أعلن المتحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني، أمس، أن الرئيس ومنافسه عبدالله عبدالله وقعا اتفاقاً لاقتسام السلطة بغية إنهاء جمود سياسي مستمر منذ أشهر، في خطوة قد تسهّل من جهود إنهاء الحرب الأفغانية التي طال أمدها.
وكان عبدالله طعن في نتائج الانتخابات التي جرت في سبتمبر الماضي، وأعلن تشكيل حكومة موازية في وقت سابق من العام، الأمر الذي أضعف وضع إدارة غني في وقت تحاول الولايات المتحدة دفع عملية السلام مع حركة طالبان، وإنهاء الحرب الأفغانية الدائرة منذ 19 عاماً.
وقال غني خلال مراسم التوقيع: «اليوم يوم تاريخي لأفغانستان العزيزة علينا. لقد أثبت الأفغان التزامهم بمصالحهم الوطنية بفكر مشترك».
وأضاف: «نأمل في الأيام المقبلة، بالوحدة والتعاون، أن نتمكن من إيجاد أرضية لوقف إطلاق النار والسلام الدائم».
وقالت ثلاثة مصادر: إن النقاش على النقاط النهائية العالقة، بما في ذلك تخصيص بعض المناصب الرئيسية، استمر طوال اليوم.
وكانت المصادر ذكرت قبل قليل من توقيع الاتفاق، إن عبدالله كان يريد السيطرة على حقيبة كبيرة مثل المالية أو الشؤون الخارجية، وأن غني لم يوافق على ذلك لكنه قد يعرض عليه وزارة الداخلية.
ولم يتضح حتى الآن الوزارات التي يسيطر عليها كل معسكر بعد توقيع الاتفاق.
وشعرت واشنطن بخيبة أمل من الأزمة المتنامية بين الرجلين حتى بعد توجّه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى كابول للوساطة، وهددت بوقف مساعدات مالية حجمها مليار دولار إذا لم يتوصلا لاتفاق.
وقال بومبيو في تغريدة على تويتر إنه «سعيد» بسماعه عن الاتفاق.
وأضاف: «نرحب بالتزامهم بالعمل الآن من أجل السلام في أفغانستان».
وقالت مورغان أورتاغوس المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في بيان: «الوزير بومبيو أشار إلى شعوره بالأسف على الوقت الذي أُهدر أثناء الجمود السياسي... كرر القول بأن الأولوية بالنسبة للولايات المتحدة ما زالت هي التوصل لتسوية سياسية لإنهاء النزاع، كما رحب بالتزام الزعيمين بالعمل فوراً لدعم الدخول سريعاً في مفاوضات بين الأطراف الأفغانية».
ولم يتضح بعد ما إذا كان هذا الاتفاق سيتمخض عنه معاودة واشنطن التزامها بتقديم المساعدات.
وتواجه أفغانستان ضغوطاً مالية متنامية، مع تراجع إيرادات الضرائب وتوقعات بتقليص الدول الأجنبية تعهدات المساعدة لكابول.
وأحجمت السفارة الأمريكية في كابول عن التعليق على مستقبل خفض المساعدات.
ورحب ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي بالاتفاق، ودعا طالبان إلى الحد من العنف ودعا جميع الأطراف إلى العمل من أجل السلام.
ويقول مسؤولون، إن الاتفاق بين غني وعبدالله حاسم في الشروع في محادثات السلام، إذ يمثل معسكر عبدالله كثيراً من مناطق الشمال الغربي من البلاد.
لكن محادثات السلام تواجه عدداً من التحديات الشديدة، مع زيادة مستوى العنف في البلاد.
وقد دفع هجوم قبل أيام على عيادة للولادة في كابول غني إلى تحويل الجيش إلى موقف «هجومي» في مواجهة الجماعات المتمردة.
ونفت طالبان ضلوعها في الهجوم، لكن الحكومة لا تزال متشككة وغاضبة من هجمات الحركة المستمرة على الجيش الأفغاني، الأمر الذي يضعف القوة الدافعة لمحادثات السلام، التي كان مقرراً أن تبدأ في مارس.
كان مبعوث الولايات المتحدة الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد قال الجمعة، إن تحديد موعد جديد للمحادثات بين الأطراف الأفغانية لا يزال قيد البحث، وإنه سيتوجّه قريباً إلى المنطقة في محاولة للتشجيع على خفض العنف.