مع اقتراب ساعات الحسم النهائية بظهور النتائج الأولية فالنهائية للانتخابات الرئاسية بالجزائر يتطلع الرأي العام الجزائري كما العالمي لهذه النتائج خاصة بعد السجال الكبير الذي دار حول إمكانية وقوع عمليات التزوير  و إمكانية حدوث مناوشات يكون أبطالها أمام شباب غاضبون عن تولي الرئيس الحالي لعهدة أخرى رابعة أو ممن يحسبون على الغريم المرشح على بن فليس والذين يتهمون سالفا بالتحضير لعصيان وطني بعد ظهور النتائج. ويرى الإعلامي الدكتور محمد عماري مدير جريدة الصوت الآخر أن مجرى الانتخابات سيكون محسوما للرئيس الجزائري لعدة اعتبارات تقنية وسياسية ألقت بضلالها على واقع السياسة الجزائرية وفرضت الأجندة المسطرة سلفا.

 

س: بداية سيدي ما هو سيناريو النتائج الذي تتوقعونه الآن ومن بحسبكم سيفوز بهذا الاستحقاق الجزائري المهم؟

 

ج: نتيجة الاستحقاق تبدو محسومة تماما لصالح الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة . المفاضلة الآن تتعلق بنسبة المشاركة الشعبية ونسبة التأييد الذي سيحصل عليه الرئيس. أنا شخصيا أتوقع أن تقارب نسبة المشاركة 70 بالمائة وقد ظهرت أولى مؤشرات ذلك في النسبة الأولى التي اعلنت بوصول نشبة المشاركة 10 بالمائة بعد ساعتين فقط من فتح مكاتب التصويت وهو معدل أكبر من ذاك الذي كان سنة 2004 .

 

س: لماذا كانت الحملة الإنتخابية للمرشح على بن فليس بهذه الحدة وبهذا الظهور كما بدت؟

 

ج: أولا ترشح بن فليس كان محور اهتمام الرأي العام الداخلي والخارجي فهو ابن النظام الذي يلتزم بتقاليد النظام نفسه ومنها تقديم مرشح واحد من قبل النظام في كل استحقاق انتخابي. ترشح بن فليس كسر هذه القاعدة ، ربما كان الرجل يعتقد أن بوتفليقة لن يترشح بسبب وضعه ا الصحي، ربما قد حصل على ضمانات بأن الانتخابات ستكون مفتوحة لكنه تفاجىء بترشح الرئيس وبانخراط كل مؤسسات الدولة في حملة انتخابية لصالحه هذا ما يكون قد أربك بن فليس الذي وجد نفسه خارج مربع خطة النظامفي هذه المرحلة بذات.

هناك أيضا مسالة شخصية تتعلق بالخلاف القديم الجديد بين بوتفليقة وبن فليس ، الأخير يريد تصفية حساب قديم بمناسبة الحملة الإنتخابية مستغلا غياب بوتفليقة وارتكاب منشطي حملة الرئيس لأخطاء سياسية واجتماعية فادحة. هناك نقطة ثالثة وهي ان بن فليس اراد أن يصدم الرأي العام بخطاب حاد مباشر وموجه عله يستثير المواطنين خاصة الشباب لصالحه من أجل احداث المفاجئة. أقول مفاجئة لأن بن فليس نفسه يعلم أن النتيجة محسومة سالفا لصالح الرئيس المترشح.

 

س: هل سيكون فارقا في مستقبل البلاد إن فاز الرئيس بالأغلبية أو بفارق ضئيل ؟

 

نعم وبقوة. ففي حال حقق بوتفليقة نتيجة ساحقة منذ الدور الأول فسيكون الأمر تزكية لشخصه، ومنجزاته ولرجاله ايضا ما يعني أن المشهد العام سيتكرس على ما هو عليه مادام خيار الاستمرار انتصر بقوة، اما إذ اتصر الرئيس بفارق ضئيل فإنه سيكون مطالبا بتصحيحات سياسية وهيكلية واقتصادية في خياراته من أجل إستدراك الشرعية الغير مكتملة. وقد يكون التعديل الحكومي الجذري أولى حلول الرئيس للتغيير.

 

س: كيف يكون مستقبل المؤسسة العسكرية وصقور الجيش إن منح الرئيس و مؤيدوه عهدة رئاسية أخرى ؟

 

المؤسسة العسكرية موقفها واضح من الآن وقبل إعلان النتائج ، فقائد أركان الجيش المحسوب على الرئيس اعلن التزام الحياد ومنافسوا بوتفليقة وعلى رأسهم بن فليس اكدوا ثقتهم في تعهد قيادة المؤسسة العسكرية، ثم أصلا الجيش لا ينتخب داخل الثكنات مما يرفع عنه حرج دعم اي طرف هذا ما يجعل مستقبل المؤسسة العسكرية في مناى عن أي تجاذب مهما كان الفائز بالإنتخابات، وهو الرئيس بوتفليقة بكل تأكيد.

 س: هل سينتظر الجيش إذن النتائج ليزكي أرادة الشعب إن رأها قد سلبت؟

بالنسبة لمجرى الإنتخابات لا أعتقد أن إنحرافا كبيرا سيقع ، المخاوف متعلقة بحياد أجهزة الإدارة التي تتبع وزارة الداخلية وليس الجيش، فإذا ما كانت التجاوزات في نطاق ضيق فأتوقع أن تمر الأمور بسلام.

المتشائمون يتحدثون عن أسوأ سيناريو يكمن في حصول تجاوزات فادحة تمس بمصداقية الاقتراع، مما سيدفع أنصار  المترشح علي بن فليس إلى عدم القبول بالنتائج، واحتلال الشارع في عدد من الولايات، قيادة الجيش نبهت إلى جميع تلك المخاطر بطريقة غير مباشرة في الأسابيع الأخيرة، والفريق قائد صالح أكد أن الجيش محايد فعلا، لكنه لن يبقى مكتوف الأيدي في حال تم الدفع بالأوضاع إلى الفوضى.

أعتقد أن قيادة المؤسسة العسكرية حضرت لجميع السيناريوهات ووضعت خططا بديلة لحفظ الأمن والاستقرار.

س: ماذا عن حال معسكر الرئيس المترشح إن سار المسار عكس توقعات النجاح ضمن الكبير؟ 

هذا الأمر، برأيي، يقع ضمن دائرة الافتراضات غير المتوقعة، وإن حدثت فأعتقد أن الغالبية من مؤيدي الرئيس المترشح ستتسابق للالتحاق بمعسكر الرئيس الجديد. كثير من مؤيدي بوتفليقة معروف عنهم تغيير المواقف وتغيير القناعات من أجل المصالح الخاصة، رغم أن بعض الأوفياء له مايزالون يحيطون به، إلا أنهم قلة.