حذر السياسي الليبي المستقل سليمان محمد البيوضي، من خطورة تحول ليبيا إلى ما وصفه بـ "الثقب الأسود".
وقال البيوضي، في حديث خاص مع "بوابة أفريقيا الإخبارية"، "الأزمة الليبية تزداد تعقيدا كل يوم ، فمع المعاناة الاقتصادية التي تزداد كل يوم و أثقلت كاهل المواطن بشكل مخيف، فإن الأزمة السياسية لم تشهد انفراجا حتى الآن، في ظل محاولات واضحة لأطراف محلية تسعى لإبقاء المشهد بصورته الحالية، حفاظا على مكاسبها كسلطة أنر واقع في ليبيا، وهي تستفيد من التدخلات الإقليمية السلبية في المجال الحيوي الليبي، فاستمرار هذا الوضع ينذر بتحول ليبيا لثقب أسود سيحتاج لعقود طويلة وسيؤثر بشكل سلبي على كل الإقليم و المنطقة برمتها، ولعل أبرز أسباب الأزمة هو التقييم الخاطئ للأوضاع على الأرض من قبل تقارير بعض المنظمات الدولية العاملة على الملف الليبي، فهي تعتمد في مقارباتها على أطراف غير فاعلة محليا أو منحسرة في الوعي الجمعي، وبالتالي تتسبب في بناء سياسات خاطئة لمعالجة الأزمة الليبية".
وتابع "بعد إعلان باريس شهدت ليبيا تطورات متنوعة صلت حد الصدامات الموقعية في الهلال النفطي، وفي الوقت الذي تُمارس فيه المؤسسة العسكرية دورها لاستعادة الوطن، فإننا نلحظ حالة من الجمود السياسي من قبل الأطراف السياسية التي من المفترض أن تعمل على التفاوض لأجل الاتفاق على إطار دستوري و قانوني لإجراء الانتخابات العامة البرلمانية و الرئاسية في ليبيا، والدخول في مرحلة الجمهورية الأولى، وبخلاف ما سبق ظهرت للسطح أزمة التزوير في الأرقام الوطنية، ما ينبئ عن أزمة حول الانتخابات نفسها وسجل الناخبين، وهو ما يجب وضع حل حقيقي له، و قد يكون التسجيل الورقي بالحضور الشخصي وإصدار بطاقات الناخبين حلا عمليا له".
وأضاف البيوضي، "إن الأزمة الليبية وتحوير المشهد السياسي العام فيها، و إعادة تخريط وهيكلة النخب والقيادات السياسية فيها، للخروج من هذه الخارطة الملبدة بالتحالفات والتعقيدات لن يتم تفكيكها إلا بإجراء الانتخابات الشفافة والحرة والنزيهة، والآمنة والمحمية بالمؤسسات الرسمية العسكرية والشرطية والأمنية، على أن يسبقها بوقت كاف تحرير الصوت السياسي للمواطن، بخطة إصلاح اقتصادي عاجل و ملموس، وفي مقدمته الاستجابة لقرار مجلس النواب بإقالة المحافظ الصديق الكبير وتمكين محمد الشكري، كرسالة تطمينية للشارع الليبي".
واختتم البيوضي حديثه قائلا "كل الخيارات أمام الليبيين والمجتمع الدولي لمنع تحول ليبيا لثقب أسود ومجال مفتوح أمام الجريمة المنظمة والإرهاب، لن يتم إلا بعمل حقيقي وإجراء الانتخابات لإعادة توحيد المؤسسات و تخريط النخبة السياسية بشكل جديد يتماشى مع التحولات الاجتماعية الحديثة في ليبيا والمطالبة بقيام الدولة الوطنية".