسبات الهامة كشهر رمضان .هذا و قد تعززت شهرة الثلاثي المرح أكثرمن خلال المشاركة في عدة استعراضات ولوحات غنائية مع (فرقة رضا) الاستعراضية .

 3) غنى الثلاثي المرح لكثير من شعراء  ذلك العصر الجميل أمثال صلاح جاهين، ومرسي جميل عزيز، وصالح جودت، وعبد الفتاح مصطفى. كما لحن لهم كثيرٌ من مبدعي ذلك العصر أمثال علي إسماعيل الذي تبانهم و كذلك سيد مكاوي، ومحمد الموجي، وحلمي بكر، وعبد العظيم محمد، وحلمي أمين، ومنير مراد، وأحمد صدقي، وعبد العظيم عبد الحق، ومن ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب شارك الثلاثي بالغناء في المقطوعة الموسيقية «المماليك» .

4) بدأت الفرقة  في الظهور من خلال برامج الهواه التي كانت تقدمها الإذاعة المصرية آنذاك لتقديم الأصوات الجديدة و اعطاء الفرصة للظهور و تعريف الجمهور و كبار الملحنيين والكتاب بهم . في بادئ الأمر بدأ كل من سناء و صفاء ثنائيا جميلا و عملوا فترة قصيرة معا في حديقة معهد الموسيقى الذي درستا  به  ثم إلتقيتا بـوفاء التي انضمت إليهما ليكون أحلي ثلاثي في الطرب من هذا النوع من الغناء الذي تميز نا به . من هنا كانت الفكرة لتشكيل فرقة مشتركة تجمعهن حيث سمعهن الملحن علي إسماعيل و أعجب بهن و تبناهن و أطلق عليهن اسم (الثلاثي المرح) و يعتبر أكثر من لحن لهن هذا الأسلوب الجديد في دنيا الغناء .

5) كانت فرقة الثلاثي المرح  تقدم الفقره الأولى من حفلات عديدة ، كونها تبعث دوما جواً من البهجة والتفاؤل في الحفلات التي تشارك بها،خاصة الحفلات الغنائية وليالي رمضان التي تحييها الإذاعة، واستمع اليهن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أكثر من مرة خلال هذه الأمسيات .

6) اشتركت الفرقة  في تقديم العديد من الحفلات الغنائية في كثير من الدول العربية كالعراق، حيث غنين عدة الحان وباللهجة العراقية ومن أشهرها أغنية «أسعد يوم» للملحن العراقي الراحل رضا علي . كذلك، وفي طرابلس غنت الفرقة «يا العنب» .و(ياصغير في صغارنا ) و (تعال يابونا )  و في بداية السبعينيات زار الثلاثي المرح الأردن وقدمن حفلة خاصة ، تم تسجيلها في استوديوهات التلفزيون الأردني وتخللها معظم أغانيهم الجميلة .

7) اشتركن مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في فيلم (يوم من عمري) في أغنية (ضحك و لعب و جد و حب ) مع الفنان عبد السلام النابلسي والفنانة زبيدة ثروت و رغم انه لم تتم الإشارة إلى أسمائهن ضمن مقدمة الفيلم إلا أنهن أضفين على الأغنية جواً من الحيوية والمرح و أعجب بهن المشاهدين جدا .

وقدمن أغنية (التلفزيون) في مقدمة فيلم (صغيرة على الحب) لسعاد حسني في أواسط الستينات كما اشتركن في حفلات (أضواء المدينة) حيث كان يضج المسرح بالتصفيق عندما يعلن المذيع وعلى الهواء مباشرة عن بدء فقرة (الثلاثي المرح) . 

8) قرر أعضاء الثلاثي المرح الاعتزال و هن في قمة تألقهن وشهرتهن , ليس لخلاف بينهن انما بـسبب الزواج . فقد اتجهت وفاء للعمل بـالتدريس ثم انتقلت إلى دولة عربية للعمل . أما سناء فتزوجت من المخرج الكبير الراحل حسن الامام وفضلت الاستقرار الأسري . وصفاء تزوجت أيضاً من المخرج سامي أبو النور . و رغم انقطاعهن عن مواصلة العمل الفني، الا ان صداقة متينة بقيت تجمعهن .


وتقول الأغنية في كلماتها:


يالعنب ويالعنب الله يبارك ع الداليه

من طلّوا ثريات ذهب عناقيدك ياعاليه

من جد لجد ورثناك

ضُقنا فيك عنب بنين

في الصغر لعبنا بحداك 

وفْضلِّك قيلنا سنين

من صهد الشمس حميتينا 

فليالي الصيف جمعتينا

صحه وسعاده عطيتينا وعناقيدك ماليه

لو يرجع ماضينا معاك 

نعودوا كيف ما كنا صغار

ايام تمتعنا ببهاك 

وبنينا في الظل ديار

لكن ياخساره اللي فات 

يوم بعد يوم ذكريات

مازال البركه يازينه وبعناقيدك عاليه.