مع الفتح الجزئي لمجال السمعي البصري في الجزائر بعدما كان حكرا على الدولة، ظهرت عدد من القنوات الخاصة التي تحاول التموقع وتبوء مكانة وسط الزخم الإعلامي الكبير ولعل أكثر القنوات التي إستطاعت أن تجذب المشاهد الجزائري هي قناة النهار وبالتحديد برنامج دلال الخير الذي يحاكي ألام الجزائريين ويحاول من خلال تسليط الضوء على حالات تعاني الفقر والمرض مد جسور من التضامن بين الغني والفقير. موقع بوابة إفريقيا الإخبارية أستطاع التقرب من مقدمة البرنامج الحسناء أبتسام شعراوي التي تحكي في هذه الأسطر عن تجربتها الإعلامية وعن واقع الإعلام بصفة عامة في الجزائر.

بوابة إفريقيا الإخبارية: سمحت الجزائر بداية من سنة 2012 بإطلاق قنوات خاصة تبث إرسالها من الخارج اعتمدت هيكلتها البشرية على نسبة 99 بالمائة من الشباب، باعتبارك إعلامية بإحدى هذه القنوات حدثينا عن تجربتك في مجال السمعي البصري في قناة خاصة جزائرية؟؟

ابتسام شهراوي: عندما نتحدث عن الإعلام السمعي البصري في الجزائر لابد من استقراء جذور الصحافة الجزائرية المكتوبة التي تبلورت في سياق التحول التاريخي العام لمفهوم المواطنة والنضال لأجل حرية التعبير والاختلاف نحو أفق ديمقراطية تترجم الحس الوطني لدى النخب وعموم الشعب.

هذا التحول ولد رغبة ملحة لإنشاء قنوات فضائية لإضفاء مزيدا من التنوع في الوسائط الإعلامية ، حيث جاء إنشاؤها على جوهر التجربة الصحافية الورقية. وكما تلاحظين أن جل القنوات الفضائية في الجزائر هي امتداد للصحافة الورقية، سواء على مستوى الخط الافتتاحي لها أو على مستوى مواردها البشرية وإمكانيتها المادية.

وضمن هدا التحول أجد نفسي منخرطة لأجل تحقيق إعلام مرئي جاد ومتميز وهادف، رغم كل المآخذ المسجلة على أداء  الإعلام المرئي من نقص الاحترافية ونقص الإمكانيات التقنية والكفاءات التقنية إلا أن ما يتحقق في واقع السمعي والبصري يسمو بأهداف إعلامية مميزة أقول أيضا أن التأسيس بحاجة إلى مزيد من الوقت والجهد والإيمان لان التجربة لا تزال في مهدها وتقيمها بحاجة إلى وقت.

بوابة إفريقيا الإخبارية: تنوي الجزائر بعد صدور قانون السمعي البصري الشهر المنصرم فتح هذا المجال أمام تعددية حقيقة، برأيك كيف سيساهم ذلك في تطوير الإعلام الجزائري وهل الجزائر مستعدة حقا لفتح هذا المجال وفق قوانين منظمة؟؟

ابتسام شهراوي: أعتقد أن قانون السمعي البصري بحاجة إلى مشاركة تأسيسية للفاعلين من أهل المهنة والاختصاص وليس من إداريين خلف مكاتبهم، وأن يكون هدا القانون خارج الإملاءات السياسية بما يضمن حرية الرأي والمشاركة في العمل الديمقراطي وتعزيز المواطنة  وحق المواطن في المعلومة لأنه لا وجود لإعلام بلا حرية والحرية لا تعني الفوضى بل الارتقاء بالسلوك الإعلامي إلى أهداف المواطنة وجوهر الاختلاف والرأي والرأي الأخر.

