1) مجلس قيادة الثورة الليبية كان الجسم الذي قاد ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 معلناً الجمهورية العربية الليبية وحكمها رسمياً ما بين عامي 1969 و1977.
2) تكون من 12 شخصا جميعهم عسكريون. وترأسه العقيد معمر القذافي الذي مارس قدراً كبيراً من النفوذ.
3) في عام 1977، ألغى القذافي الجمهورية وأعلن قيام الجماهيرية. ونتيجة لذلك، تم إلغاء مجلس قيادة الثورة رسمياً وحل مكانه الأمانة العامة لمؤتمر الشعب العام.
4) تكون مجلس قيادة الثورة من كل من :
العقيد معمر القذافي
الرائد عبد السلام جلود
الرائد بشير الصغير هوادي
الرائد مختار عبد الله القروي
النقيب عبد المنعم الطاهر الهوني
النقيب مصطفى الخروبي
الرائد الخويلدي محمد الحميدي
الرائد محمد نجم
الرائد عوض علي حمزة
الرائد أبو بكر يونس جابر
النقيب عمر المحيشي
النقيب محمد أبو بكر المقريف
5) قام القذافي بإجلاء القواعد الأمريكية والإنجليزية عن ليبيا وأصدر قانونا يمنع تناول الخمور وبيوت الدعارة كما قام بإلغاء الدستور الليبي وليعلن إعلاناً دستورياً تم إلغاؤه لاحقا6) يروي الزعيمالراحل، معمّر القذافي، في كتابِهِ "قِصَّة الثورة"، أنهُ من المستحيل تحديد يوم بعينِهِ لبدايةِ الثورةِ، كما هو الحال في أيَّة ثورة، لا يمكن تحديد بداية لها؛ عكس الانقلاب، الذي هو "خاطِرة طارئة، تطرأ على خاطر القادة الكبار".
استُهِلَّت الاجتماعات لوضع منهج يُغطى جميع عناصر، وأدوات الثورة على الحكم السنوسي في ليبيا، في مدينة سبها؛ حيث تكوَّنت أول لجنة قياديَّة في المدرسة الثانوية، حيث ازداد عدد المشاركين للقيام بالثورة تشعبًا داخل صفوف الشباب.
7) تم تجهيز أول تظاهُرة وحدويَّة في سبها، 5 أكتوبر من العام 1961، قادها القذافي، ومعهُ عدد من العناصر التي آمنت بفكرة الثورة. كانت أجواء التظاهرة عروبيَّة خالِصة، حيث طالبت بالوحدة العربية بعد انفصال سوريا عن الوحدة مع مصر.
من هُنا انطلقت ثورة شعبيَّة عارِمة، لا تنادى بالوحدة والتحرير فقط، بل وتندِّد بالحُكم الرجعي، وتوقَّع الكثيرون أنها مجرَّد عمليَّة عفويَّة ، أو حركة عابِرة ؛ لكن الحقيقة أن تظاهُرة سبها كانت بداية الاصطدام بالسُلطات القمعيَّة آنها.
8) انتقل القذافي بعد هذه التظاهرة - التي تعرَّض خلالها للمساءلة من قبل السلطات القمعيَّة في ولاية فزان - إلى مدينة مصراته للدراسة بها، وليعمل على إنشاء المزيد من المجموعات الثوريَّة.
التحق بالقذافي بعد العام 1963، مجموعات كثيرة بالكليَّة العسكريَّة، كان من ضمنهم بعض أفراد الخليَّة الأولى؛ وواصلت هذه المجموعة عملها من داخل الكلية العسكرية.
9) في العام 1964، تقرَّر إعادة تنظيم الحركة الثورية؛ حيث قُسِّمت إلى حركة عسكريَّة وأخرى مدنيَّة؛ وأصبحت المجموعة العسكريَّة هي الأهم، وقامت المجموعة الأخيرة بتشكيل لجنة مركزيَّة تتكوَّن من العسكريّين فقط.
