أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا اليوم الثلاثاء رفع حجم المساعدة الإنمائية المقدمة للجنوب الليبي.
وبينت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والممثلة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية، جورجيت غانيون، ترأست وفداً يضم عدداً من وكالات الأمم المتحدة، زار مدينة سبها يوم الأحد لاستعراض التقدم المحرز في جهود بناء السلام والتنمية المستدامة التي تضطلع بها الأمم المتحدة في جنوب البلاد.
وبينت البعثة الأممية أن الزيارة تعد الأحدث في سلسلة من الزيارات التي تمت كجزء من الجهود المستمرة لفريق للأمم المتحدة القطري في ليبيا في هذه المنطقة، بما يتماشى مع إطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة 2023-25، والذي تم إعداده مع الحكومة.
والتقى الوفد الذي ضم ممثلي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وبرنامج الأغذية العالمي والمنظمة الدولية للهجرة والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ودائرة حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا/ مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مع عدد من الأطراف الفاعلة في المجتمع المدني وقيادات البلديات بمن فيهم عمداء بلدية سبها والقطرون وبراك الشاطي ونائب عميد بلدية أوباري.
وقالت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة "نحن سعداء جداً لوجودنا في سبها مرة أخرى اليوم لكي نستمر في تواصلنا المنتظم مع المسؤولين في المجالس البلدية ومنظمات المجتمع المدني والنساء والشباب تدعيماً لالتزامنا تجاه أهالي الجنوب ولمناقشة عملنا المتواصل والذي أعدت الخطط لأجله في مجال التنمية وبناء السلام".
وخلال الاجتماع، سلطت قيادات البلديات والأطراف الفاعلة في المجتمع المدني الضوء على أولوياتهم القصوى التي شملت ترميم البنية التحتية والوصول إلى الخدمات الأساسية والنهوض بالتعليم وفرص العمل مشيرين إلى ضرورة بناء السلام لدعم التنمية الاقتصادية المستدامة.
وأضافت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة "الواجب والمسؤولية الرئيسية للحكومة تجاهكم أنتم الأهالي هي الاستثمار في الجنوب. وتلتزم الأمم المتحدة بمرافقة السلطات المحلية وبناء القدرات من أجل سلام وتنمية مستدامين في المنطقة".
وتلقت الأمم المتحدة في ليبيا في يناير غلافا ماليا قدره خمسة (5) ملايين دولار أمريكي من صندوق الأمين العام للأمم المتحدة لبناء السلام وهو الأداة المالية للأمم المتحدة والتي يلجأ إليها كأول خيار للحفاظ على السلام في الدول التي تضررت من النزاع المتسم بالعنف.
ويهدف المشروع الجديد الذي سينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمنظمة الدولية للهجرة وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسيف بالتنسيق مع الحكومة ومنظمات المجتمع المدني، إلى تشكيل لجان لبناء السلام في كل بلدية تتولى تحديد مسببات النزاع والاتفاق على أولويات العمل وإعداد خارطة طريق وتنفيذها. ويسعى المشروع أيضاً إلى تعزيز الفرص الاقتصادية لحوالي 2500 شخص خاصة الشباب منهم. ومن المتوقع أن ينخرط فيه 30000 من أفراد المجتمع على نحو مباشر أساساً من خلال تحسين الوصول إلى الخدمات.
وبدأ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمعية وزارة الحكم المحلي في تعبئة لجان بناء السلام المحلية. وحددت المنظمة الدولية للهجرة ووزارة العمل مركز تدريب مهني في سبها لتلقي الدعم الخاص ببناء القدرات. ويعتزم برنامج الأغذية العالمي توفير التدريب على المهارات المهنية بناءً على احتياجات سوق العمل المحلية من خلال برنامج الغذاء مقابل التدريب، وستطلق اليونيسف دورات تدريبية على المهارات الحياتية لليافعين في مراكز الشباب والمساحات الملائمة للأطفال.
ويوفر التمويل الأولي لصندوق بناء السلام للجنوب أيضاً منصة تنسيق للأمم المتحدة في ليبيا للبناء على مجموعة أكبر من الأعمال التي تتمحور حول الأولويات الاستراتيجية الأربع لإطار عمل الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2023-25: السلام والحوكمة والتنمية الاقتصادية المستدامة وتنمية رأس المال الاجتماعي والبشري وتغير المناخ والبيئة والمياه.
وخلال الزيارة إلى سبها، وقف وفد الأمم المتحدة على أعمال التجديد الأخيرة لخطوط الصرف الصحي الرئيسية في سبها والتي تعمل على تحسين الصرف الصحي والظروف الصحية لأكثر من 230 ألفاً من السكان - تم إنجازها من خلال جهود بلدية سبها وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وقالت غانيون، "كما ترون، فقد زادت الأمم المتحدة من جهودها ودعوتها للحكومة والشركاء الدوليين لتوجيه المزيد من الاهتمام والموارد إلى الأهالي في الجنوب،" مضيفةً "سنواصل الدعوة إلى تقديم المزيد من الدعم للجنوب في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة لشعب ليبيا قاطبةً".