قال الدكتور يوسف الفارسي الباحث ومتخصص في شؤون الأمن القومي والأقليمي في منطقة غرب المتوسط
إن السياسة التركية  الأخيرة في ليبيا تعتبر تهديدا مباشرا لليبيا والجيش الليبي وهذا أصبح بدوره يهدد جيوش الدول المجاورة ومن بينها الجيش المصري والهدف القضاء على الجيوش العربية وبالطبع يتحاوز هذا التهديد الحدود الليبية الى الى الساحة المصرية انطلاقا من طبيعة الجوار الجغرافي والتشابك الامني وتهديداته في ظل حدود مستركة تصل الى نحو 1115 كلم وهي حدود طالما مثلت خلال السنوات الاخيرة مركز لانطلاق عشرات العمليات الارهابية التي استهدفت الاراضي المصرية وذلك في عمليات لم تكن تركيا بعيدة عنها فوفق تقديرات امنية مصرية تورطت تركيا في دعم عمليات إرهابية أستهدفت منشأت ومؤسسات الدولة المصرية.

وأضاف" بدأ على ذلك تعقد المشهد وأرتباطه بثلاث مستويات : الأول يتعلق بالوضع الليبي ذاته في ظل تطوراته السياسية والأمنية والعسكرية والثاني يرتبط بملف الصراع عن الغاز في مياه المتوسط وارتداداته المحتملة والثالث يتعلق بالتهديدات الارهابية التي قد تتفاقم بسبب محاولة تمدد الجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا قرب الحدود مصر الغربية.
ترتب على ذلك أن تحركت الدولة المصرية على مستويات مختلفة انطلاقا من التحديات السياسية والمعطيات الامنية وارتباطا بطبيعة التداخلات والتشابكات المختلفة للعمل على إعادة ضبط موازين القوى وإصلاح الخلل السياسي والعسكري الناتج عن تراجع الجيش الليبي وماقد يمثله من تحول يشكل نقطة قارقة في مسار العمليات العسكرية وتداعياتها السياسية سيما ان مصر ينظر اليها بحسبانها من الدول العربية الداعمة للجيش الليبي ومن ثم فإن تراجعته تحسب عليها أيضا".
وبين أن المبادرة المصرية متعددة المستويات شملت جوانب دبلوماسية وسياسية وعسكرية سريعة استهدقت بالأساس إعادة ضبط موازين القوى والتدخل لموازنة نقوذ تركيا المتزايد على نحو يضمن عودة ضبط الأوضاع الميدانية أو على الأقل ضمان عدم تهديد مواقع الجيش الليبي غربا وجنوبا، حيث أظهرت المبادرة المصرية الحرص على ان يبقى الجيش الليبي جزءا رئيسيا من فواعل المشهد الليبي وان يبقى التحالف الليبي المساند له يتمتع بتماسك هذا إضافة إلى الحفاظ على موضع المشير خليفة حفتر ومحورية دوره في المعادلة السياسية والعسكرية القائمة ربما عكست ذلك ليس وحسب المبادرة المصرية وإنما أيضا الرسائل التى أوضحتها مرافقة طائرات حربية مصرية لطائرة المشير حفتر أثناء مغادرته الأراضي المصرية .
وأشار إلى أن تصريحات وزير الخارحية التركي مؤخرا بشأن إمكانية التعاون مع مصر خصوصا بعد مازق تركيا في شرق المتوسط ولاسيما بعد توقيع اتفاق مفاجئ لترسيم الحدود الايطالية - اليونانية وذلك بعد سنوات من جمود هذا  الملف.
من خلال ذلك عملت القوى الدولية على عدم ترك الساحة الليبية للأتراك من دون تحديد أنماط السياسات وطبيعة المواقف فقد حثت المملكة العربية السعودية جميع الاطراف الليبية على تغليب المصلحة الوطنية الليبية والوقف الفوري  لإطلاق النار والبدء في مفاوضات سياسية عاجلة وشاملة برعاية الأمم المتحدة بما يكفل عودة الأمن والأستقرار إلى ليبيا والمخافظة على وحدة وسلامة أراضيها وحمايتها من التدخلات الخارجية وكذلك دولة الامارات والاردن والدول الغربية.