مع الاجتياح الروسي لأوكراينا دعت تونس، في بيان لوزارة الخارجية، جميع الأطراف المعنية بالحرب الروسية الأوكراينية إلى العمل على تسوية أي نزاع بالطرق السلمية. أما المملكة المغربية، وعبر بيان لوزارة شؤونها الخارجية والتعاون جددت "دعمها للوحدة الترابية والوطنية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.كما أكدت على تشبثها “بمبدأ عدم اللجوء إلى القوة لتسوية النزاعات بين الدول”، مضيفا أن الرباط تشجع جميع المبادرات والإجراءات التي تسهم في تعزيز التسوية السلمية للنزاعات.بينما التزمت الجزائر وليبيا وموريتانيا الصمت.
ومثلما تباينت المواقف المغاربية من هذه الحرب تباين تصويتها خلال الجلسة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة التي خصصت لمناقشة تطورات الوضع في أوكراينا حيث امتنعت الجزائر عن التصويت، وغاب المغرب عن الجلسة وصوتت ليبيا وتونس وموريتانيا ضد الحرب الروسية على أوكراينا من ضمن 141 بلدا صوت ضد روسيا.
وشرح ممثل الجزائر سبب الامتناع عن التصويت من منطلق أن الجزائر تتمسك بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، التي يتعين أن تبقى أساس القانون الدولي وحجر الزاوية في العلاقات الدولية، لا سيما تلك المتعلقة باحترام استقلال الدول وسيادتها وسلامة أراضيها، طبقا للشرعية الدولية، وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
وعلقت جريدة "لوفيغارو" واسعة الانتشار في فرنسا، في مقال افتتاحي على موقف المغرب القاضي بعدم المشاركة في التصويت على قرار الجمعية بخصوص الحرب الروسية على أوكرانيا. وكتبت الجريدة، "يمكن ملاحظة مدى خيبة أمل المغرب في النزاعات المفتوحة في السنوات الأخيرة مع إسبانيا وألمانيا، والبرد السائد على علاقاتها مع فرنسا والاتحاد الأوروبي، ولكن أيضا في إدانتها الأخيرة للهجوم الروسي." وأضافت، "بعد ثلاثة أيام فقط من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، عبر المغرب عن موقفه بكلمات قليلة. يوم السبت 26 فبراير الماضي، أكد هذا البلد رسميا أنه "يتابع الأحداث بقلق" ، قبل أن يكرر "دعمه لوحدة أراضي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة" و "تمسكه" بمبدأ "عدم الاستخدام". القوة لتسوية الخلافات بين الدول ". و نجح المغرب في عدم ذكر روسيا مباشرة. وكانت الدبلوماسية المغربية دعت إلى استمرار وتكثيف الحوار والمفاوضات بين الأطراف لوضع حد للنزاع الروسي-الأوكراني. ولم يشارك المغرب في جلسة التصويت في جلسة إدانة روسيا بالأمم المتحدة.
الجالية المغاربية في أوكراينا
كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أن العديد من الأفارقة تعرضوا لمعاملة عنصرية وقاسية على الحدود الأوكراينية مع الاتحاد الأوروبي أثناء فرارهم من الحرب. وفي تقرير لها، نقلت "نيويورك تايمز"، عن عدد من الأفارقة الذين كانوا يعيشون في أوكراينا، قولهم "إنهم علقوا لعدة أيام عند المعابر إلى دول الاتحاد الأوروبي المجاورة، متجمعين في البرد دون طعام أو مأوى، واحتجزتهم السلطات الأوكراينية التي دفعتهم إلى نهايات طوابير طويلة وحتى ضربتهم، بينما سمحت للأوكراينيين بالمرور". وفي هذا السياق فقد دان الاتحاد الأفريقي ما وصفه "بالمعاملة غير اللائقة لمواطني بلدانه" الساعين للخروج من أوكراينا، هربا من الحرب التي تشنها روسيا، منذ أيام.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها حثت السلطات في الدول المجاورة لأوكراينا على فتح حدودها أمام المواطنين الأفارقة الفارين من الصراع هناك في ظل تقارير تفيد بمنع البعض منهم من الوصول إلى بر الأمان. ويسعى الآلاف من الأفارقة وغيرهم من الأجانب، وخصوصاً الطلبة، جاهدين لمغادرة أوكراينا منذ بداية الصراع يوم 24 فبراير الماضي. واستقبلت دول مجاورة أعضاء في الاتحاد الأوروبي ما يقارب 700 ألف شخص فروا من أوكراينا. وترد شكاوى في لقطات فيديو وشهادات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي من تمييز ضد الأفارقة في محطات القطارات وفي النقاط الحدودية. وقال بوتشيزيا مسيتيكا، متحدث باسم المفوضية مقيم في جنوب أفريقيا، إن الوكالة لم تتحقق من صحة التقارير لكنها تحث الدول المجاورة لأوكراينا على ضمان إتاحة اللجوء والحماية للجميع.
