قال الأستاذ البشير الصّيد المحامي و العميد السابق للمحامين في تونس أنّه و بتكليف من "المهجرين الليبيين في الخارج" و ما أسماهم "المضطهدين في الدّاخل والقبائل الشّريفة" و باعتباره رئيس اللجنة الحقوقيّة العالميّة للدفاع عن الليبيين المهجرين و المضطهدين داخل ليبيا  و بإعتباره محاميًا عنهم  -وفق تعبيره-  وتعقيبا عن النّدوة التي التي عقدها "تجمع لأجلك يا ليبيا" صباح أوّل امس في العاصمة تونس قدم خلالها أعضاء من المكتب السياسي للتجمع مبادرتهم لما أسموه المصالحة في ليبيا وبناء مؤسسات الدولة.

و قال الصيد في حوار خاص مع بوابة افريقيا الاخبارية : "قدم أوّل الأمس (إلى تونس) وفد من ليبيا و عقد ندوة صحفية بنزل أفريكا بتونس العاصمة ، و زعم أنه جاء للحوار مع بعض العائلات الليبية المهجرة بتونس ،و أنّه يهدف من نشاطه إلى إرجاع الليبيين المهجّرين ،و تعليقي يتمثّل في كوني كُلّفت من طرف الإخوة المُهجّرين و المضطهدين بالدّاخل و المنتمين إلى نظام الشّهيد معمّر القذافي سابقا و العديد من القبائل الليبية الشريفة التي وقفت ضد العدوان على ليبيا و ضد إسقاط دولتها –حسب تعبيره- ،و أنّي بهذا التّكليف و هذا ما طُلب منّي منهم فإنّي أؤكّد أنّه لم يحضر أيّ واحد من المُهجّرين في تونس أو غير تونس إلى هذه النّدوة الصّحفيّة التي عقدها هذا الوفد القادم من ليبيا الذي سمى نفسه 'التجمّع من أجل ليبيا' و لا علاقة لهم به و لا يريدون الإلتقاء معه " وفق تعبيره

و أضاف عميد المحامين السّابق "النّقطة الثانية نؤكّد أنّ هذا الوفد الذي جاء و ما سمي بـ'تجمّع من أجلك يا ليبيا' هو مُرسَل و مُكوّن من السلطة الرّسميّة و بعض الميليشيات في ليبيا و لذلك لا تنطلي مسألة تخفّيه و زعمه الإستقلاليّة ،و من الأدلّة على ذلك حضور سفير ليبيا بتونس و أخذه الكلمة في هذه النّدوة الصّحفيّة و تزكيتها" على حدّ قوله

و في ذات السياق أضاف البشير الصّيد :"النّقطة الثالثة و حسب البيان الذي أصدره الوفد يتكلّم عن مسائل تافهة و بسيطة –حسب تعبيره- حيث يتكلّم عن إرجاع العائلات الليبية إلى ليبيا ،في حين ما نؤكّده أنّ الطرف الذي كلّفني كمحامي عنه لأوضّح و لأردّ عن هذه المبادرة التي من أعضائها محمّد النمّار و عماد الكوني ،بأنّ حصر أهم نقاط مبادرتهم المزعومة في إرجاع و عودة العائلات الليبية هو أمر تافه تماما و لا معنى له على الإطلاق" وفق تعبيره .

و إجابة عن سؤالنا :لماذا تعتبرون هذه الدّعوة من قبل هذه المُبادرة  بعودة الليبيين إلى بلادهم  أمرًا تافهًا على حدّ قولكم و لا معنى لها كما ذكرتم ؟

قال العميد السابق للمحامين في تونس :"المهجّرون الليبيون في الخارج و المضطهدون في الدّاخل من أنصار النّظام الجماهيري السّابق و عدد هام من القبائل الليبية الشريفة التي قاومت الغزو و قاومت الإستعمار و قاومت العدوان و وقفت مع الدّولة الليبية (على حدّ تعبيره) ،هؤلاء يُمثّلون طرفا سياسيًا هامًا جدًّا ،و لا يمكن أن تبنى ليبيا من جديد على جميع المستويات إلاّ بأن يكونوا طرفا هاما و فاعلاً في الخريطة السياسية و الثقافية و الاجتماعية في ليبيا" وفق تعبيره .

و أضاف البشير الصيد :"لذلك لا بدّ للذين يزعمون الحوار و المصالحة سواء كانت الأطراف الرسمية الحاكمة الآن في ليبيا أو المجموعات المُسلحة ،أو غيرهم أن يعرفوا أن الموضوع الذي يُمكن أن يكون حوله الحوار هو موضوع وطني يهم كل مشمولات الوطنية في ليبيا سياسيا و إقتصاديا و اجتماعيا و يهدف إلى بناء ليبيا و مستقبلها و تضميد جراحها و إرجاعها كما كانت عليه سابقا (على حدّ قوله) هذا لابدّ أن يكون شرطا من شروط المبادرة ،و هذا الشّرط الأوّل ".

