قال المجلس الإسلامي في بريطانيا أمس الأربعاء إن قضية "الإسلاموفوبيا" (رهاب الإسلام) تشكل مصدر قلق كبيرا للمسلمين في البلاد، ودعا جميع الأحزاب إلى الالتزام بالتصدي لـ"الإسلاموفوبيا وجميع صور العنصرية".

وقال المجلس إن 74 في المئة من بين أكثر من 500 مسلم شاركوا في استطلاع للرأي اتفقوا على أنهم "يشعرون بقلق شديد إزاء ما تصوره وسائل الإعلام عن المسلمين و... رغبتهم في تولي قيادة قوية للتصدي للإسلاموفوبيا في الحكومة القادمة".

ويأتي تدخل المجلس الإسلامي، الذي يمثل كثيرا من المسلمين في بريطانيا، والذين يقدر عددهم إجمالا بنحو 7ر2 مليون شخص، وسط جدل حاد بشأن العنصرية في السياسة البريطانية ووسائل الإعلام، قبيل الانتخابات المبكرة المقررة في البلاد في 12 كانون أول/ديسمبر المقبل.

وقال المجلس الإسلامي في بريطانيا إن العديد من المسلمين شعروا بقلق بالغ من حزب المحافظين الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء بوريس جونسون بسبب "الفشل المستمر للتصدي لأزمة الإسلاموفوبيا".

وقال هارون خان، الأمين العام للمجلس: "للأسف، الإسلاموفوبيا منتشر في العديد من الأجزاء في الحياة العامة، والإسلاموفوبيا في الأحزاب السياسية مثير للقلق بشكل خاص".

وأضاف خان "للأسف، رأينا حزب المحافظين وقد فشل بشكل مستمر في معالجة مشكلته المؤسسية مع الإسلاموفوبيا".

وأيد المجلس الثلاثاء تصريحات نشرتها صحيفة "التايمز" لإفرايم ميرفيس، حاخام اليهود الأكبر في بريطانيا، بشأن "الخوف الحقيقي الذي يشعر به العديد من اليهود البريطانيين" من زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربين بسبب طريقة تعامله مع معاداة السامية، داخل الحزب.

واتفق المجلس الإسلامي مع تصريح ميرفيس بأن "بعض الساسة أظهروا شجاعة (ضد العنصرية) في وقت التزم فيه عدد كبير للغاية الصمت".

وقال المجلس إن "العنصرية، سواء جاءت من اليسار أو اليمين، غير مقبولة، ولم يتم القيام بما يكفي للتصدي لها".

ولم يذكر المجلس الإسلامي كوربين، لكنه قال إن الإسلاموفوبيا تعد "قضية مزمنة بشكل خاص في حزب المحافظين، الذي تعامل مع الإسلاموفوبيا بإنكار ورفض وخداع".

وردا على هذا الانتقاد، أكد جونسون تعهده بإجراء تحقيق في جميع أشكال العنصرية في حزب المحافظين، معتذرا عن أي "ألم أو أذى" نتيجة للإسلاموفوبيا داخل الحزب.

وكان جونسون نفسه تعرض لاتهامات من قبل بالإسلاموفوبيا وغيره من صور العنصرية عدة مرات على مدار السنوات الماضية، بما في ذلك ضد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وصديق خان، أول عمدة مسلم للندن.

وقال جونسون للصحفيين "من الواضح أنه عندما تكون لدينا واقعة معاداة السامية أو الإسلاموفوبيا، داخل حزب المحافظين، فإننا ننتهج موقفا لا يتسم بالتسامح على الإطلاق".

وأضاف: "سنجري تحقيقا مستقلا في الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية، وكل أشكال التحيز والتمييز".