ندد البيت الأبيض أمس الثلاثاء بتصاعد العنف "الفظيع" في جنوب السودان إثر وقوع مجازر اتنية راح ضحيتها مئات المدنيين بأيدي المتمردين في هذا البلد.

واتهمت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان الاثنين متمردي جنوب السودان بقيادة النائب السابق للرئيس رياك مشار بقتل مئات المدنيين على أساس انتمائهم القبلي او العرقي منذ 15 أبريل حين اعلنوا السيطرة على مدينة بنتيو النفطية من القوات الحكومية.

وكان مسؤول برنامج المساعدات الإنسانية ببعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، قال أمس إنه شاهد "أكواما" من الجثث بعد ذبح مسلحين ينتمون لمجموعة عرقية لأفراد من جماعات أخرى بمدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة.

ورجح المسؤول الأممي، توبي لانزر، أن تغير عمليات القتل الأخيرة من شكل الصراع المشتعل منذ ديسمبر الماضي.

وكان محققون بالأمم المتحدة قالوا، إن مئات المدنيين قتلوا الأسبوع الماضي بسبب انتمائهم العرقي، بعد استيلاء متمردين على مدينة بانتيو المنتجة للنفط.

وأكد لانزر أن آلاف المدنيين يتدفقون الآن على مقر الأمم المتحدة في بانتيو، لأن كثيرا منهم يعتقد أن المزيد من أعمال العنف ستقع في المستقبل.

وأفاد محققو الأمم المتحدة، أنه بعد انتزاع المتمردين المدينة النفطية بنتيو من سيطرة قوات الحكومة في معارك عنيفة، الثلاثاء السابق، أمضى المسلحون يومين يطاردون ويقتلون كل من ظنوا أنه ضدهم.

في المسجد الرئيسي وحده "وردت معلومات عن قتل أكثر من 200 مدني وإصابة أكثر من 400 بجروح"، بحسب الأمم المتحدة.

ويستضيف المقر الآن 25 ألف شخص يبحثون عن مأوى، لكن المياه والمراحيض بالداخل لا تكفي إلا لنحو 350 شخصا فقط.

هذا فيما رفض متمردو جنوب السودان، الثلاثاء، اتهامات الأمم المتحدة لهم بقتل "مئات" المدنيين في مجازر أثنية الدافع، عندما سيطروا على مدينة بانتيو، رغم شهادات الأمم المتحدة الدامغة.

وصرح المتحدث باسم المسلحين التابعين لرياك مشار، النائب السابق لرئيس جنوب السودان، في بيان أن "قوات الحكومة وحلفاءها هم الذين ارتكبوا هذه الجرائم البشعة أثناء انسحابهم"، مشيدا بسلوك المتمردين "اللائق".

ويتهم فريق مشار فصائل من مسلحي دارفور، الذين يحاربون قوات الخرطوم، بمساعدة قوات الرئيس كير.

وتتواجه في الحرب الدائرة في جنوب السودان منذ حوالي 4 أشهر القوات الحكومية الموالية للرئيس سلفا كير من قبيلة الدينكا، والمتمردون الموالون لنائبه السابق رياك مشار من قبيلة النوير.