وتابعت البلدان المغاربية الأوضاع في أوكراينا عن كثب من خلال التنسيق مع سفاراتها في كييف أو في البلدان المجاورة بحثا عن منفذ إغاثة لإجلاء رعاياها العالقين هناك.واختلفت التدابير والإجراءات التي اتخذتها وزارات الخارجية في بلدان المنطقة المغاربية منذ أن انفجر الوضع.
المغرب: المسارعة والمتابعة المنهجية
تمثل الجالية المغربية في أوكراينا أكبر جالية عربية والثانية بعد الهند. وقد سارعت الخارجية المغربية إلى دعوة رعاياها المقيمين في أوكراينا إلى مغادرة البلاد "حرصا على سلامتهم".ودعا بيان نشرته الوزارة في 12 من فبراير، المواطنين الراغبين في السفر إلى أوكراينا إلى تأجيل سفرهم.وفي الـ15 من فبراير، أعلنت الخطوط الملكية المغربية، عن برمجة رحلات إجلاء من كييف صوب مدينة الدار البيضاء.
والخميس، قال الناطق باسم الحكومة المغربية، مصطفى بيتاس، إن 28 دبلوماسيا في سفارة بلاده في كييف يتابعون وضع العالقين هناك، مبرزا أن مصالح السفارة توصلت بـ795 مكالمة استفسار من مغاربة أوكرانيا.وطالبت السفارة المغربية في كييف، الجمعة، من الراغبين في مغادرة التراب الأوكراني، "التوجه إلى المنافذ الحدودية" ودعت الراغبين في البقاء هناك إلى "عدم مغادرة أماكن الإقامة إلا في حالات الضرورة القصوى"؛ و"الاحتفاظ الدائم بأوراق إثبات الهوية".
وفي إطار تتبع ومواكبة وضعية الطالبات والطلبة المغاربة العائدين من أوكراينا للمغرب، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار المغربية، أنها أحدثت منصة لجرد قائمة المعنيين وتخصصاتهم الجامعية. ودعت الوزارة الطلبة والطالبات العائدين الى تسجيل أسمائهم وبياناتهم في المنصة، قصد اتخاذ الاجراءات الضرورية لتمكينهم من مواصلة دراستهم.
ونقلت وسائل اعلامية مغربية، عن مسؤول بسفارة المملكة في أوكراينا، أن "طاقم السفارة تم نقله من كييف إلى مدينة (Lviv) من أجل تقديم المساعدة للمواطنين المغاربة المتواجدين فوق التراب الأوكرايني". مؤكدا "تواصل السفارة باستمرار مع خلية الأزمة المحدثة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة والمقيمين بالخارج، بهدف تنسيق الإجراءات التي يجب اتخاذها، مع التبليغ عن الصعوبات التي يواجهها المواطنون المغاربة في بولونيا وسلوفاكيا ورومانيا وهنغاريا".
