محاولة منا لمعرفة أحوال الجالية الجزائرية بفرنسا و بالتحديد في مدينة مرسيليا ارتأينا التقرب من أحد الوجوه المعروفة في وسط الجالية و هو السيد ناصر طاري أمين عام لجمعية تدافع عن حقوق الجزاريين بفرنسا فكان لنا معه هذا اللقاء.
كيف هو حال جاليتنا اليوم ؟
هي صعبة و معقدة ووجب عليكم معرفة أن الجالية الجزائرية بفرنسا و أوربا في آن واحد مركبة من ثلاث فئات فئة مسنة ما زالت مشتاقة للوطن و لم تستطع التكيف مع البلد المقيمة فيه رغم السنوات الطويلة من الإقامة و فئة ثانية مولودة بفرنسا و هي الجيل الجديد و التي رغم نشأتها و مولدها بفرنسا لم تستطع الاندماج مع الفرنسيين و لا صلة لهم بالوطن الأم فاقدين للتوازن مما يدفعهم للضياع و البحث عن هوية افتقدوها و فئة أخيرة و هم النازحون الجدد و المهاجرين حديثا يعانون صعوبة الإقامة و البحث عن عمل مصيرهم معلق بالاتفاقيات بين البلدين التي وجب تطبيقها و أخذها بعين الاعتبار في هذا الصدد لا ننسى الأفراد بدون أوراق الواجب تسوية وضعيتهم اما بمنحهم الإقامة أو ترحيلهم حتى لا تمتصهم شبكات الجريمة و التجارة الممنوعة التي قد تعرضهم لمصير مجهول .
إذا تحدثنا عن الفئة الثانية و التي تعتبرونها غير متوازنة لماذا يرجع سبب ذلك حسب رأيكم ؟
الى فرنسا و الجزائر معا الأولى همشتهم و اعتبرتهم غير فرنسيين رغم مولدهم و نشأتهم لأن أسماؤهم العربية كمحمد ليست كدافيد و برنار و كذلك تسكينهم في الضواحي و الغيطوهات بعيدين عن مراكز الترفيه و المدارس الراقية يدفعهم للعزلة أما الجزائر فلم تبعث ببرامج على مستوى مثلياتها من قنصليات و سفارات رغم علمها بالسياسة الفرنسية اتجاه هؤلاء و إعطاؤهم الفرصة لمعرفة بلدهم و تاريخه و بعث روح الوطنية و بناء الوطن فيهم حتى و أن كانوا مقيمين بالمهجر مثال على ذلك عدم مشاركتهم في المواعيد الانتخابية كناخبين و عدم توظيفهم يوم الاقتراع هذا يعني حرمانهم من الحياة السياسية و الثقافية و الاجتماعية مكتفيين بالعادات القديمة الاستنجاد بالفئة الأولى و هم المتقاعدين و قدماء المجاهدين و السائرون في خط النظام الجزائري و من والاهم تعدى سنهم 70 سنة كذلك أحمل مسؤولية ذلك لممثلي الجالية على مستوى المجلس الشعبي الوطني الذين هم غائبون غيابا كلي انتخبوا في الظلام لا يبالون بمشاكل الجالية و لا يجتمعون بها همهم المنصب و امتيازاته و مصالحهم الشخصية في إنشاء جمعيات مشتبه بها باسم الجالية لممارسة الأعمال الحرة .
هل من مثال على ذلك ؟
نعم الجمعيات التي تؤمن الجزائريين بأسعار تنافسية مروجة لهم الاعتقاد أنه في حالة الوفاة تتكفل بنقل جثامينهم الى بلدهم مستغلين الفراغات القانونية في هذا الصدد و غياب الدولة التام و عدم التكفل بهذا الموضوع ليحدث العكس بعد ذلك و هو الدفع لمبالغ خيالية من أجل ذلك كذلك بعض الجمعيات التي تفرض نفسها من أجل تسوية الملفات العالقة كالإقامة و الاجرائات الإدارية لتجرهم الى أوهام لن تنتهي مستغلين و وضعيتهم المزرية كان من الواجب عليهم الاجتماع بهم و إعلامهم بالحقيقة و حتى لا أتهم تواطؤهم أحملهم مسؤولية سكوتهم و التغاضي عن النضر عن هذه الممارسات .
و ما هي الحلول حسب رأيكم.؟
هي إعطاء الفرصة لأفراد الجالية من أجل تمثيل نفسها و تقلد مناصب المسؤولية سواء في الوطن الأم أو ممثلياتها من قنصليات و سفارات و خاصة على مستوى المجلس الشعبي الوطني لأنها الأولى بمعرفة مشاكل و أمال الجزائريين المقيمين بالخارج فمنذ الاستقلال لم نسمع بوزير عين من أفراد جاليتنا أو على أقل تقدير ممثل و نائب على مستوى المجلس الشعبي الوطني
نعود لحدث عاشته فرنسا و هو حادث ما يعرف بشارلي و الجريمة التي وقعت ما هو الجو العام في وسط جاليتنا و هل من تهديدات ضدها؟
نستطيع القول أننا فقدنا الأمل لأنه في فرنسا أنت فرنسي حين تكون الأحسن و غير ذلك عندما تكون الأسوأ كانت جاليتنا تعاني جميع أنواع التهميش و العنصرية الزائدة ضدها و مع هذه الأحداث قد تزيد من حدتها إلى غاية اليوم لا شيء يوحي بالخطر بمرسيليا لكن التساؤلات و الحذر يبقيان شيء لا بد منه و هنا أعود لممثلي الجالية الذين لم يلعبوا أي دور لتهدئة الأوضاع بعد الحادثة و طمأنة أفراد جاليتنا فهم خارج النطاق و مجال التغطية و لا نعرف لهم اثر إلا في المناسبات الانتخابية .
في الختام هل من آمال مرجوة ؟
نعم التغيير السياسي بالجزائر هو ما نادينا و ننادي من أجله من أجل رؤية أفضل لبلدنا و حال جاليتنا الواجب الاهتمام بها و اعتبارهم كمواطنين جزائريين و ليسو مواطنين من الدرجة الثانية أو مجرد زماقرة أو ورقة انتخابية رابحة