يعتبر هذا الأسبوع من تفشي فيروس كورونا في تونس، أسبوع الذروة حسب ما صرحت به وزارة الصحة التونسية. أسبوع شهدت فيه الحالة الوبائية استقرارا ملحوظا و ارتفاع مطرد بنسب تكاد تعتبر ضعيفة مقارنة بالنسب التي تسجلها باقي دول في العالم.
الوضعية العالمية الحالية متفاوتة من دولة إلى أخرى حيث سجلت بعض الدول وضعيات كارثية و نسب إصابات ووفيات عالية على غرار إيطاليا و الولايات المتحدة الأمركية و إسبانيا و فرنسا و غيرهم..لكن الوضع في الدول العربية كان مطمئنا إلى حد ما و خصوصا في دول المغرب العربي التي تعتبر النسب فيه متوسطة إلى ضعيفة إذا ما قارنَاها بالنسب المسجلة عالميا.
تونس تتحكم في الأزمة !
اتخذت تونس ولحسن الحظّ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب مما جعلها تتحكم في عبور موجة الإصابات، وكان للطاقم الطبي متسع من الوقت للاستعداد لاحتضان المرضى بكل أريحية.
وحتى مع خرق الإجراءات أحيانا و ارتفاع الإصابات المسجلة أحيانا أخرى فإن المنحنى مازال تحت السيطرة و قد صنفت جامعة جون هوبكينز تونس من بين البلدان التي نجحت في السيطرة على المنحنى و الحفاظ على انخفاضه، وفقًالما نشرته جريدة لومند"le monde " الفرنسية.
 كانت النسب المسجلة لهذا الأسبوع نسب ضعيفة و تكاد تكون مستقرة حيث سجلت تونس في منتصف أسبوع الذروة 5 إصابات فقط، و سجلت قبلها بيوم 15 إصابة ، و ظلت نسب الزيادة في الإصابات محصورة بين 20 إلى 30 إصابة كحد أقصى خلال هذا الأسبوع رغم ترفيع الصحة التونسية في عدد التحاليل المجراة يوميا حيث فاقت 1000 تحليل فإذا قارنا النسب المسجلة بعدد التحاليل وجدناها لا تتعدى 2.5 %. وأكدت وزارة الصحة التونسية أن التحاليل المخبرية تجرى بالأساس للحالات المشتبهة والمحتمل إصابتها بالمرض حسب تعريف الحالة المعتمد حاليا، كإجراء احترازي لمحاولة احتواء الفيروس قدر الإمكان.
و اختارت أغلب الدول تسوية المنحنى، بإبطاء انتشار الفيروس قدرالإمكان من خلال الإحتواء الجذري حتى لا تكتظ المشافي و يخرج الوضع عن السيطرة مثلما حصل في إيطاليا مثلا.
و رغم ذلك فإن نجاح الإحتواء كان نسبيا و يختلف من دولة لأخرى، فحسب الدراسة الأخيرة لجامعة جون هوبكينز، فإن 56 دولة فقط تسجل عدد ضعيفا من الإصابات و تسيطر إلى حد ما على استقرار المنحنى منها تونس.
ومع ذلك فإن وزارة الصحة التونسية تحذر باستمرار من تطور الوضع الوبائي و تنوه إلى مزيد انتشار المرض خلال الأسابيع القادمة طالما أن الإجراءات التي ما فتئت الوزارة تذكَر بوجوب الالتزام بها، لم يقع احترامها في عديد المناسبات بكثير من المناطق.
كما دعت الصحة التونسية كافة المواطنين للالتزام الكامل باحترام القانون وكل الإجراءات المتَخدة من قبل السلطات في هذا الصدد وخاصة منها إيواء المصابين بالمستشفيات ومراكز الإيواء وذلك لاحتواء المرض والحد من انتشاره.
كما اتخذت وزارات متداخلة في الأزمة إجراءات صارمة استباقية، كتجهيز الفضاءات الرياضية المغطات كقبة المنزه و المعارض لإيواء المرضى في حال تفشي المرض،و أقرت الداخلية التونسية إجراءا ردعيا صارما وصل حد السجن بتهمة القتل الغير العمد.
و نجحت الأبحاث التونسية في اكتشاف التركيبة الجينية للفيروس "RNA "، حيث  أكــدت أمس الجمعة،رئيسة المخبر المرجعي في مستشفى شارل نيكول في العاصمة الهام بوطيبة أن الابحاث المخبرية التي قامت بيها مؤخرا استغرقت أسبوعا وشملت التحاليل 3 عينات .
 واوضحت الدكتورة الهام بوطيبة بأن التحاليل المخبرية اثبتت مبدئيا أن فيروس كورونا الموجود في تونس شبيه بالفيروس الموجود في الولايات المتحدة الامريكية . وقالت بأن الفيروس الموجود في الولايات المتحدة ليس نفسه الموجود في الصين. ورجحت أن تطرأ تغييرات على جنيات الفيروس مع تقدم الأبحاث والتحاليل خاصة وان العينات التي تم اخضاعها للتحليل قادمة من مصر وتركيا وغيرها من البلدان.

و تواصل تونس فرض إجراءات التباعد الاجتماعي و التقليل قدر الإمكان من فرص انتشار العدوى عبر حظر التجول العام و إعلان عطلة بأربعة أيام و غلق المؤسسات مع الحفاظ على المؤسسات الحيوية. كما توزع مساعدات اجتماعية على العائلات المعوزة و تسعى جاهدة للحفاظ و حماية مسالك توزيع المؤن و معاقبة المحتكرين إضافة إلى إجراءات اجتماعية عدة أقرتها في بدايات الأزمة رغم الوضع الاقتصادي الهش للبلاد.