قررت قبيلتا "الدينكا" و"النوير"، أكبر قبيلتين في جنوب السودان، إقامة مؤتمر للمصالحة بمدينة جوبا عاصمة البلاد، دون أن تحدد موعده، بحسب مصادر قبلية.

وينتمي الرئيس سلفاكير ميارديت إلى قبيلة "الدينكا"، بينما ينتمي نائبه السابق وزعيم "المتمردين" الحالي ريك مشار إلى قبيلة "النوير". وتتنافس القبيلتان على السلطة السياسية في جنوب السودان، وتشكلان معا نحو 80% من السكان البالغ عددهم 11 مليون نسمة بحسب إحصاءات رسمية حديثة.

وتشهد دولة جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر/كانون أول الماضي، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لريك مشار النائب السابق للرئيس الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت، الذي يتهمه الأخير بمحاولة الانقلاب عليه عسكريا، وهو الأمر الذي ينفيه الأول. ولقى عشرات الآلاف حتفهم في الصراع كما نزح حوالى مليون شخص عن منازلهم.

وأخفق توقيع طرفي النزاع اتفاق لوقف إطلاق النار أواخر يناير/كانون ثاني الماضي، في إخماد الإعمال العدائية بينهما.

وتقود الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا (إيغاد) عملية الوساطة بين طرفي النزاع في جنوب السودان، ومنذ توقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية، لم يعلن عن أي تقدم في المفاوضات.

وقالت المصادر القبلية إن المؤتمر (الذي لم يتحدد موعده بعد)، يهدف لمحاولة تلافي الآثار الاجتماعية التي ترتبت على الأزمة السياسية الراهنة التي تعيشها البلاد منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، وتشجيع التعايش السلمي بين المجتمعين.

وقال السلطان جيمس اقوير زعيم منطقة جبل دينكا السكنية، غربي العاصمة جوبا، التي تقطنها غالبية من الدينكا وبعض المنتمين لمجموعة النوير، لمراسل الأناضول في جوبا إن "هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الثقة بين المجموعتين تحديدا".

وأضاف قائلا "لقد توافقنا مع سلاطين قبيلة النوير الموجودين داخل مقر بعثة الأمم المتحدة بجوبا على عقد مؤتمر للمصالحة يضم زعماء ومشايخ من الدينكا والنوير، والباري (سكان مدينة جوبا الأصليين) إلى جانب ممثلين للمجتمعات الأخرى".

واعتبر أقوير أن هذه الخطوة ستشجع المواطنين الذين تم تشريدهم من منازلهم إلى العودة إليها . وأوضح أن هناك أكثر من 103 أسر من قبيلة النوير قد غادرت معسكر الأمم المتحدة أمس وعادت إلى منازلها بمنطقة حي دينكا السكني.

وكانت مجموعة كبيرة من المواطنين المنحدرين من قبيلة النوير قد لجأت إلى مقرات بعثة الأمم المتحدة بمدينة جوبا، خوفا من أن يتم استهدافهم علي أساس إثني.

وقالت الأمم المتحدة إنها تستضيف أكثر من 10 آلاف أسرة داخل مقراتها بجوبا العاصمة، حيث يشكو معظم المقيمين داخل مقر البعثة الأممية من انعدام الأمن بمناطق إقامتهم الأصلية، إلى جانب تعرض منازل العديد منهم للنهب والاحتلال بواسطة نظاميين.