للعديد من الموريتانيات علاقات جنسية خارج إطار الزواج أفرزت ألاف الأطفال بلا آباء في مجتمع  قبلي يرفض الحديث عن هذه الظاهرة نظرا لحساسيتها البالغة.

إحصائيات

تقدر إحصائيات غير رسمية  لمنظمات خيرية عدد الأمهات العازبات في موريتانيا ب10 آلاف امرأة اغلبهن يعشن في الريف خاصة في مناطق آدوابة"مضارب العبيد السابقين"  التي ينتشر فيها الجهل ويغيب فيها الوعي .

ووفق الاخصائي الاجتماعي "محمدو ولد احمدناه" فان هذه الظاهرة تنتشر بقوة  بين المنتمين لشريحة  العبيد السابقين نظرا لغياب الثقافة الدينية ونظرا للشعور بالدونية وغياب دور القبيلة التي تعتبر هذا النوع من العلاقات المحرمة جريمة ووصمة عار قد تضر بسمعتها وتقلل من شأنها.

ويضيف" ولد احمدناه" أنه وبغض النظر عن انتشار هذه الظاهرة السلبية  في مجتمعات" آدوابه" الا أنه يحسب لهم أن ظاهرة قتل أطفال السفاح تكاد تكون معدومة  بينهم في حين تنتشر جرائم قتل الأطفال ورمي اللقطاء  في مجتمع البيظان والزنوج   الذين يعتبران  ظاهرة اللقطاء" وصمة عار وجريمة لاتغتفر  قد تمس بشرف عائلات ومكانتها في أعين الآخرين بغض النظر عن موقف الشرع منها.

 

إجهاض مبكر

لتجنب الفضيحة ونظرة المجتمع القاسية  تلجأ العديد من النساء في حالات الحمل غير الشرعي في موريتانيا  للإجهاض.

ويقسم الاخصائي الاجتماعي "ولد احمدناه" الامهات العازبات الي قسمين :"أم رضت لنفسها بعلاقة غير شرعية مع رجل خارج اطار الزواج وتلك مذنبة وأم تعرضت  للاغتصاب على يد وحشي بشري أدى لحملها غير أن نظرة المجتمع دفعت بها الى اخفاء الفضيحة عن طريق الاجهاض".

ويقول "ولد احمدناه" ان عيادات معروفة وسط عاصمة نواكشوط  باتت ملاذا آمنا لعشرات النساء الراغبات في الاجهاض بعيد عن أعين السلطات  الموريتانية التي تصنف ظاهرة الاجهاض على أنه جريمة قتل متعمدة.

 

جرائم الاغتصاب ساهمت في انتشار الظاهرة

تشير بعض الدراسات التي أعدتها منظمات حقوقية الى  تنامي هذه الظاهرة حيث ارتفع الى نسبة 1166 حالة اغتصاب عام 2013 .

ويثير الاغتصاب في موريتانيا الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بظاهرة الأمهات العازبات  قلق المجتمع المدني خاصة مع بقاء المعتدين بلا عقاب بسبب طبيعة المجتمع المحافظ الذي يفرض قيوده على الضحية ويمنعها من الإبلاغ عن المتهم خوفاً من الفضيحة والعار وهو مادفع   بجمعيات مهتمة بقضايا المرأة الى دق ناقوس الخطر والتحذير من استفحال هذه  الظاهرة وتزايد أعداد الضحايا في صمت .