قالت صحيفة “الإندبندنت”، إن مصر كانت مشحونة بالأحداث الساخنة خلال هذا الأسبوع الجاري لا سيما في ساحات القضاء، مشيرة إلى حكم محكمة جنايات المنيا أول أمس على 529 من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين بإحالة أوراقهم إلى فضيلة مفتي الديار المصري لقتل شرطي بالإضافة إلى امتثال، 683 من أنصار الجماعة الإسلامية المحظورة للمحاكمة في المحكمة نفسها - بما في ذلك زعيمها محمد بديع وهذه المرة لاتهامات مرتبطة بهجوم على مركز للشرطة أثناء أعمال الشغب بعد “الانقلاب”.
وأضافت الصحيفة البريطانية، في افتتاحيتها أمس الثلاثاء، أن حكم يوم الإثنين كان مكتظا بالسخف ليس فقط لأن مجرد يومين غير كافيين للحكم ضد متهم واحد في حين أن هؤلاء أكثر من 500 شخص.وأشارت الصحيفة إلى أنه مع ما الاستحالة المتأصلة لاتهام عدة مئات على جريمة قتل واحدة، فإن هذا الموضوع يبدو شيء من السخف والمثير للضحك لكونه مجرد “محاكمة استعراضية” مؤكدة أن هذه حقيقة لا تتغير حتى لو تم تخفيف الأحكام، كما هو متوقع.وأشارت الصحيفة إلى أن سيناريو محاكمة يوم الإثنين، يتكرر في محاكمة أمس التي حضر فيها 60 متهما من أصل أكثر من 600، منوهة إلى أن محاميي الدفاع قاطعو الجلسة إثر انتهاكات إجرائية للمحاكمة.
وحذرت الصحيفة من الوضع الحالي قائلة: إن مصر تتأرجح على حافة من فقدان كل ما جنته من الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
ونفت الصحيفة دفاعها عن الرئيس السابق محمد مرسي، منوهة إلى أن ضعفه في الأداء لا يمكن مقابلته بما حدث بعد الإطاحة به من قتل العديد واتخاذ إجراءات صارمة ضد المعارضة والقبض على قرابة 16 ألف ليس فقط من الإسلاميين ولكن النشطاء والصحفيين مع عدم وجود ضبط النفس ما يذكر بنظام مبارك.وأشارت “الإندبندت” إلى قرب الانتخابات الرئاسية متوقعة اجتياح “الحاكم غير الرسمي” المشير عبد الفتاح السيسي، حسب وصفها، للطاولة إذا ترشح مضيفة أن العشق الذي يحظى به السيسي في مصر ينذر بعودة القوى السياسية التي أمل العديد فيها لدفع الربيع العربي لها.
ورأت الصحيفة أنه من الأفضل أن يترشح السيسي ويفوز لأن نفوذه من وراء الكواليس لن يخدم مصر وترشحه سيوفر فرصة جيدة لإجباره على تحمل مسئولية المشاكل الاقتصادية التي لا تعد ولا تحصى في مصر مشيرة إلى أنه قد يستغرق بعضا من التألق بلغته الخطابية في بادئ الأمر.ونوهت الصحيفة إلى أن هذه هي وسائل الراحة الضئيلة، بجانب مشهد انتقاد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة لمحاكمة يوم الإثنين حيث واصفها بـ”محاكمات جماعية خاطفة” وربما ليس من الواقعي أن نتوقع انتقال مصر من الاستبداد إلى الديمقراطية نحو واحد سلس ولكن هناك أكثر من دليل على أين هي ذاهبة، حسب قوله.
*عن "شبكة محيط"