وجه عضو الحوار السياسي الليبي سليمان البيوضي، رسالة مفتوحة إل المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، والسفراء والمبعوثين الخاصيين للدول الشقيقة والصديقة لليبيا.
وقال البيوضي، في نص رسالته التي خص بوابة أفريقيا الإخبارية بنسخة منها، "منذ أيام تتصاعد غرب ليبيا وتيرة غير مسبوقة، تتعلق بانتهاك واضح لحقوق الإنسان وحرية التعبير وتتهدد حياة الكثيرين بالخطر، أكتب لكم هذه الرسالة المفتوحة ولازال المشهد الدامي في بنغازي العام 2013 و 2014 في ذاكرة كل الليبيين؛ وقتئذ أدى الصمت الدولي لسقوط مئات الضحايا على يد العابثين و قوى العنف الإسلاماوي المسلح، حيث ترك عسكريوا المدينة ونشطاؤها وسياسيوها لمصيرهم، يقاتلون وحدهم دفاعا عن حقهم في الحياة، أيها السادة: ما سبق لم يكن محاولة لنكأ الجراح، لكنه حقيقة مالة وجب أن أذكركم بها ليصبح لرسالتي معنى، وحتى لا أطيل فمنذ أيام تعج صفحات التواصل الاجتماعي بحملات التهديد والوعيد لكل أنصار المشروع الوطني الذي انطلق من بنغازي هادفا لاستعادة الوطن من براثن الإرهاب و الفوضى و الفساد".
وتابع، "أيها السادة: إن هذه الحملة تأتي عقب أوامر صارمة من قبل قادة البغي والعدوان المتورطين في الدم الليبي، و هناك أنباء تشير لصدور أوامر شفهية لوضع المخالفين تحت المراقبة الصارمة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية لحكومة الوفاق ((سلطة الأمر الواقع في طرابلس))، وهذا التتبع يأتي لأسباب تتعلق بموقفهم المناوئ لقوى البغي والإرهاب، وهو ما ينذر بالخطر ويستدعي تدخلكم لتبيان الحقيقة والضغط على سلطة طرابلس، لإيقاف هذه التعديات الممارسة ضد حرية التعبير عن الرأي وممارسة العمل السياسي الشفاف، وأوجه رسالتي لكم مباشرة لأنكم حملتم على عاتقكم الاعتراف بها كسلطة أمر واقع (غير منتخبة) فرضت على الليبيين، ولأنها تخشاكم .... أوجه لكم هذه الرسالة، أيها السادة إن هذه الحملة الممنهجة جريمة علنية وتنطلق من مبرر غير أخلاقي، وهي انتهاك لحق دستوري وإنساني يتعلق بحرية التعبير عن الرأي والأفكار، فالموقف السياسي الداعم للقوات المسلحة العربية الليبية ومشروعها الساعي لاستعادة الوطن من براثن الفوضى والإرهاب والفساد وفرض الأمن والاستقرار، يزعج قادة الإرهاب الإسلامي في عواصم البغي الإقليمي وقادة المؤسسات الفاسدة، فجميعهم مستفيد من استمرار الفوضى، أيها السادة: إبان الحوار السياسي الليبي كان يتطلع الليبيون إلى استقرار آمن و الوصول لاتفاق سياسي، يحقق آمال أبناء الأمة الليبية في دولة حديثة ومدنية وديمقراطية، وتحترم حقوق مواطنيها وتعزز إنسانيتهم، بل إن سقف الطموحات كان ينتظر انطلاق مشاريع إعادة إعمار ليبيا في إطار منهجي وشفاف، إلا أن الاتفاق السياسي فشل في تحقيق كل الطموحات، في ظل السقوط المدوي و انهيار المشاريع الإرهابية العابرة للحدود و انتصار المشروع الوطني، يعكف قادة البغي في إعداد مخطط واسع للانتقام باتخاذ كل التدابير اللازمة؛ معززون بفتاوى تبيح القتل بالمجان، وهو ما استدعى إرسال هذه الرسالة ووضعكم أمام مسؤوليتكم، فأنتم مطالبون باتخاذ موقف علني حقيقي وملموس".
وأضاف البيوضي، "أخيرا: فإني أؤكد لكم أن صمتكم على هذه التعديات قد يتسبب في إزهاق عدد من الأرواح، لكنه لن يغير من واقع الأمر شيء بعد وصول المشروع الوطني لمداه وانتصاره بفعل تضحيات جسام عمدها أبناء ليبيا بالدماء الغالية الزكية في بنغازي ودرنه والهلال النفطي، وبفعل وعي وطني ودعم شعبي من أبناء الأمة الليبية في جنوبنا الحبيب، وأؤكد لكم أن مدن غرب ليبيا تسير في نفس النهج من أجل وحدة الكيان والمصير".