أما المجموعة المدنية؛ فقد شَكِّلَت لجنة شعبيَّة، تعمل بصفة مُستقلَّة بشكل كُلِّي من الناحية التنظيميَّة عن اللجنة المركزية للضباط الوحدويّين الأحرار.
وقد تعرَّض العمل الشعبي من الناحية الشعبيَّة للعرقلة، نتيجة للاضطهاد الذي كان سائدًا في العهد الملكي؛ إلا أنهُ سرعان ما استطاع أن يخلق وسطًا له مناعة ضد الحزبيَّة والانقسام؛ فتمكَّن بذلك من أن يَحول بين الشباب والحركات الهدّامة الأخرى.
10) شاركت اللجنة المركزيَّة لتنظيم الضباط الوحدويّين الأحرار بكافة الأنشطة الثورية في سريَّة تامة؛ حيث كانت السرية ضرورة ملحة وكانت اللجنة المركزيَّة مسئولة عن كافة المسائل التنظيميَّة.
وعقدت اللجنة المركزيَّة أول اجتماع لها، بعد إعادة تنظيمها، في بلدة طلميثة التي تقع على ساحل البحر المتوسط، وتبعد عن مدينة بنغازي بـ 110 كيلوا متر تقريبًا من ناحية الشرق، وبعد ذلك توالت اجتماعات اللجنة المركزيَّة للضباط الوحدويّين الأحرار، التي كانت تتم بالسرِّية التامة، وكانت هذه الاجتماعات تعقد بصفة دوريَّة في اجتماعات مطولة مرهقة خارج المدن الرئيسية، كما كانت هذه الاجتماعات تتم أيام العطلات الرسمية والأعياد رغبة في عدم إثارة الانتباه إلى تغيب أعضاء اللجنة المركزيَّة في الأيام العادية.
كما فرضت اللجنة المركزيَّة على أعضائها قيوداً حادة، حيث فرضت على أعضائها الضباط الوحدويّين الأحرار شروطا مُلزِمة تجاه الالتزام الأخلاقي والديني، إضافة إلى انه ضمن خطط اللجنة المركزيَّة انتساب أعضائها إلى الجامعة ليتخصَّص كل منهم في علم معين، حيث شهدت كليات الجامعة الليبية في ذلك الوقت إقبالاً غير معهود لانتساب العسكريّين إليها. كما أنه في الاجتماع الثاني الذي عقدته اللجنة المركزيَّة بمنطقة سيدي خليفة ، التي تقع على بعد 20 كيلو مترا إلى الشرق من مدينة بنغازي، تقرَّر إنشاء صندوق توفير للصرف على نشاط الحركة وانتقالات أعضاء اللجنة المركزية، وقد تم الاتفاق على أن يؤجَّل إقرار هذا الأمر إلى اجتماع آخر.
وعقب الاجتماع الثاني قام أعضاء اللجنة بجس نبض التشكيلات فوجدوا استعدادها للبذل دون حساب، تقرر في اجتماع آخر عقد بنفس المكان أن تكون رواتب جميع الضباط الوحدويين الأحرار، وفى مقدمتها رواتب أعضاء اللجنة المركزية رصيدًا للحركة، تؤخذ في أي وقت وبدون تحديد للمقدار، وذلك للإنفاق منها على تذاكر سفر الضباط وعائلات أعضاء التنظيم في النواحي المختلفة .
في الاجتماع الثالث الذي عقد بأحد الفنادق الصغيرة في مدينة بنغازي، تقرَّر أن يقدم كل عضو من أعضاء اللجنة المركزيَّة للضباط الوحدويّين الأحرار تقريرًا شهريًا، عن الضباط غير المنضمين للحركة خاصة من ذوى الرتب الكبيرة، وذلك لمعرفة استعدادهم للانضمام للحركة، حتى لا يشعروا بالظلم عند الحكم عليهم بالتقاعس أو الخيانة بعد قيام الثورة، ولقد كان معظم الضباط من ذوى الرتب الكبيرة متردِّدين ويملأهم اليأس.
