إستنكر الإعلامي والناشط السياسي الليبي محمد الهوني رئيس تحرير صحيفة "العرب" اللندنية بشدة تواصل إختطاف التونسيين الصحافي سفيان الشورابي والمصور التلفزيوني نذير القطاري في ليبيا ، وشدد على ضرورة عدم إشراك الإرهابيين والمتطرفين الذين أدخلوا البلاد في الفوضى في الحوار الليبي-الليبي الذي يُفترض أن تنطلق جلساته غدا الأربعاء بالعاصمة السويسرية برعاية الأمم المتحدة .
وقال الهوني في تصريح لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية" إن إختطاف التونسيين الصحافي سفيان الشورابي والمصور التلفزيوني نذير القطاري في ليبيا ، عمل مُدان ، وجريمة يتعين على الجهات الرسمية الليبية التعامل معها بصرامة لجهة الكشف عن مصير التونسيين اللذين تضاربت الأنباء حولهما ، ومحاكمة المُجرمين المتورطين فيها حتى يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه الإعتداء على الإعلاميين مهما كانت جنسيتهم.
وكانت أنباء ترددت في وقت سابق حول مقتل الصحفي التونسي سفيان شورابي و المصور نذير القطاري ، المفقودين في ليبيا منذ 8 سبتمبر 2014.
وأعلن الفرع الليبي لتنظيم داعش عن قتلهما في بيان نُشر على موقع ألكتروني مقرب من الجماعات المتشددة الناشطة في ليبيا ، غير ان السلطات التونسية الرسمية شككت في صحة البيان ، وأعلنت عن تشكيل وفد سيتوجه قريبا إلى ليبيا لمتابعة هذا الملف.
وكان عدد من ممثلات وممثلي بعض جمعيات ومنظمات حقوقية ليبية ونشطاء وإعلاميين وصحفيين وحقوقيين اقد إستنكروا في بيان وزع امس الإثنين استمرار خطف التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري ، وطالبوا الجهات الرسمية الليبية بتوفير كل الإمكانيات لإطلاق سراحهما ولكشف الحقيقة ومحاكمة الجناة في هذه الجريمة وكل جرائم الاختطاف والتغييب القسري والتي طالت عددا كبيرا من النشطاء والإعلاميين من مختلف الخلفيات الفكرية والمشارب السياسية.
وأكد أصحاب البيان انهم لن يدخروا أي جهد في محاولة التواصل مع كافة الأطراف الفاعلة في ليبيا لمعرفة مصير التونسيين المختطفين.
ومن جهة اخرى،حذر الإعلامي والناشط السياسي محمد الهوني من توسع دائرة الإرهاب والتطرف في ليبيا ، ودعا الحكومة المنبثقة عن البرلمان الليبي الشرعي إلى التعامل مع الجماعات المتطرفة ، والميليشيات الموالية لجماعة الإخوان بحزم يرتقي إلى مستوى التهديد الذي تمثله على وحدة ليبيا الجغرافية والمجتمعية والسكانية.
وقال إن المأزق الراهن الذي تعيشه ليبيا عمّقته الميليشيات المُسلحة، التكفيرية والإرهابية التي تُسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد، وهي أطراف يتعين عدم تشريك رموزها في الحوار الليبي-الليبي المُرتقب في العاصمة السويسرية.
وتتجه أنظار الفرقاء الليبيين والمهتمين بتداعيات الأزمة الليبية على الصعيدين الإقليمي والدولي، إلى العاصمة السويسرية جنيف التي ستستضيف غدا اجتماعا بين الأطراف الليبية برعاية الأمم المتحدة سيُخصص لبلورة خارطة طريق لإخراج ليبيا من المأزق الراهن.
وتباينت آراء الأطراف الليبية والدولية إزاء هذا الاجتماع المُرتقب، الذي ترى المجموعة الدولية أنه "الفرصة الأخيرة" لإحلال الأمن والسلام في ليبيا، وتُشدد على ضرورة مشاركة جميع الفرقاء الليبيين فيه، بينما يؤكد الجانب الليبي الشرعي على ضرورة إبعاد "أمراء الحرب" ، ورموز الإرهاب من أي حوار يستهدف بحث حاضر ومستقبل ليبيا.
وكان محمد الدايري وزير الخارجية في حكومة عبدالله الثني المنبثقة عن البرلمان الليبي المُنتخب، قد أعلن في وقت سابق أن حكومة عبدالله الثني لها تحفظات على مبادرة الحوار السياسي للمبعوث الدولي إلى ليبيا، منها الاعتراض على إشراك رموز في قوات "فجر ليبيا" الموالية لجماعة الإخوان.
وقال إن الحوار السياسي في ليبيا "لا يمكن أن يشمل الجميع، خاصة العناصر المتطرفة التي ضاق الشعب الليبي ذرعا بممارساتها المتطرفة… ثم إن الإرهابيين في ليبيا لا يمكن التعاون معهم إلا بالسلاح".