على مدى سنوات، اعتاد مصطفى محمود تعاطى المخدرات حيث كان ينفق الكثير من دخله الضئيل على الحشيش. لكنه تحول منذ بضعة شهور إلى مخدر أرخص ثمنا يقول إنه يقوده إلى وفاته.
ومحمود، البالغ من العمر 27 عاما، واحد من بين آخرين يتعاطون "الأستروكس"، وهو مخدر قوي يتم مزجه بالتبغ وتدخينه، ويعتبره المسؤولون المصريون أحد أكبر التهديدات التي تواجه الشباب في مصر.
يقول خبراء إن هذا المخدر يتم تصنيعه في ورش محلية عن طريق إضافة مواد كيميائية يستخدمها عادة البيطريون إلى أعشاب طبيعية مثل البردقوش. ويضيف البعض مبيدات حشرية من أجل زيادة التأثير، غير أن هذا يجعل المخدر فعليا أشد فتكا.
ويتحدث متعاطون لهذا المخدر عن أنه يسبب تشنجات مؤلمة تؤدي إلى الهلوسة وفقدان الوعي. وتقول السلطات إن "الاستروكس" أدى إلى مقتل العشرات وتسبب في ارتفاع معدلات الجريمة.
ويقول محمود الذي فقد عمله بمتجر للفاكهة بسبب الإدمان "الاستروكس أحسن من الحشيش لأنه رخيص، بس لما بتشربه تحس إن روحك هتطلع، وحاجة مش طبيعية، بتغيب عن الحياة وبيحصل لي تشنجات".
وأضاف "السيجارتان من الاستروكس ثمنهما 30 جنيها إنما الحشيش السيجارة ثمنها 50 جنيها (2.80 دولار)".
وهذا المخدر ينتشر في المناطق الفقيرة، حيث تدني مستويات المعيشة. ويقول عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي إن كثيرا من الضحايا تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاما.
وأضاف أن متعاطي "الاستروكس" باتوا يشكلون نحو 25 بالمئة من إجمالي المتقدمين للعلاج هذا العام مقارنة مع 4.5 بالمئة في عام 2017.
ويقول خبراء إن "الاستروكس" نوع من المخدرات التخليقية مثل تلك التي انتشرت في البلدان الغربية قبل أكثر من عقد من الزمن.
وقال جاستس تيتي مدير قسم المعامل والعلوم بمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في مصر "بعضها أقوى بمئة مرة من البعض الآخر".
وأضاف "الأمر المخيف ليس أنها أكثر قوة من الحشيش، ولكن أن معظم المتعاطين ليست لديهم فكرة عما يتعاطونه. المرة الأولى أو التالية قد تكون الأخيرة لك".