دعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الأربعاء الحكومة الإيطالية إلى السماح لـ177 مهاجرا عالقين على متن سفينة تابعة لخفر السواحل الإيطالي قرب مرفأ كاتانيا في صقلية بالنزول في أحد موانئها "لأسباب إنسانية وطبية"، مضيفة أن هناك 34 طفلا على متن السفينة.
وكانت السفينة "ديتشوتي" قد أنقذت المهاجرين قبل ستة أيام، لكن وزير الداخلية الايطالي اليميني المتشدد ماتيو سالفيني أصر على عدم السماح لهم النزول في إيطاليا حتى تلتزم دول أوروبية أخرى بأخذ قسم منهم.
وأيدت منظمتا "سابف ذا تشيلدرن" و"أطباء بلا حدود" دعوة الأمم المتحدة.
وتستمر هذه القضية بإثارة الجدل في إيطاليا، إلى درجة أن الكاتب الإيطالي روبرتو سافيانو الشهير بكتاباته ضد المافيا اتهم الحكومة الإيطالية "بأخذ 177 شخصا كرهائن".
وقال سافيانو الثلاثاء إن ديتشوتي "تمثل قضية خطيرة جدا وغير قانونية لاختطاف مجموعة من الأشخاص من قبل الدولة".
وأمل وزير النقل الإيطالي دانيلو تونينيللي الذي يتبع خفر السواحل لوزارته بإيجاد حل سريع للقضية.
وقال لقناة يورونيوز الثلاثاء "نحن بانتظار أوروبا وهؤلاء المؤيدين لها مثل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل أن يعرضوا خدماتهم"، مشيرا إلى أن اتفاقا سابقا لتوزيع المهاجرين الذين تنقذهم إيطاليا على البلدان الأوروبية لم يتم تنفيذه.
وفي وقت متأخر من يوم الأربعاء، قال سالفيني إنه سمح لـ29 طفلاً على متن السفينة بالنزول، وإن كان من غير الواضح ما إذا كان هذا طلباً رسمياً.
وقال سالفيني في تعليق على فيسبوك "هناك 29 طفلا على متن السفينة ديتشوتي يمكنهم النزول الآن، حتى وإن كانت بروكسل لا تزال نائمة".
وهدد سالفيني سابقا بإعادة المهاجرين على متن ديتشوتي إلى ليبيا إذا لم يتم التوصل إلى حل أوروبي.
والأربعاء كان المهاجرون الـ177 يقضون ليلتهم السابعة على متن السفينة، والثانية قبالة مرفأ كاتانيا.
وأكد تونينيللي أن المهاجرين "على ما يرام"، مضيفاً أنهم "يخضعون لفحوص طبية مستمرة ويحصلون على الطعام، وبالتالي فهم في ظروف ممتازة".
لكن صحفيين في الموقع قالوا إن الظروف كانت صعبة في المساء بسبب الأمطار والطقس السيئ.
وقال ثلاثة مدعين عامين في صقلية الأربعاء إنهم فتحوا تحقيقا بشأن المهاجرين على متن السفينة، بما في ذلك احتمال تهريب أشخاص.
وتعهدت الحكومة الإيطالية الجديدة التي شكلتها حركة الخمس نجوم الشعبوية وحزب الرابطة بعد انتخابات مارس بوقف وصول المهاجرين إلى الموانئ الإيطالية.