أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي.
وأشار ترامب إلى أن مقتل البغدادي جاء أثناء عملية عسكرية أمريكية في شمالي سوريا شاركت فيها 8 مروحيات أمريكية تسببت أيضا في مقتل عدد من قيادات التنظيم المتشدد.
وكان البغدادي مختفيا طوال السنوات الأخيرة التي بدأ فيها تنظيم الدولة الإسلامية الذي يقوده بفقدان المواقع التي سيطر عليها وأعلن خلافته فيها في العراق وسوريا، والتي بلغت مساحتها يوما 88 ألف كيلومتر مربع، وانتهت بفقدان الجيب الأخير له في سوريا بعد معركة باغوز، في مارس/ آذار 2019.
وظل البغدادي لوقت طويل في قائمة أغلى المطلوبين للولايات المتحدة الأمريكية، التي خصصت مبلغ 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض عليه.
زعيم تنظيم داعش كان حاضر بشكل كبير في الساحة الليبية في السنوات الماضية،ففي يونيو 2014، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام،الخلافة الإسلامية وطالب الجماعات الجهادية في العالم بواجب تقديم البيعة لزعيمه،أبو بكر البغدادي.قبل ذلك و في شهر أبريل 2014، ذلك كان تنظيم سلفي جهادي متشدد يسمى "مجلس شورى شباب الإسلام"و يتمركز بمدينة درنة في أقصى الشرق الليبي، عن تشكيل ما يسمى بــ"لجنة شرعية لفض النزاعات والصلح بين الناس بشرع الله"على حد تعبيره، و مهمتها "تطبيق الشريعة "على حد زعم القائمين عليها، وذلك خلال استعراض عسكري كبير نسبيا، كشف عن امتلاك القوى الجهادية في البلاد عن أسلحة ثقيلة و متطورة في 22 حزيران/يونيو أظهر فيه دعمه لـ "الدولة الإسلامية" وزعيمه أبو بكر البغدادي.
ومن جملة ما قال فيه: "لزاماً علينا نحن في مجلس شورى شباب الإسلام، نصرة هذه الدولة الإسلامية المظلومة، التي عاداها القريب والبعيد سواءً من الكفار، أو المنافقين، أو مرضى النفوس" وتابع البيان: "فدولة الإسلام باقية  بإذن الله لأنه ما كان لله دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل".
 وقد جاء ذلك البيان قبل الادعاء الرسمي الذي صدر في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2014، والذي اعتبر الأراضي التي يسيطر عليها "مجلس شورى شباب الإسلام» في مدينة درنة جزءاً من الخلافة، تلك الأراضي التي أطلق عليها فيما بعد اسم "ولاية درنة"التي هي جزءاً من الدولة الإسلامية.
مطلع عام 2015 أعلن التنظيم عن وجوده في مدينة سرت، مسقط رأس القذافي وأحد المعاقل القوية للنظام السابق والتي عانت من أضرار فادحة نتيجة القصف والمعارك خلال الانتفاضة الليبية. وبدأت جموع من المقاتلين "الأجانب" التوافد إلى المدينة الأمر الذي تسبب في نزاعات لا تزال قائمة مع جماعة "أنصار الشريعة" المسيطرة في سرت. يقدر عدد مقاتلي التنظيم في سرت بـ1500 معظمهم من غير الليبيين (من مصر وتونس والجزائر وسوريا وغيرها).
في شباط/فبراير 2015 انطلق مقاتلو التنظيم إلى بلدة النوفلية القريبة من سرت بقيادة المدعو علي القرقاع وسيطروا عليها بعد معارك مع "فجر ليبيا" وبعد 4 أشهر كان التنظيم قد أكمل سيطرته على مطار القرضابية الدولي القريب وبلدة هراوة.
مع بداية العام 2017، تم طرد تنظيم داعش من ليبيا. العملية لم تكن سهلة وراح ضحيتها العشرات من أبناء الشعب الليبي.
وخلال الآونة الأخيرة، تحدث البغدادي في مقطع فيديو، في أول ظهور له منذ سنوات، وأثارت العودة المفاجئة إلى الساحة مخاوف بشأن "انبعاث" التنظيم على الرغم من خسارة آخر معاقله في سوريا.
وبدا البغدادي جالسا داخل خيمة، وأمسك ملفات، ثم أكد مسؤولية "داعش" عن هجمات سريلانكا الدامية، وتوعد بالانتقام لعناصر التنظيم الذين جرى قتلهم أو اعتقالهم في عدد من مناطق العالم.
وفي وقت سابق، ذكر موقع "تونيزي نيميريك" التونسي أن زعيم "داعش" لجأ إلى ليبيا بعدما مني مقاتلوه بهزيمة في قرية الباغوز، بمحافظة دير الزور، شمال شرقي سوريا، المعقل الأخير لهم.
وقد عاود تنظيم داعش في السادس من يوليو الماضي للظهور مجدداً في جنوب ليبيا، عبر مبايعة علنية مصورة لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
وظهر عشرات المسلحين الملثمين في فيديو مصور بثته وسائل إعلام محسوبة على تنظيم داعش، وهم يجددون البيعة لزعيم التنظيم ويتوعدون الجيش الوطني بعمليات انتقامية، إذ أكدوا على "استمرار قتالهم ضد قوات الجيش" وهدّدوا بشن مزيد من الهجمات الإرهابية ضدها.
وتمثل ليبيا بحسب الكثير من المراقبين الملاذ الأبرز لعناصر تنظيم "داعش"،حيث يسمح استمرار الفوضى الكاملة في البلاد وانعدام السلطة المركزية،إضافة إلى الجغرافيا الليبية،بنمط جديد من الانتشار الداعشي بالتمدد، من خلال لخروج للصحراء الواسعة بعيداً عن مدن الساحل المركزية، والتحصن بالوديان والجبال في سبيل إعادة تنظيم نفسه وإمكاناته.
قصارى القول،بغض النظر عن صدقيّة الرواية الأمريكية من عدمها فإن نهاية البغدادي لن تكون لامحالة نهاية تنظيم مركّب ساهم بشكل مفصلي في تغلغل العنف في الدّاخل الليبي الذي تسرّب عبر الصراعات السياسات التي أودت بصلابة الدولة.