 

بوابة إفريقيا الإخبارية: في نظر القانون كل من قناة النهار والقنوات الخاصة الأخرى تعد أجنبية، كيف ترون أنفسهم أنتم كصحفيين؟

إبتسام شهراوي: قناة النهار تمكنت من تبوأ الصدارة في المشهد الإعلامي الجزائري لما منحت الميكروفون للشارع وارتقت بالمواطن إلى دائرة المساءلة والمحاورة حول واقعه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بفضل طاقم شاب  يملك إرادة قوية لإنجاح مشروع الإعلام السمعي البصري. قناة النهار أيضا صارت وفي وقت وجيز مرجعا لكثير من القنوات العالمية نظرا لمصداقيتها في نقل المعلومة. وهذا من المكاسب المحققة والمنتظرة دائما. أما عن كون هده القنوات الجزائرية أجنبية فلا أعتقد ذلك لأنها تأسست من صميم المواطنة الجزائرية،من صميم النضال الإعلامي الجزائري أما مسألة البث الفضائي فهده مسألة تقنية لا يمكن إسقاطها على خصوصية الإعلام الجزائري. نعم نحن نعاني من مشاكل تكنولوجية كبيرة .إن لم أقل من تخلف في هذا الجانب بسبب غياب الاستثمار في الإعلام التقني وتكنولوجيا الإرسال وفي غياب قانون سمعي بصري كل هدا في اعتقادي يبرر لجوء القنوات الجزائرية إلى البث خارج الجزائر.

 

بوابة إفريقيا الإخبارية: ما رأيك في ما تقدمه القنوات الخاصة عموما من خطاب؟ وهل تعتبرينه ذا مصداقية ومقنع بالنسبة للمشاهد؟؟

إبتسام شهراوي: الانفتاح على الإعلام السمعي البصري في الجزائر خلق ديناميكية جديدة ومميزة ونقاشا جادا حول واقع الجزائر بين كل الفضائيات وأبرز وجوها إعلامية جديدة مؤهلة أكثر للتميز والإبداع والتقييم طبعا يبقى للمشاهد الذي أصبح يؤمن أكثر بحركية إعلامية جادة.

 

بوابة إفريقيا الإخبارية: يحظي البرنامج الاجتماعي الذي تقدمينه برنامج دلال الخير بنسبة مشاهدة كبيرة ما السر وراء ذلك؟؟

إبتسام شهراوي: لما عهد لي بالإشراف على البرنامج الاجتماعي الخيري .دلال الخير. كمعّدة ومذيعة له اجتمعت في ذهني كل البرامج الإعلامية التي اهتمت بالموضوع وحاولت قدر المستطاع أن أستقطب المشاهد إلى حالات اجتماعية قاهرة وأن أضع المشاهد أمام الأسباب الاجتماعية القاهرة والمتردية التي كانت وراء استفحال الفقر والمرض ولم أتردد أبدا في نقد المؤسسات المعنية بصحة المواطن ومؤسسات التضامن على تهميشها لشريحة واسعة من المواطنين الفقراء والمرضى والمعوزين والفقراء . وإذا كان برنامج دلال الخير يحظى بأكبر نسبة مشاهدة  فإن دلك يعود بالأساس إلى حب الجزائريين والجزائريات إلى الإحسان والتضامن وهي الصور التي ينقلها البرنامج في كل أعداده ونحن نطمع في قناة النهار أن نطور البرنامج أكثر ليكون من أهم البرامج الخيرية في الوطن العربي .

 

بوابة إفريقيا الإخبارية: برنامج "دلال الخير" من البرامج الخيرية الأولى والرائدة في العمل الاجتماعي ألا تتخوفون من المنافسة مع فتح قنوات أخرى؟؟

ابتسام شهراوي: والله من صميم قلبي أتمنى المنافسة لفعل الخير فما أحوجنا اليوم إلى فعل الخير والتضامن والإحسان إلى الفقراء والمعوزين والمرضى والمعوقين .هم بحاجة لمن يسمع صوتهم وآهاتهم ومشاكلهم الكبيرة. ولا أخفي عليك سرا أن برنامج دلال الخير من صميم شخصيتي. ومن صميم اهتماماتي في الحياة وإذا سألتني عن طموحي أقول لك وبسرعة اتمنى أن أقدم أكبر وأعظم عمل إعلامي إنساني في الوطن العربي لأن تجربتي في هدا البرنامج علمتني أن هناك رجال ونساء  ينتظرون فعل الخير وهناك مواطنون بسطاء يقدمون على فعل الخير واعتقد أن عمل الخير من جوهر العمل الإعلامي الهادف والنبيل .