ألقى الصحفي الألماني أولاف شتاندك في تقرير نشر على موقع الصحيفة اليومية الألمانية "نويس دوتشلاند"، الضوء على ما تعيش على وقعه ليبيا من "إرهاب" يتهدد وحدة البلاد، مشبها الوضع الحالي ببرميل بارود قابل للاشتعال في أي لحظة، إذا ما توفرت له الظروف.وأشار شتاندك إلى الأحداث الأخيرة التي عرفتها مدينة ككلة جنوب غرب البلاد، حيث تعرضت المدينة إلى قصف عنيف من قبل "ميليشيات" الزنتان بسبب دعمها لقوات "فجر ليبيا".وأوضح أن المعارك المسلحة خلفت ما لا يقل عن 21 قتيلا أغلبهم من المدنيين، بسبب تساقط الصواريخ والذخائر على المدينة ، التي لم تخف مساندتها وتأييدها لقوات "فجر ليبيا" ، التي أخرجت "كتائب الزنتان" من العاصمة طرابلس وافتكت منها سيطرتها على مطار طرابلس الدولي، غداة أسابيع من القتال العنيف خلف دمارا هائلا.

انقسام

وأوضح أولاف شتاندك في تقريره أنه غداة ثلاث سنوات من سقوط نظام معمر القذافي، غرقت ليبيا في الفوضى، وانقسمت البلاد بين برلمانين وحكومتين (الأول في طبرق ممثلا في مجلس النواب الجديد المنتخب في  25 يونيو الماضي، وحكومة عبد الله الثني، أما الثاني فينعقد العاصمة طرابلس، ممثلا في المؤتمر الوطني العام وحكومة عمر الحاسي).وأشار شتاندك إلى أن المجتمع الليبي انقسم بطبعه بين مؤيد للبرلمان الجديد وحكومة عبد الله الثني في طبرق، وآخر يؤيد المؤتمر الوطني وحكومة عمر الحاسي، حيث "لا يعترف المؤتمر الوطني العام الليبي ذو الأغلبية الإسلامية بالحكومة التي تشكلت في طبرق".وأكد أن من نتائج تدهور الوضع في ليبيا، غياب شرطة فعالة وقوات جيش نظامي لتبقى البلاد عاجزة أما الكم الهائل من التحديات، وفي تبعية دائمة للكتائب المسلحة التي تعتمد عليها لفرض الأمن والاستقرار.

تخلَ

وأوضح الصحفي الألماني أنه ولئن طال انتظار زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى ليبيا، ورغم دعوة الأخير لكل الأطراف الليبية المتنازعة لنبذ العنف والجلوس إلى طاولة الحوار، يكاد يكون الغرب قد تخلَى كليا عن ليبيا.وذكر في هذا الخصوص أن الغرب بعد أن تمكن بالفعل من تغيير النظام في ليبيا عسكريا، وساعد الثوار هناك، لم يضع استراتيجية سياسية لمرحلة ما بعد القذافي.ونقل عن وزير الخارجية الفرنسي فابيوس قوله: الخوف الآن من تفجر "برميل بارود إرهابي"، في إشارة إلى رفض "الجماعات الإسلامية" في ليبيا الحوار، ومطالبة البعض منها و"بصوت عال دعم ميليشيا إرهابية عابرة للحدود (تنظيم الدولة الإسلامية)"، على حد تعبيره.