ذكر الصحفي الألماني ميركو كيلبرث في مقال نشره موقع صحيفة فرانكفورتر ألغيماين تسايتونغ يوم 5 مارس بعنوان تدهور الوضع في ليبيا مخاوف من اندلاع حرب جديدة" أن استهداف مقر المؤتمر العام ومقتل المسيحيين المصريين قرب بنغازي أثار مخاوف المراقبين من أن يستغل الجهاديون غياب الدولة في ليبيا بإشعال نار حرب جديدة فيها.

ويضيف أن صورة عملية اقتحام مقر المؤتمر العام من قبل شبان غاضبين وإتلاف محتوياته وإصابة عدد من أعضاء المؤتمر بأعيرة نارية، تعتبر عاصفة بمسار الانتقال الديمقراطي في ليبيا الذي انطلق منذ انتخاب المؤتمر العام سنة 2012 ، لكن خيب المجلس المنتخب آمال المواطنين الليبيين.

عزوف

ولم يشارك سوى مليون من أصل ثلاثة ملايين ناخب في انتخابات الهيئة التي ستكلف بصياغة الدستور، بينما بقيت 13 مقعدا  في الهيئة الستين شاغرة بسبب الوضع الأمني في بعض المناطق على خلفية مقاطعة الانتخابات من قبل الأمازيغ والطوارق.

وأشار كيلبرث أن الجهاديين المسلحين نشروا الرعب في صفوف المدنيين الذين توجهوا إلى مكاتب الاقتراع خصوصا في مدينة درنة.

وأضاف كيلبرث أن عملية تمديد عمل المؤتمر العام لم ترض شقا كبيرا من المواطنين في ليبيا، في الوقت الذي يبقى فيه الوضع مضطربا في شرق ليبيا حيث تسيطر الكتائب الإسلامية على الوضع الميداني ويتشكى التجار من مهاجمة محالهم التجارية وابتزازهم من أجل دفع المال مقابل تأمين الحماية لهم.

استهداف

وفي خصوص وضعية القوات النظامية يؤكد كيلبرث أنها فقدت 54 من عناصرها في عمليات اغتيال متفرقة، حيث يرى أحد الصحفيين الذي رفض الكشف عن هويته بعد اختطاف ابن أحد زملائه في مدينة بنغازي "أن الصراع بين كتيبة الصاعقة والكتائب الإسلامية تعزز بعد اختطاف ابن قائد كتيبة الصاعقة ونيس بوخمادة، حيث يهدد هذا الصراع باندلاع حرب جديدة في البلاد ، مضيفا أن "حالة التفكك التي تعيشها الدولة الليبية قد تفسح المجال أمام الجماعات الإسلامية المتطرفة لجعل البلاد وكرا لتفريخ  شبكة من المقاتلين في عدة جبهات على غرار مالي وسوريا.