ووفقا لبلاغ لوزارة الشؤون الخارجية الرومانية أجرى وزيرا خارجية المغرب، ناصر بوريطة، ورومانيا، بوغدان أوريسكو، مباحثات هاتفية، اعلانا في نهايتها عن اتفاق بلديهما على مواصلة التنسيق العملياتي للاستقبال الآمن فوق التراب الروماني للمواطنين المغاربة الوافدين من أوكراينا، وتأمين عودتهم إلى المملكة في أقرب وقت ممكن.كما اوضح البلاغ الصادر عن الخارجية الرومانية، أن الوزير الروماني، أوريسكو ، قدم للجانب المغربي تقييمه للتطورات الأمنية المقلقة في المنطقة، مؤكدا أن بلاده ستواصل تضامنها مع جميع شركائها، لا سيما من خلال توفير الحماية والمساعدة القنصلية للمواطنين الأجانب والإجراءات التي اتخذتها بلاده من أجل التدبير السليم لتدفق الأشخاص عبر الحدود، علاوة على الدينامية المسجلة خلال الأيام الأخيرة.من جهته، أعرب بوريطة عن تقديره الخاص للطريقة العملية والفعالة التي دبرت وتدبر من خلالها السلطات الرومانية جميع المشاكل الناتجة عن تدفق الأشخاص عبر الحدود الرومانية، في سياق الأزمة في أوكرانيا ، شكرا الجانب الروماني على الدعم الذي يقدمه لتسهيل الإجلاء الآمن للمواطنين المغاربة من أوكرانيا، والذين يقدرون، بشكل خاص، الطريقة التي عوملوا بها، وكذا المساعدة التي تلقوها من قبل السلطات الرومانية.
الجزائر: خط أخضر لضمان التواصل
وفي نفس السياق، نشرت السفارة الجزائرية في أوكراينا بياناً تطالب فيه رعاياها بتحيين بياناتهم الخاصة لديها. وقالت السفارة: "للأوضاع الراهنة في أوكراينا وتجنبا لأي طارئ، يتوجب على المواطنين الجزائريين القاطنين في أوكراينا تحيين المعلومات الخاصة بعناوينهم وأرقام هواتفهم من أجل الاتصال بهم عند الضرورة". ووضعت هي الأخرى خطاً هاتفياً أخضر تحت تصرف الجزائريين للتواصل معها.
والخميس، جددت السفارة دعوتها إلى أفراد الجالية الجزائرية إلى توخي الحيطة والحذر وإلى الالتزام بتعليمات السلطات الأوكرانية "، لاسيما تلك المتعلقة بالمكوث بالبيت وعدم التنقل إلا للضرورة القصوى".
وأكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الجزائرية بالخارج، رمطان لعمامرة، أن عملية إجلاء الجزائريين من أوكراينا متواصلة، حيث تمت برمجة 4 رحلات أخرى خلال الأيام القادمة، على غرار الرحلة الأولى التي أجلت 76 جزائريا من بوخارست الخميس الماضي. وأضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أن "مصالح سفاراتنا مجندة على مستوى الحدود مع أوكرانيا لتسهيل عبور أعضاء جاليتنا نحو رومانيا و المجر و بولونيا". مشيرا الى أن "الاجلاء لا يتم بشكل إجباري، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار رغبة أعضاء جاليتنا في العودة أم لا الى أرض الوطن".
تونس: خلية أزمة
وعلى إثر تطورات الوضع الأمني في أوكراينا،أفادت وزارة الخارجية التونسية، بأن الدبلوماسيين وأعوان السفارات التونسية يواصلون، بالتنسيق مع المتطوعين التونسيين في كل من أوكراينيا وبولندا، تسهيل عملية دخول وإيواء واستقبال وتوجيه أفراد الجالية التونسية القادمين من الأراضي الأوكراينية إلى بولندا في انتظار عودتهم إلى أرض الوطن.وتتم عمليات الإجلاء من قبل البعثة الديبلوماسية والمتطوعين التونسيين والعرب.يشار إلى أن أغلب الجالية التونسية بأوكراينا من الطلبة.