و الشّرط الثاني "هو إطلاق سراح جميع المعتقلين في ليبيا و خاصة الذين كانوا ينتمون الى نظام معمّر القذافي ،و أيضًا المسجونين و المضطهدين من القبائل الشّريفة" وفق تعبيره.

أمّا الشّرط الثالث يضيف البشير الصّيد :"تسوية أوضاع المهجرين في جميع البلدان المُهجّرين لديها ،تسوية أوضاعهم بتجديد جوازات سفرهم ،و تسوية وضعياتهم المادية (مرتباتهم المتخلدة ،مستحقاتهم المالية ،تكاليف علاج ،المسكن ،،إلخ)"

و الشّرط الرّابع :"تتوقّف كل التتبعات سواء بالنسبة لمن هم معتقلون الآن في ليبيا أو الذين غادروها و أصبحوا مهجّرين في الخارج ،هؤلاء جميعًا يجب أن تتوقّف في حقّهم التتبعات سواء كانت قضائيّة أو غير قضائيّة"

و الشّرط الخامس :"الكشف عن أماكن دفن معمّر القذافي و رفاقه و كلّ الشهداء الذين وقعت تصفيتهم سواء أثناء العدوان الأطلسي على ليبيا أو منذ 17 فبراير 2011 إلى الآن و تمكين عائلاتهم و أقاربهم و أنصارهم من التعرّف و مشاهدة مواقع دفنهم"

و الشّرط السادس :"الكف عن المطالبة بتسليم الليبيين و الليبيات المهجّرين بالخارج في جميع أنحاء العالم و في مقدمة ذلك الموجودين بتونس ،و على الجهات الليبية أن تسحب جميع مطالب التسليم المرفوعة إلى السلطة التونسي في قائمات فاقت الــ700 إضافة إلى العشرة المطلوب تسليمهم و الذين تم التفاوض عليهم بين وزيري الدّاخلية التونسي و الليبي مقابل فتح معبر رأس جدير حسب ما أكّدته وسائل الإعلام التونسية عقب إجتماع الوزيرين"

و عن سؤالنا :هل لديكم علم عن هذه القائمة و من هم العشرة المطلوب تسليمهم ؟

قال البشير الصّيد :ليس لدينا في الحقيقة القائمة الإسميّة و لكن من الممكن أن نتحصّل عليها في وقت قريب ،و في ما يخص موضوع التسليم فالجميع يعرف أن النظام المؤقت في تونس كان قد سلّم السيّد البغدادي المحمودي غلى الجهة الليبية مقابل صفقة ،و الذي مازال يقبع في السجن بليبيا و تسلّط عليه جميع المتاعب ،و بالمناسبة فإنّنا ننبّه السّلط الحالية في تونس أن لا ترتكب حماقة جديدة بتسليم أي ليبي إلى الجهة الليبية ،و عليها أن تتعضّ مما عانته من تسليم البغدادي و نؤكّد أنّنا سنقاضي كل من يعمد إلى تسليم أي ليبي أو ليبية من السياسيين أو المهجّرين في تونس"

و أضاف عميد المحامين التّونسيين السابق :"إذا كانت الجهة الليبية سواء كانت رسميّة أو غير رسميّة و من ضمنها هذا الوفد الذي عقد النّدوة في تونس و كل من يدعو إلى الحوار و المصالحة ،إذا برهنت هذه الجهات و أعربت عن حسن نيتها ،بإطلاق سراح الموقوفين و كل الشّروط الذي ذكرتها ،عندها يمكن إعتبار ذلك إعرابًا عن حسن النيّة و عندها يقبل الإخوة الذين كلّفوني بالدّخول في حوار حول المصالحة و ليس المصالحة ،حوار حول المصالحة و شروطها الأخرى :كيف تكون ؟ ماهو مضمونها ؟ إلخ "

المهجّرون الليبيون يرفضون وساطة راشد الغنّوشي للمصالحة :

و في سياق آخر خصّ البشير الصيد "بوابة إفريقيا الإخبارية" بالتصريح بأنّ "المهجرين الليبيين و المضطهدين و القبائل الشريفة (وفق تعبيره) قد  كلفوني أن أعلن في حقهم بصفتي محاميهم عن رفضهم مبادرة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي للمصالحة الوطنية في ليبيا".

و أضاف الصيد أنهم "يحترمون الرجل – الغنوشي- كشخصية وطينة تونسية و يرأس حزبا له أهميته ،لكن لا يستطيع أن يقوم بالوساطة بين الليبيين لأنه غير محايد باعتبار أن له علاقات عميقة و وطيدة مع الجهات الليبية المقابلة "في إشارة ضمنية لتيار جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا،مشيرا بالقول أن "من يقوم بمبادرة أو وساطة ينبغي أن يتوفر فيه شرط الحياد الذي قالوا انه مفقود فيه."