دخلت قضية ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية، من الباب الواسع الحراك السياسي الدائر حاليا بين السلطة والمعارضة حول موضوع تعديل الدستور، حيث تعالت مطالب الأحزاب السياسة على اختلاف توجهاتها من أجل الاعتراف بالأمازيغية، فيما حذرت بعض التيارات من استغلال الأمازيغية لأغراض انتخابية وسياسية على حساب الهوية الوطنية.

لدى الطبقة السياسية هناك إجماع على ضرورة الاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة وطنية ثانية بعد العربية على أساس إنها من ركائز الهوية الوطنية الجزائرية، لكن هناك اختلاف كبير حول كيفية الاعتراف بهذا الإرث اللغوي التاريخي في ظل أطماع بعض الجهات لاستغلال الأمازيغية كورقة ضغط لتحقيق مطالب سياسية وانتخابية قد تفتح المجال مستقبلا أمام أطماع خارجية تهدد الهوية الوطنية ووحدة التراب الوطني. 

فموازاة مع الاحتفال بالذكرى ال35 لأحداث الربيع الأمازيغي، التي تصادف تاريخ 20 أفريل من كل سنة، أكدت عدة أحزاب على أهمية الاعتراف باللغة الأمازيغية من أجل إثراء الهوية الوطنية، حيث قالت زعيمة حزب العمال لويزة حنون: "لقد حان الوقت لترقية اللغة الأمازيغية والاعتراف بها كلغة رسمية في إطار مشروع مراجعة الدستور".

 وأضافت على هامش التجمع الذي نظمته بولاية تيزي وزو، أول أمس " يجب أن يكون الاعتراف بالأمازيغية في الدستور المقبل فرصة تاريخية بالنسبة لمستقبل الديموقراطية في بلادنا".

ودعت لوزيزة حنون بالمناسبة إلى ترقية الأمازيغية عن طريق إنشاء كتابة دولة بهدف تشجيع تكوين الأساتذة والباحثين والمترجمين تحسبا لتوسيع نطاق استعمال هذه اللغة على المستوى الوطني وفي كل المؤسسات العمومية.

بدوره، دعا الأمين الوطني الأول لحزب "الأفافاس" محمد نبو إلى اعتبار الأمازيغية مطلبا وطنيا والكف عن سياسة الفولكلور التي لازالت السلطة تنتهجها في حق هذا الإرث الوطني.

وقال" الأمازيغية مطلب وطني لا ينفصل عن باقي المطالب الديمقراطية، وعلى الدولة أن تعترف بها كلغة رسمية ضمن مشروع تعديل الدستور".

وأكد رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس بمناسبة ذكرى الربيع الأمازيغي أن يوم 20 أفريل يمثل تاريخا مميزا في مسار توطيد الهوية الوطنية يلتف الجزائريون والجزائريات المتمسكون بالديمقراطية والمتعطشون للحريات، حول مواطنينا ومواطناتنا الذين يحيون ذكرى انطلاق نضالهم الأصيل والمشروع من أجل تثبيت الأمازيغية كركيزة من ركائز الوحدة الوطنية، إلى جانب العروبة والإسلام دين الدولة".

وأضاف " إن النضال السياسي من أجل الاعتراف بالأمازيغية كمكون أساسي للهوية الحريات. جزء غير قابل للفصل عن النضال من أجل الديمقراطية ويعد كذلك نضالا غير قابل للفصل عن النضال الرامي إلى الاعتراف بالمواطنة كاملة ومكتملة كراصد من رواصد النظام السياسي الوطني".

وبالمقابل فقد حذر عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، من الجهات التي تسعى لاستغلال الأمازيغية لخلق العداوة والحساسية بين اللغتين العربية والأمازيغية، مؤكدا على ضرورة تطوير الأمازيغية وجعلها شقيقة للغة العربية، بهدف قطع الطريق أمام الطامعين في استغلال هذا الإرث الثقافي التاريخي لفرض ونشر لغة الاستعمار الفرنسي.