وأوضحت الوزارة في بيان آخر، الجمعة، أنها عقدت اجتماعا آخر مع كل من مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بتونس ومكتب المنظمة الدولية للهجرة ومكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وذلك "من أجل المساعدة على تأمين خروج أفراد جاليتنا عبر منافذ آمنة باتجاه المعابر الحدودية البرية الممكنة مع دولتي بولونيا ورومانيا".
ليبيا: لجنة ترحيل
بدورها، أعلنت الخارجية الليبية عن تشكيل "لجنة ترحيل" لتأمين مغادرة وإجلاء المواطنين الليبيين من أوكرانيا صوب بلادهم، ودعتهم إلى التواصل في أقرب مع السفارة الليبية في جمهورية سلوفاكيا.ووضعت الوزارة أرقاما هاتفية وبريدا إلكترونيا للإجابة عن أسئلة واستفسارات الراغبين في مغادرة أوكرانيا، موضحة أن "التواصل مع لجنة الترحيل متوفر على مدار الساعة عبر الهاتف عادي والواتساب".
وطالبت وزارة الخارجية بحكومة الوحدة، الطلبة الليبيين الذين قاموا بمغادرة جمهورية أوكراينا؛ نتيجة العمليات العسكرية، وعادوا إلى أرض الوطن سالمين ولم يستطيعوا إحضار "الشـهادات العلـمية" معهم نتيجة الأوضاع الأمنية المتسارعة هناك، تسجيل أسمائهم لدى إدارة الشؤون القنصلية في ديوان الوزارة.
وقالت الوزارة، أن هذه الخطوة حتى تتمكن الوزارة من التواصل مع السلطات الأوكرانية، وبذل كافة الجهود اللازمة للحصول على شهادتهم وتسليمها لهم متى توفر ذلك.
موريتانيا: المتابعة عن كثب
أكدت السفارة الموريتانية في برلين لـ"أصوات مغاربية"، أنها "تدرس كل الحلول" وتتابع وضع الموريتانيين العالقين في أوكراينا عن كثب.وقال المستشار ولد خطاري أن سفارة بلاده في تواصل دائم مع الحكومة الموريتانية ومع سفارات المغرب والجزائر في كييف، لرعاية شؤون الطلبة في انتظار إجلائهم.وتابع: "يقدر عددهم بـ40 طالبا ونحن نتابع الوضع عن كثب وندرس كل الحلول لرعايتهم في ظل هذه الظروف الصعبة".
وأكد وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة الموريتانية، المختار ولد داهي، أن كافة الموريتانيين في أكراينا خارج الخطر، ما عدا شخص واحد فضل البقاء لأسباب خاصة، والدولة الموريتانية هي من تولت تكاليف العملية، شاكرا وزارة الشؤون الخارجية، التي قامت بالمهمة، وكل الدول الصديقة التي عبرت عن استعدادها للتعاون في هذا الموضوع.
ولفت، في رده على سؤال حول إجلاء جالية موريتانيا من هناك، إلى أن رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، "بادر بإعطاء الأوامر لاتخاذ ما يلزم لضمان سلامة مواطنينا، وإجلائهم، لذا قامت الوزارة بتشكيل خلية أزمة داخلها وفي سفارتينا في ألمانيا وروسيا، لتبادل المعلومات حول طريقة تأمين هؤلاء الرعايا".
التداعيات الاقتصادية
قفز سعر القمح في بورصة شيكاغو بأكثر من 7% مساء الأربعاء، ليتجاوز 11 دولارًا للبوشل للمرة الأولى منذ 2008، بسبب مخاطر تعطل الإمدادات ونقص المحاصيل، نتيجة الغزو الروسي لأوكراينا.
وذكرت وكالة “برايم” أن سعر القمح صعد الأربعاء بأكثر من 7% وذلك بسبب مخاطر تعطل الإمدادات ونقص المحاصيل.ووفقا للتداولات فقد ارتفعت العقود الآجلة للقمح لشهر مايو المقبل إلى 11.34 دولار للبوشل، وذلك لأول مرة منذ 25 مايو 2008.