أما قوات الأمن فقد كانت هناك تشكيلات منها داخل الحركة، فكانوا مغلوبين على أمرهم.
توالت بعد ذلك اجتماعات اللجنة المركزيَّة لحركة الضباط الوحدويّين الأحرار، التي كانت تنعقد في أماكن متفرقة من أنحاء ليبيا، وكلما سمحت الظروف في أوقات الأعياد والعطلات .
11) صدر المنشور السري الأول للثورة، في يناير من العام 1969، وقد كتبه القذافي في معسكر قار يونس بمدينة بنغازي، لمعرفة ما إذا كان الضباط الوحدويّون الأحرار يستطيعون السيطرة على جميع وحدات القوات المسلَّحة والقيام بعملية مسح للقوات والأفراد والذخيرة الواجب توافرها لتفجير الثورة.
12 ) عقد الاتفاق على أن يكون يوم 24 ارس في العام 1969، موعدًا لتفجير الثورة، لكن قرار سفر الملك المفاجى إلى مقر إقامته في طبرق دفع الضباط الوحدويّين الأحرار إلى تغيير خطَّطهم، على الرغم من أن بعض الوحدات بدأت تستعد للتحرُّك .
13) تم تأجيل الموعد إلى أجل غير مُسمّى ؛ تقرَّر بعدها القبض على القذافي من قِبل سلطات العهد الملكي، لكن ظروفا عدة حالت دون تنفيذه. وفى 13 أغسطس عام 1969 قرَّرت قيادة الجيش عقد اجتماع عسكري تحضره كل القيادات الكبيرة، ومعظم ضباط وحدات الجيش في منطقة بنغازي، ليشرح مدير التدريب آنذاك لهؤلاء الضباط الوحدويّين الأحرار أهمية نظام الدفاع الجوى الذي صمَّمه الانجليز، ووافق عملائهم في ليبيا على شرائه.
14) كان هذا الاجتماع في مسرح الكليَّة العسكريَّة في بنغازي، وعقدت اللجنة المركزيَّة لحركة الضباط الوحدويّين الأحرار اجتماعًا قرَّرت فيه تفجير الثورة يوم 13 أغسطس، بأن يتم اعتقال كافة الضباط ذوى الرتب الكبيرة. ونظرًا لأن بعض أعضاء التنظيم، وخاصة مجموعة طرابلس لم يتمكَّنوا في هذا الوقت القصير من تبين صورة الوضع الذي هم فيه من حيث السيطرة وعدمها على وحدات طرابلس؛ لذا تقرَّر تأجيل الحركة إلى موعد آخر في الساعات الأخيرة، وقد حدَّدت اللجنة المركزيَّة موعد آخر لتفجير الثورة، هو الفاتح من سبتمبر 1969م، الموافق 19 جمادى الآخرة 1398هـ ، لأن قيادة الجيش كانت على وشك إرسال دفعات أخرى من الضباط من بينهم ضباط وحدويّين أحرار للتدريب في الخارج.
وضعت الخطة على أساس الاستيلاء على الإذاعة، وعلى معسكرات الجيش، والقوة المتحرِّكة، ومحاصرة القواعد الأجنبية الجاثمة فوق الأرض الليبية، والقبض على كبار المسئولين السابقين من العهد البائد، والسيطرة على بقية المدن المهمة .
15) كانت كلمة السر لتفجير الثورة هي "القدس"؛ ما له بالغ الدلالة على اعتبار قائد الثورة، وكل الضباط الوحدويّين الأحرار القضية الفلسطينية هي محض تركيزهم واهتمامهم وولائهم.
وفي اليوم الأول من سبتمبر عام 1969 تم السيطرة التامة على كافة شؤون البلاد، وانتصرت الثورة، وذاع قائد الثورة، الزعيم الراحل معمر القذافي صاحب البيان الأول للثورة.