جماعة الاخوان المسلمين بليبيا حلقة في سلسلة التنظيم الدولي للإخوان تلتحم بتيارات أخرى تساعدها في تحقيق أهدافها في مشهد يجري تمثيله على المسرح الليبي إلا أن تأليفه وإخراجه وإنتاجه أجنبي.

واقع جماعة الاخوان المسلمين في ليبيا وعلاقاتها الخارجية قبل وبعد أحداث فبراير 2011 نتناوله بالتفصيل في حوار مع المحلل السياسي المصري المتخصص في الشأن الليبي عبد الستار حتيته.

كيف تنظرون إلى واقع جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا؟

جماعة الإخوان كشفت نفسها أمام الليبيين الذين بدؤوا ينفضوا عن قياداتها، فمنذ العام  2011 وحتى 2014 سعت الجماعة إلى الهيمنة والسيطرة على ليبيا والليبيين بالتعاون مع الجماعة الليبية المقاتلة وأنصار الشريعة وداعش وكل من يحمل السلاح بغية فرض واقع جديد في ليبيا إلا أن الشعب الليبي سرعان ما استفاق لهم وأسقطهم في انتخابات 2014 وانتخب برلمان جديد لا توجد فيه أصوات إخوانية تذكر لذلك قررت جماعة الاخوان عدم تسليم السلطة وعدم تمكين البرلمان من عقد جلساته فاضطر إلى الذهاب لمدينة طبرق.

كيف تقرأ محاولات الجماعة إثبات وجودها رغم تراجع شعبيتها في ليبيا؟

تيار الاخوان رغم ضعفه وخسائره المتلاحقة منذ 2014 إلا أنه مازال يقاتل ويتسبب في مزيد من الدمار وهذا ما حدث في الشرق الليبي ويحدث الآن في الجنوب حيث يعمد إلى إثارة الفتنة والاحتراب القبلي للحفاظ على مصالحه ويلجأ إلى كل القوى التي يمكن أن تعرقل تقدم الجيش لتساعده.

برأيك كيف أثرت علاقات الإخوان الخارجية على المشهد داخل ليبيا؟

بدعم من قطر وتركيا واصلت جماعة الإخوان جهودها لمحاربة الجيش والتصدي لكل المحاولات الهادفة إلى تطهير ليبيا من الإرهاب سواء في درنة أو بنغازي لكن الجيش نجح في صدهم وتوجه إلى الجنوب الليبي ما يعني أن البرلمان والجيش والحكومة المؤقتة نجحوا واقعيا في سحب البساط من تحت اقدام المجلس الرئاسي؟

كيف تنظر إلى علاقة المجلس الرئاسي بجماعة الإخوان؟

المجلس الرئاسي يضم أعضاء ينتمون إلى الجماعة الليبية المقاتلة الموالية لتنظيم القاعدة وجماعة الاخوان المسلمين وبذلك فإن المجلس الرئاسي يستجيب لضغوطهم كما أن تكتيكات الإخوان تجري بالتنسيق مع حكومة الوفاق وهذا يتضح في مواقف الرئاسي المتسقة مع تيار الإخوان والليبية المقاتلة.

جماعة الاخوان متهمة بإدارة الفوضى في ليبيا رغم إقامة قياداتها في الخارج.. ما مدى صحة ذلك برأيك؟

هذا صحيح فقيادات الإخوان تتواجد في تركيا وقطر وتعمل من هناك على تأجيج الصراعات في ليبيا فمثلا المفتي السابق الصادق الغرياني يقيم في تركيا ويحرض على الجيش ويدعو إلى محاربته ويكفر كل من يختلف معه في الرأي وأيضا القيادي الإخواني علي الصلابي الذي يتنقل بين تركيا وقطر يدير عمليات إحداث الفوضى في ليبيا وكل ما يمكن أن يعرقل قيام الدولة لذلك جرى وضعهما على قوائم الارهاب.

برأيك إلى أي مدى يرتبط عناصر جماعة الاخوان بعلاقات مع أجهزة إستخبارية؟

تواجد قيادات تنظيم الإخوان في الخارج أعطى فرصة للأجهزة الاستخبارية الأجنبية لتنفيذ مخططاتها وأجنداتها في الداخل فالكثير منهم يتواجد في بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية ومنهم من تدرب على يد أجهزة استخبارية ويتحدث عدة لغات وتم الدفع بهم إلى ليبيا عام 2011 ومع مرور الوقت حدثت خلافات بينهم وتعمقت الخلافات بسبب تعارض مصالح الدول التي تستخدمهم وهنا لابد من الإشارة إلى أن بعض هؤلاء الأشخاص إنسحب وبعضهم الآخر اختفى بعد العام 2014.

برأيك كيف استفادت أذرع الإخوان داخل ليبيا من علاقاتها الخارجية؟

الإخوان يستفيدون من المعلومات الاستخبارية التي تمررها لهم الدول الأجنبية والدليل على ذلك أنه مع بداية عمليات الجيش في الجنوب انتقل المتطرفين من الجنوب الغربي "الهروج، سبها، مرزق، ام الارانب" إلى الشمال الغربي "طرابلس ومحيطها" بالإضافة إلى العصابات التي بدأت تنسحب إلى مالي وتشاد والنيجر.

لو عدنا إلى العام 2011 كيف ساهم تنظيم الاخوان في اسقاط الدولة الليبية؟

عندما بدأت الاحداث عام 2011 غالبية المتظاهرين كانوا سلميين إلا أن التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها جماعة الاخوان ممثلة في الأشخاص الذين عادوا من الخارج عبر مصر والسودان بالإضافة إلى الذين خرجوا من السجون بدؤوا باستخدام العنف وقاموا بالهجوم على المعسكرات ليكون هناك مبرر لحمل السلاح وكانوا يركزون على جمع السلاح الثقيل والمتوسط وتخزينه في أماكن خاصة بهم فيما يترك للمتظاهرين المدنيين الاسلحة الخفيفة ما يعني أنهم منذ البداية كانوا يخططون إلى السيطرة على البلاد بقوة السلاح بعد اسقاط النظام.