وصف الخبير الأمني الجزائري أعمر بن جانة لجوء الحكومة الليبية المؤقتة لدراسة إمكانية طلب تدخل قوات دولية لمساعدتها في بسط الأمن والنظام في البلاد ولا سيما في العاصمة طرابلس التي تشهد منذ يوم الأحد اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة بمثابة مجلبة للجحيم ولمزيد من التوتر واللاستقرار وإدخال البلاد في دوامة عنف يصعب بعدها التحكم فيها.

 كما أكد بوجانة أن العملية ستشكل تهديدا كبيرا لدول الجوار وللمنطقة بأكملها، مستشهدا في هذا الصدد بما تعيشه الدول التي نادت قبلها بالتدخل الأجنبي والتي لا زلت إلى اليوم لم تذق طعم الاستقرار قائلا في هذا الصدد:” التدخل الخارجي سيصعب الأمور أكثر ويعقدها حتى وإن بدت لصالح البلاد غير أنها سترهن مقدرات البلاد وسيعمل على تعميق الأزمة “.

وأضاف بن جانة في تصريح لـ “الجزائر” أمس أن الوضع الأمني في ليبيا أضحى خطيرا  تغذيه الجماعات المسلحات التي فرضت منطقها في الميدان في ظل غياب ما أسماه بالنظام السياسي القوي والدولة ملخصا الوضع الأمني بالقول ” مال بلا راع” وأشار ذات المتحدث، بالموازاة مع ذلك أن الحكومة الليبية المؤقتة ليس لها أي وزن أو فعالية كون لا مؤسسات وطنية تحميها، ولا نظام إداري كائن، و لا مجتمع مدني ولا أيضا أحزاب سياسية، مشيرا أنه يستحيل لها أن تحقق أهدافها بدون وجود  جيش و شرطة  كما حذر الخبير من مغبة التدخل الأجنبي في ليبيا والذي يعد تهديدا مباشرا لدول الجوار، لاسيما الجزائر المستهدف الأول بحيث سيتم إثارة بعض النعرات، و بؤر التوتر على حدودها والرفع من عمليات الاستطلاع والجوسسة.

كما اعتبر الخبير الأمني أن التدخل الأجنبي في ليبيا ستكون له عواقب وخيمة والتي من أبرزها وهي أنه بمثابة الوقود للجماعات المسلحة من داعش و أنصار الشريعة و بوكو حرام والتي ستتقوى أكثر فأكثر وستكون ليبيا في الوقت نفسه مرتعا لميلاد العديد من الحركات التي ستعمل على زعزعة استقرار دول الجوار.