من ليبيا كتب مراسل جريدة الجارديان في طرابلس كرس ستيفن عن حث بعض الحكومات الغربية لمواطنيها على مغادرة ليبيا عموما وطرابلس بوجه خاص بعد أن انزلقت البلاد الى درجة اسوأ من العنف على حد قوله.

وحذرت تلك الحكومات رعاياها من السفر الى ليبيا بعد أن خلفت أعمال العنف 59 قتيلا. ونقل القول عن وزارة الخارجية البريطانية إن "البريطانيين في ليبيا عليهم أن يغادروا ليبيا فورا باستخدام أي وسيلة نقل تجارية".

كما أن السفارة البريطانية ستخفض عدد العاملين فيها.

واصدرت فرنسا والمانيا وهولندا تحذيرات مماثلة لرعاياها. وتخشى تلك الدول ان يتعرض رعاياها للقتل أو الاختطاف.

وقد تعرضت سيارة دبلوماسي بريطاني للهجوم صباح أمس الأحد بالقرب من قاعدة لميلشيا مسلحة في ضواحي طرابلس.

وتراجعت قافلة كانت تقوم بإخلاء موظفي الاتحاد الأوروبي عن سلوك نفس الطريق بعد تحذيرها.

أما الولايات المتحدة فقامت بإخلاء عدد من موظفيها في حماية طائرات حربية مقاتلة على استعداد لقصف أي مهاجمين من تلك الميليشيات.

ويقول المراسل إن الخروج الأمريكي يعني أن المجتمع الدولي فقد الأمل في الحل الدبلوماسي.

ويواصل سفراء الاتحاد الأوروبي مشاوراتهم لبحث الخروج أو البقاء في ليبيا.

وتمثل عمليات الإخلاء حرجا خاصة لبريطانيا وفرنسا اللتين قادتا عمليات قصف الناتو للقذافي منذ ثلاث سنوات وقالتا آنذاك إنهما حققا الديمقراطية في ليبيا.

ويقول المراسل إنه سأل أحد المسؤولين الأوروبيين الذين كانوا يغادرون البلاد على متن طائرة ايطالية عن المسؤولية في تدهور الأوضاع في ليبيا، الا أن المسؤول رد بالقول إن تحديد المسؤولية يمكن أن ينتظر لوقت آخر. وقال "الأولوية الآن أن نخرج من هنا".

ويتحدث المراسل عن الأوضاع في طرابلس قائلا إن الاسبوعين الماضيين شهدا تردد اصوات القصف من المدافع والدبابات في الحرب الدائرة بين الميلشيات المختلفة. وإن معظم تلك القذائف انما تصيب المدنيين.

ويدلل المراسل على ذلك بالقذيفة التي سقطت على مبنى سكني فقتلت 23 مصريا يوم الأحد، فيما نفت السلطات الليبية مقتلهم.

ويقول المراسل إن هذا لا يحدث فقط في طرابلس. ففي شرق البلاد في بنغازي، تقوم طائرات الجيش الوطني بقيادة اللواء خليفة حفتر بقصف مواقع لميليشيات اسلامية.

ويقول المراسل إن تلك المواجهات اشتدت بين الميليشيات المختلفة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في يونيو حزيران الماضي وشهدت خسارة كبيرة للأحزاب الاسلامية.

وتخشى تلك الأحزاب، بما فيها حزب العدالة والبناء التابع للإخوان المسلمين، من فقدان سيطرتها على المجلس التشريعي مما قد يؤدي الى حل الميليشيات التابعة لها.

أما في طرابلس فان تحالفا بين الاسلاميين والمليشيات في مصراته يحاول السيطرة على المدينة وطرد المليشيا الموجودة والتي جاءت من الزنتان وتتبع اللواء حفتر.

وأصبح الوقود شحيحا وتزيد ساعات انقطاع الكهرباء على ساعات وجودها، وأدى غياب قوات الأمن إلى حالة من الفوضى.

ونهبت العديد من البنوك على يد جماعات مسلحة بصواريخ مضادة للدبابات قامت بنسف الخزائن الحصينة وسرقة ملايين الدنانير.

كما انتشرت ايضا عمليات الاختطاف.

وقامت إحدى الميليشيات بسرقة مخازن الأدوية الرئيسية في طرابلس واصبحت المستشفيات خالية من الأدوية في وقت هي في أمس الحاجة اليها.

وينقل المراسل شكوى أحد الأشخاص الذي ذهب من مستشفى لآخر يبحث عن دواء دون جدوى وتوقف عن البحث بسبب عدم وجود الوقود اللازم لسيارته.

في الوقت ذاته انهارت الحكومة ولم يتمكن رئيس الوزراء عبد الله الثني يوم الخميس من الصعود على متن طائرته في مطار معيتيقة ثاني أكبر مطار في طرابلس، للسفر الى شرقي البلاد، بعد أن رفضت المليشيا التي تسيطر على المطار السماح له بالسفر. وكان مطار طرابلس وهو الأكبر قد تعرض للدمار بسبب القتال بين الميليشيات المختلفة.