تحوّلت ليبيا إلى منطقة جذب للإرهابيين من مختلف مناطق العالم مباشرة بعد سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وفشل السلطات الإنتقالية في طرابلس في السيطرة على مناطق واسعة منها. أكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية بأن ليبيا أصبحت مغناطيسا للتنظيمات الإرهابية منذ الإطاحة بالزعيم السابق معمر القذافي في عام 2011، وقال ديريك شالوت مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي في شهادة أمام الكونغرس بأنه من الواضح أن ليبيا نقطة جذب للمتطرفين وأن الجماعات الإرهابية تذهب حاليا إلى هناك، وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية أدلوا أيضا بشهادتهم أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 100 مليون دولار مساعدات على ليبيا، ولكنها تواجه صعوبة في إعادة بناء البلاد بسبب عدم وجود الأمن للشخصيات الأمريكية العاملة هناك، واتهم مشرعون أمريكيون على الفور الإدارة الأمريكية بالإهمال حيث ذكر النائب أدرويس رئيس اللجنة بأن الجماعات الإرهابية كما هو واضح من إفادات البنتاغون تتخذ ليبيا كساحة تدريب في حين تنزلق البلاد إلى حالة من الفوضى، مؤكدا بأن نقص الإهتمام من قبل القيادة الأمريكية للسماح لليبيا بالمرور من المرحلة الإنتقالية نحو الديمقراطية قد أدى إلى عدم إنجاز المهمة كما ينبغي، وقال النائب ستيف شابوت أن الوضع الليبي يحتل مرتبة عالية جدا في لائحة الخيبة الأمريكية، وقد حققت الجماعات المتطرفة أكبر نجاح لها في ليبيا عندما اقتحمت القنصلية الأمريكية في بنغازي ووحدة المخابرات الأمريكية المركزية، وقتلت أربعة أشخاص بينهم السفير الأمريكي كريس ستيفنز في 2012.

وتسعى وزارة الدفاع الأمريكية إلى تعزيز الأمن في ليبيا عبر تدريب 8 آلاف من قوات الأمن العامة، فير أن القيادة المركزية الأمريكية لإفريقيا لم تبدأ بعد في إنجاز هذه المهمة، وقال ديريك شالوت بأن العمل تباطأ نظرا لعدم القدرة على تحديد الليبيين الذين سيتم تدريبهم فضلا عن عدم وجود مكان آمن للتدريبات، وأوضح المتحدث بأن الخطة الأمريكية لتدريب قوات ليبية ستمتد إلى 8 سنوات وبكلفة تزيد عن 600 مليون دولار مشيرا إلى أن الحكومة الليبية لم تبدأ بعد في دفع تكاليف التدريب في حين أعربت عدة دول أوروبية وخاصة إيطاليا عن استعدادها لدفع التكاليف من جيوبها الخاصة لخوفها من تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين على أراضيها، ومن جهته، تحدث مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى عن مخاوف من أن بعض مخزونات أسلحة القذافي التي تشمل صواريخ أرض ـ جو قد رحلت بطريقة ما إلى سوريا وغيرها من البلدان، مضيفا بأن انتقال ليبيا لتشكيل حكومة ديمقراطية يتطلب مشاركة مكثفة من قبل الولايات المتحدة لسنوات عديدة.