لا يزال الوضع الإنساني في الصومال "كارثيًا" رغم "تكثيف" الاستجابة الإنسانية في البلد الذي يهدّد فيه الجفاف التاريخي بالمجاعة، حسبما قال الأربعاء الممثل الخاص للأمم المتحدة في الصومال جيمس سوان.
وقال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، في مطلع سبتمبر(أيلول) في مقديشو إن "المجاعة ستحصل في منطقتين في إقليم باي بين أكتوبر(تشرين الأول) وديسمبر(كانون الأول) من هذه السنة" هما بايدوا وبوركابا.
ويعاني 7.8 ملايين شخص في أنحاء البلاد، أي نصف سكان الصومال تقريباً، من تداعيات الجفاف، بينهم 213 ألفاً معرضون لخطر مجاعة كبير بحسب الأمم المتحدة.
ومن بين هؤلاء، حصل 6.5 مليون شخص على مساعدة إنسانية، وفق ما قال جيمس سوان خلال مؤتمر صحافي.
وأضاف "أرتفع هذا الرقم بشكل ملحوظ جداً منذ بداية الصيف" لا سيّما بفضل "المساهمات الإضافية الكبيرة جداً من المانحين.. والبالغة 800 مليون دولار".
وتابع "من حيث توافر الموارد وتوسيع نطاق الاستجابة، فإن الأخبار إيجابية إلى حد ما. لكن في الوقت نفسه، نواجه وضعاً تبقى فيه المخاطر كبيرة بسبب استمرار الجفاف وهشاشة السكان نسبياً في العديد من المناطق".
يشهد القرن الإفريقي (الصومال وكينيا وإثيوبيا) واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ أكثر من 40 عاماً، بعد 4 مواسم قليلة الامطار منذ عام 2020 أدت إلى القضاء على المواشي والمحاصيل.
ومنذ يناير(كانون الثاني) 2021، فرّ 1.1 مليون شخص من منازلهم بحثاً عن المياه والغذاء، بحسب الأمم المتحدة.
ودعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي،الثلاثاء، لدى عودته من جولة في الصومال وفي شمال شرق كينيا الذي يضربه الجفاف أيضاً، المانحين الدوليين إلى "مواصلة جهودهم".
وقال من العاصمة الكينية نيروبي: "تم احتواء جزء (من المجاعة) لكن هذا الجهد لا يمكن إيقافه. إذا توقف الآن، سنعود إلى وضع خطير جدًا يموت فيه الناس، وخصوصًا الأطفال، بأعداد كبيرة".
والأربعاء، قال الخضر دلوم، وهو ممثل برنامج الأغذية العالمي في الصومال، إن نداء جمع الأموال الذي أطلقته الأمم المتحدة من أجل الصومال، والذي تم تعديله بالزيادة إلى 2.26 مليار دولار، تمت تلبيته بنسبة 46.7% فقط.
وأضاف "للمرة الأولى، نحن متواجدون في مناطق يصعب الوصول إليها، وأصبحنا قادرين على الذهاب إليها.. وعلى الوصول إلى سكان من الصعب الوصول إليهم.. لكن الوضع يبقى كارثياً".
قضى 260 ألف شخص، نصفهم أطفال دون الخامسة من العمر، جراء المجاعة التي حلت في العديد من مناطق جنوب الصومال ووسط البلاد بين يوليو(تموز) 2011 وفبراير(شباط) 2012.