دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاتحاد الافريقي الجمعة الى ارسال القوات التي وعد بها الى جمهورية افريقيا الوسطى بسرعة لوقف الازمة المتدهورة هناك. وقال بان كي مون ان استقالة رئيس جمهورية افريقيا الوسطى المؤقت ميشال دجوتوديا ورئيس وزرائه تستوجب التحرك السريع لاستعادة النظام.وقال الامين العام للمنظمة الدولية ان الوضع في افريقيا الوسطى "تدهور من سيء الى اسوأ". وصرح في مؤتمر صحافي "لم يتم الوصول الى سقف الستة الاف جندي المطلوب. وادعو الاتحاد الافريقي الى التسريع في نشر جميع هؤلاء الجنود".
و كان رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى السابق ،قد إلى منفاه في بنين وبدأ فريق انتقالي جديد عملية تحديد القادة الذين قد يعيدون النظام إلى بلد يعصف به عنف طائفي منذ أشهر.وكانت الآمال معقودة على أن تغيير القيادة في أفريقيا الوسطى قد يتيح بداية جديدة لجهود السلام وهدأ العنف مع بزوغ فجر اليوم السبت.لكن الأمم المتحدة كثفت رحلاتها الجوية لنقل الأجانب. وأجلت حكومات دول أفريقية أخرى ما يقرب من 300 ألف من مواطنيها المحاصرين وسط أعمال العنف.
واستقال الرئيس ميشل جوتوديا ورئيس الوزراء نيكولا تيانجاي أول أمس الجمعة تحت ضغط دولي شديد بعد أن فشلا في وقف أعمال عنف طائفية مستمرة منذ شهور أدت إلى فرار مليون شخص أو ما يعادل ربع سكان البلاد من منازلهم.وخرج الآلاف إلى شوارع بانجي عاصمة أفريقيا الوسطى للاحتفال بتنحي جوتوديا الذي جاء إلى السلطة في مارس آذار الماضي بدعم متمردين غالبيتهم من المسلمين يعرفون باسم سيليكا.لكن انتهاكات ارتكبها مقاتلو سيليكا أدت إلى تشكيل ميليشيا مسيحية والسقوط في دائرة عنف أوقعت مئات القتلى وأعادت إلى الأذهان ذكريات حرب الإبادة التي شهدتها رواندا قبل 20 عاما.وذكرت حكومة بنين في بيان ان طائرة جوتوديا وصلت بعد ظهر السبت بعد ان طلب زعماء في منطقة وسط افريقيا من بنين استضافته.
وما زال الوضع الأمني مضطربا رغم وجود 1600 جندي فرنسي ونحو 4000 من قوات حفظ السلام الافريقية على الارض. وأيدت حكومات الاتحاد الاوروبي على نطاق واسع مقترحات يوم الجمعة بان يسارع الاتحاد الي ارسال قوات لتقديم المساعدة.وبدأت منظمة الهجرة الدولية اليوم السبت نقل الاجانب الذين تقطعت بهم السبل إلى خارج افريقيا الوسطى حيث طلب 60 ألف شخص من دول مجاورة الرحيل. وقامت حكومات مالي والسنغال والنيجر وتشاد بالفعل باجلاء نحو 27 ألفا من مواطنيها.