تواجهُ تركيا عدّة اتهامات بالتدخّل في الشؤون الليبية الدّاخلية ودعم الجماعات الإسلاميّة المتطرفة والتورّط المباشر في العمليات الإرهابية وتسليح الجماعات المتطرفة، من خلال الدّعم المالي واللوجستي بالأسلحة والمعدات، فقد هاجم العقيد احمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، منذ أيام خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية تركيا، متهما إياها بالتدخل في شؤون ليبيا ودعم الإرهاب في بلاده.
وقال المسماري، عند سؤاله على دلائله بأن تركيا هي من وراء إرسال المتفجرات أو دعم الإرهاب في ليبيا، "زيارات (الرئيس التركي رجب الطيب) أردوغان للمنطقة خطيرة جدا لكل من تونس والسودان وتشاد، والطربوش التركي وضع ليبيا في مأزق مع الإرهابيين، وتركيا وظفت كل إمكانيتها لدعم الإرهاب في ليبيا وهذا شيء ليس سرا".
وتابع أن "تركيا وقطر والسودان وإيران هى الدول الرئيسة التي تلعب على توطين الأزمة في ليبيا"، مشيرا إلى أن "تركيا عالجت مصابي الإرهابيين في معارك بنغازي في مستشفياتها ودعمتهم حتى عاد بعضهم للمعارك وصورهم نعرضها في مؤتمراتنا الصحفية".
وأضاف أن "كمية المتفجرات التي عثر عليها في السفينة التي أوقفتها السلطات اليونانية تبلغ 410 طن، تفوق مراكز الانتخابات، وأردوغان يحاول محاصره بعض المناطق بالتعاون مع السودان وقطر و هناك مؤامرة على القوة الوطنية في ليبيا ومصر من قبل تركيا".
وأشار إلى أن "تركيا نقلت مقاتلين من سورية والعراق إلى السودان"، قائلا إنه "وبعد رفض انضمامها إلى الاتحاد الاوروبي، فإنها تريد العودة إلى العالم الاسلامي عن طريق نفوذها السابق بالخلافة الإسلامية" بحسب تعبيره.
الإتهامات لا تتوقّف عند هذا الحد، بل تواجه تركيا اتهامات أخرى بتوظيف شبكات إعلاميّة كاملة لخدمة مشروعها في ليبيا، هذه الوسائل الإعلاميّة الليبية التي تتخذ من اسطنبول مقرا لها، تواجه إتهامات بأنها تجد كل الدّعم والتسهيل من قبل الحكومة التركيّة خدمة لأجندات التوسّع التركي سياسيا واقتصاديًا عبر الجماعات الإسلامية.
** إعلام ليبي في تركيا.. بتمويل قطري:
وفي هذا الإطار كشف موقع "قطرليكس" في تقرير له بعنوان "من تركيا.. قطر تمول 5 فضائيات إخوانية ليبية بـ70 مليون دولار سنويا" أنّ النظام القطري خصص موازنة سنوية بـ70 مليون دولار لتمويل قنوات فضائية ليبية تابعة لجماعة الإخوان والجماعة المقاتلة.
وكشف التقرير أنّ قناة "ليبيا الحدث"، التي تبث برامجها من مدينة بنغازي (شرق) قالت إن "نظام الدوحة يتولى تمويل خمس قنوات تلفزيونية ليبية، تبث برامجها من الأراضي التركية، منها قناتان تم تصنيفهما ضمن قائمة الكيانات والعناصر الإرهابية، الصادرة عن الدول العربية الأربع".
وأضاف التقرير أنّ قناة "ليبيا الأحرار"، التي تملكها شركة الريان القطرية، ويديرها علي الصلابي وسليمان دوغة، تحصلت على 23 مليون دولار سنوياً من قطر، على حدّ قوله، مشيرا إلى أن قطر أسست القناة في مارس 2011، لتطلق بثها من الدوحة، في إطار الحرب الإعلامية ضد النظام السابق، قبل أن تنتقل في العام الماضي إلى البث من إسطنبول.
وقال تقرير موقع "قطر ليكس" أن "نظام الدوحة يخصص سنويا 19 مليون دولار لتمويل قناة "النبأ"، التي يملكها عبدالحكيم بلحاج، القيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة، وانطلق البث الرسمي لها في أغسطس 2013، لتكون أحد أبواق الجماعات الإرهابية ومنها منظومة فجر ليبيا وتنظيم القاعدة، بحسب تعبيره
مضيفًا أنّه وفي 30 مارس 2016، أغلقت القناة إثر مداهمة مقرها من قبل مسلحين في طرابلس، حيث توقف بث القناة تماماً، بعدما ظهر على شاشتها خبر كتب فيه "عاجل: أبناء مدينة طرابلس وثوارها يوقفون قناة النبأ، قناة الفتنة والتحريض وكل من يشارك في القناة بعد فتحها سيتعرض للسؤال من ثوار المدينة"، ولاحقاً تم نقل مقر القناة إلى تركيا، بحسب التقرير.
وتابع تقرير موقع "قطر ليكس" بالقول أنّه في أبريل 2017، أظهر تقرير المركز الليبي لحرية الصحافة حول خطاب التحريض والكراهية في الإعلام الليبي، أن قناة النبأ تصدرت القنوات التلفزيونية، في بث خطاب التحريض والكراهية، وكشف التقرير عن أن عملية الكرامة جاءت في مقدمة المستهدفين بهذا الخطاب.
وأضاف تقرير الموقع، في ذات السياق أنّ قناة "الرائد" تحظى بتمويل سنوي من النظام القطري يبلغ تسعة ملايين دولار، بعد أن أطلقت بثها لأول مرة في 16 سبتمبر 2015 من إسطنبول، ضمن ما يسمى بشبكة الرائد الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان الليبية، بحسب قوله.