وأسعار القمح آخذة في الارتفاع لليوم الرابع على التوالي، وخلال هذه الأيام نما سعر القمح بنسبة 34.5%، وبذلك تكون أسعار القمح قد نمت في الأيام الثلاثة الأولى من شهر مارس 2022 بنسبة أعلى من نمو القمح خلال شهر فبراير بأكمله.
وقالت وكالة “بلومبرغ” في تقرير لها: “أدت تداعيات العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا إلى تغيير جذري في الوضع مع الإمدادات عبر البحر الأسود، في حين أن المخزونات العالمية محدودة”.
وحذرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية من وقوع أزمة غذائية حول العالم، خاصة في قارتي أفريقيا وآسيا، عقب التوتير الحاصل بين روسيا وأوكراينا.ووفق بعض التقارير،تعد الجزائر البلد العربي الوحيد الذي من المحتمل ألا يتأثر بتبعات الأزمة الروسية الأوكراينية.
وتستورد الجزائر حاجياتها من القمح من روسيا حيث بلغت 5ر363 ألف طن في السنة الزراعية الحالية، بزيادة عن صادرات العام السابق بواقع 13 مرة، وفقا لبيان من الخدمة الاتحادية الروسية للرقابة البيطرية والصحة النباتية (روسيلخوزنادزور).وأفادت وكالة بلومبرغ للأنباء بأن الجزائر تعاقدت في نوفمبر 2021 على استيراد 200 ألف طن من القمح الروسي.
وبالنسبة للدول العربية الأخرى تعتمد مصر بصورة كبيرة على القمح اوكراينا وتعد مصر ثاني أكبر دولة استوردت القمح من أوكراينا في 2021/2020 والأولى عربياً تليها المغرب، ومعهما اليمن، تونس، ليبيا ولبنان.
ويعتبر المغرب ثالث مستهلك للقمح اللين في أفريقيا، بعد مصر والجزائر، حيث يتجاوز الاستهلاك 100 مليون قنطار سنويا، و يعد من بين العشر دول الأكثر استيرادا للحبوب في العالم. وترتفع واردات المغرب من القمح اللين حسب مستوى المحصول الذي يتغير من عام لآخر، فقد قفز في الموسم إلى 103.2 ملايين قنطار، بعدما بلغ 32 مليون قنطار في الموسم الذي قبله، و52.3 مليون قنطار في موسم 2018-2019.ويصل متوسط الاستهلاك الفردي إلى 2 قنطار في السنة، أي ما يمثل ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي، حيث يعتبر الخبز أهم مكون في النظام الغذائي المحلي.وفي ظل سنة فلاحية تتسم بالجفاف، الذي أتى على جل المساحات المزروعة بالحبوب، قفزت أسعار القمح إلى مستويات قياسية، الجمعة 4 مارس الماضي في السوق العالمي مع احتمال نقص عالمي في الإمدادات بفعل التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الحرب الروسية-الأوكرانية. ويتوفر المغرب على احتياطي استراتيجي يغطي 4 أشهر المغرب. ويستورد المغرب 20 بالمائة تقريبا من القمح الأوكراني، بينما يستورد الكميات المتبقية من الأرجنتين وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، غير أن في الموسم الزراعي 2020-2021 استورد من أوكرانيا ما حوالي 65 في المائة احتياجاته (65 مليون قنطار).
وأضح وزير الفلاحة التونسية محمود الياس حمزة، أن مخزون القمح متوفر وتم أخذ الاحتياطات اللازمة الى شهر ماي و يونيو ثم استهلاك صابة الحبوب من المحصول التونسي تعليقا على تداعيات الحرب في أوكرانيا، وذلك في تصريح لإذاعة موزاييك أفم التونسية، خلال زيارته لولاية قبلي للنظر في اشكاليات الفلاحة و موسم صابة التمور خاصة مع تفشي عنكبوت الغبار وما تسببت فيه جائحة كورونا من معاناة الفلاح وصعوبة التسويق.هذا وقال محمود الياس حمزة أن تركيز ديوان التمور في الجهة يحتاج إلى دراسة ووقت رغم إصداره بالرائد الرسمي.