مهام الاستطلاع والمراقبة التي تقوم بها طائرات فرنسية انطلاقا من حاملة الطائرات "شارل ديغول" منذ نوفمبر 2015،  تعكس خطورة تمدد تنظيم داعش سواء على سواحل مدينة سرت، أوباتجاه مواقع النفط ، لذلك يبدو التدخل العسكري في ليبيا وشيكا الآن أكثر من أي وقت مضى، خصوصا وأن المفاوضات التي تشرف عليها الأمم المتحدة التي لم تينع ثمارها بعد.

في غياب اتفاق سياسي، ما فتىء جان ايف لو دريان يدعو لتشكيل ائتلاف عسكري

منذ عام 2014، واصل وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان ضغوطه من أجل ضربات جوية وعمليات خاصة في ليبيا. ولكن في غياب اتفاق سياسي، يناضل وزير الدفاع الفرنسي وراء الكواليس لتشكيل ائتلاف عسكري.

كيف يمكن أن تكون طريقة العمل؟

سيأخذ التدخل العسكري شكل غارات جوية ضد مواقع داعش. ويمكن تنفيذ عمليات خاصة انطلاقا من القاعدة الفرنسية "مادما" في شمال النيجر. وفي هذا السياق، يمكن حتى نشر قوات لـ"تأمين مؤسسات" الحكومة الجديدة . للتذكير، فإن القوات الخاصة سبق لها التدخل في ليبيا في عام 2011، وقد بقي الضباط الفرنسيون والبريطانيون طويلا في جبال نفوسة.

معظم المعارك، حتى تلك التي تقتصر على عملية جوية، تجري بدعم من القوات الخاصة على الأرض. كان هذا هو الحال في كوسوفو، حيث قام ممثلو المديرية العامة للأمن الخارجي وقيادة العمليات الخاصة بتوجيه الطائرات من منظمة حلف شمال الأطلسي، وبتحديد الأهداف التي يجب إطلاق النار عليها.

التدخل الغربي في ليبيا يرجح أن يؤدي إلى تفاقم الانقسامات الإقليمية

الجميع يدرك أن التدخل الغربي في ليبيا من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم الانقسامات الإقليمية وجعل التدخل الأجنبي أكثر صعوبة. لذلك فإن فصل المنافسات الإقليمية يشكل تحديا من نوع خاص.
وهكذا يدافع رؤساء مصر ومالي والنيجر والسنغال وتشاد عن تدخل عسكري على عكس جيرانهم الجزائر والسودان وتونس. رسميا، لا تزال الجزائر من حيث المبدأ تعارض أي تدخل خارجي، ولكن وراء الكواليس لا تتورع عن مساعدة الإخوان المسلمين والأحزاب السلفية الأطراف في ليبيا لعزل الجماعات الجهادية والمليشيات المتطرفة التكفيرية.
أما بالنسبة لتونس، فإن التدخل الأجنبي يعني انكفاء الجهاديين إلى أراضيها ، وهي التي اكتوت بسلسلة من الاعتداءات المدعومة لوجستيا من ليبيا.

الرئيس السوداني عمر البشير يعادي بدوره التدخل الأجنبي ويدعو للحوار. وهو قد اعترف ببرلمان طبرق لكنه قام بتسليم طائرات هليكوبتر والرجال والسلاح إلى إئتلاف مصراتة الذي يهيمن عليه الاسلاميون.
السيسي يدعم بشكل عام عسكريا الجنرال حفتر ، الذي يعتبر الجناح المسلح لسلطات طبرق، ويرغب في منع جماعة الإخوان المسلمين من الاستيلاء على السلطة في ليبيا. وبهذا يثير في آن واحد غضب قطر و تركيا و الجزائر.

بشكل أوسع ، عملت تشاد والنيجر مؤخرا على التقريب بين الطوارق والتبو، وهما مكونان من مكونات المجتمع الكبيرة وهما في تناحر مع بعضها البعض ويطمعان في الواقع في نفس آبار النفط.
تطالب تشاد والنيجر معا بالتدخل العسكري الدولي، ولكنهما منشغلتان بالفعل بالحملة ضد بوكو حرام وبالوضع في مالي. ولذلك، يُعتقد أن مشاركتهما المحتملة في ليبيا قد تفتقد النفس والزخم بشكل سريع.