قلل المحلل السياسي التونسي باسل الترجمان من أهمية النتائج المتوقعة من القمة العربية المقررة في الجزائر قائلا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية إنها لن تخرج عن سياق القمم العربية الأخرى التي تحولت إلى لقاءات بروتوكولية أكثر منها لقاءات تسعى إلى حل القضايا العالقة والخروج من بوتقة فشل العمل العربي المشترك.

إلى نص الحوار:

برأيك ما أبرز الرهانات السياسية التي تواجه القمة العربية المقررة في الجزائر؟

أعتقد أن القمة العربية المرتقبة في الجزائر لن تخرج عن سياق القمم العربية الأخرى التي تحولت مع الوقت إلى لقاءات بروتوكولية أكثر منها لقاءات تسعى إلى حل القضايا العالقة والخروج من بوتقة فشل العمل العربي المشترك لذلك أعتقد أن القمة المرتقبة ستكون مثل القمم السابقة حيث سيتم الحديث بكلام طيب دون أن تكون هناك محاولات لتدعيم التعاون العربي المشترك سواء على المستويات الاقتصادية أو محاولة إيجاد حلول للأزمات السياسية في المنطقة العربية أو التعاطي مع الملفات المهمة في المنطقة.

الجزائر تسعى للاستفادة من القمة في ترسيخ عودتها إلى الساحة الإفريقية.. ما فرص نجاحها برأيك؟

الجزائر لم تخرج من إفريقيا حتى تعود إليها وفي إعتقادي فإن الجزائر تسعى إلى تعزيز دورها في المنطقة العربية وإفريقيا والمغرب العربي وهذا أمر طبيعي لأن الجزائر لها امتداد وعمق في القارة الإفريقية ولها علاقات تاريخية في القارة وبالتالي يحق لها مثل باقي الدول العربية أن يكون لها حضور فاعل في إفريقيا فكل دولة تدافع عن مصالحها وتحاول أن توسع شبكة علاقاتها.

إلى أي مدى تتخوف من أن تؤثر الخلافات الجزائرية المغربية على نجاح القمة؟ 

لا أعتقد أن الخلافات الجزائرية المغربية ستؤثر بشكل كبير على القمة فالجميع يعلم أن هذه الخلافات لن تحل ولن يكون هناك محاولة للبحث عن حلول لها فهي أزمات متواصلة منذ أكثر من 47 سنة وبالتالي فإنها لن تؤثر على القمة إلا إذا قررت المغرب عدم المشاركة فيها لكنني أستبعد هذا الطرح حيث ستحضر المغرب للمشاركة في القمة وستعبر عن رأيها بكل وضوح بشأن القضايا العالقة بين البلدين وأهمها وأبرزها قضية الصحراء الغربية.

إلى أي مدى يمكن أن نشهد دورا عربيا في الدول التي تشهد أوضاعا متوترة مثل لبنان واليمن والعراق؟

الخلافات العربية – العربية تمنع أن يكون هناك دورا عربيا في الدول التي تشهد أوضاعا متوترة مثل لبنان واليمن والعراق وسوريا ففي سوريا مثلا فشلت محاولات عودة دمشق إلى الجامعة العربية، وأعتقد أن القمة العربية هي قمة علاقات عامة وكل ما يصدر عنها يتم نسيانه حيث أن المواطنين في الدول العربية لم يستشعروا أن هناك معطيات مهمة يمكن أن تساهم في تحول العلاقات بين الدول العربية إلى علاقات تربط المواطنين وليس علاقات تحت بند السياسات التي تصنع أي تغيير.

في ليبيا تأجلت الانتخابات ودخلت البلاد في نفق ازدواج السلطات التنفيذية.. فهل من دور عربي مرتقب في هذا الشأن؟

يصعب أن نشهد دورا عربيا قادما في ليبيا لأن الخلافات العربية ودخول أطراف إقليمية على الملف الليبي يجعل من الصعوبة إيجاد دور عربي في ليبيا خاصة وأن البلاد دخلت بعد أكثر من عقد من الأزمات في مرحلة النسيان فليبيا اليوم تسير في اتجاه منهج الصومال والتقسيم الذي بدأ يتجسد على الأرض وأعتقد أن ليبيا ستكون في مرحلة قادمة مثل الصومال حيث أنها ملف منسي على قائمة الأزمات العربية المتراكمة منذ تأسيس الجامعة العربية.

تركيا تواصل تدخلاتها في ليبيا والعراق فهل يمكن للدول العربية أن تردع هذه التدخلات؟

استمرار التدخل التركي في ليبيا أصبح أمرا واقعا خاصة وأن الأطراف الليبية أضحت تتسابق للتعاطي مع الجانب التركي كما أن الكثير من الأطراف العربية التي سعت لإيجاد حلول للأزمة الليبية توصلت إلى قناعة بأن الأطراف الليبية ذاتها غير مهتمة بإيجاد حل للأزمة في البلاد كما أن هناك أطرافا عربية تدعم الموقف التركي وتتحالف مع حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة وهذا يخلق شرخا آخرا في الواقع العربي ويجعل من فرص إيجاد حلول للأزمة الليبية أمرا مستبعدا 

الوضع الإقليمي والتدخلات الإيرانية في بعض الدول.. أحد الملفات التي تواجه القمة كيف تتوقع التعامل العربي بشأنها. 

داخل أروقة الجامعة العربية هناك دول تقف مع إيران وتدعمها تجاه الكثير من القضايا وهذا يخلق شرخا لأن عدم توحيد الموقف العربي وعدم وجود رؤية عربية مشتركة يعطي لإيران مساحة للحركة في المنطقة لذلك لن يكون هناك موقف حازم وصريح بشأن هذا الملف الذي سيكون أحد أسباب خلق أزمات داخل القمة وتعطيلها.