أكد المحلل لسياسي التونسي باسل الترجمان أن أكثر دول المغرب العربي المهددة بعنف الإخوان هي ليبيا لأنهم يعتبرون أن هزيمتهم فيها تعني نهايتهم مضيفا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن الإخوان لا يريدون الانتخابات في ليبيا كما لا يريدون انسحاب المرمرتزقة الذين يشكلون غطاء أمني وعسكري لهم بعدما فقدوا الغطاء الشعبي في الغرب الليبي.
هل يمكن أن تحدثنا عن تاريخ العنف السياسي لجماعة الإخوان؟
العنف السياسي لجماعة الإخوان المسلمين ليس مفهوم طارئ أو حديث بل هو ثقافة تربت عليها الجماعة تقوم على تكفير كل من يختلف معها مهما كان شكل هذا الخلاف وبذلك فإن هذا العنف هو أحد أدواتها للتمكين وافتكاك السلطة بالقوة وقد شاهدنا على امتداد أكثر من 70 سنة أن الجماعة تلجأ بمجرد حدوث أي خلاف سياسي للاغتيالات والقتل والتفجير حتى أنها أسست لثقافة الإرهاب التي تبنتها بعد ذلك الجماعات السلفية الجهادية.
ما ملامح العنف السياسي لجماعة الإخوان في دول المغرب العربي؟
بدأ العنف منذ الثمانينات في تونس ثم شاهدنا العشرية السوداء في الجزائر وبعد 2011 شاهدنا كيف تمددت الجماعة باتجاه العنف وقامت بتبريره وجعلته أداة من أدوات عملها حيث قامت بالاعتداء على المواطنين عندما كانت في السلطة كما أنها استخدمت العنف في ليبيا ولازالت تصر على هذا النهج.
كيف أثر العنف السياسي لجماعة الإخوان على المشهد في دول المغرب العربي؟
الآثار كانت كارثية فعندما نشاهد الجماعات الإرهابية التي انبثقت عن تنظيم الإخوان في العشرية السوداء في الجزائر يمكن أن نفهم أنهم حاولوا تغيير المشهد بخلق الرعب في الشارع عن طريق الذبح والإرهاب والاعتداء على النساء وهو ما خلق حالة خوف لدى الأغلبية الساحقة من شعوب المنطقة كما خلق ردود فعل رافضة لهذا التوجه لذلك كان الاشتباك مع هذه الجماعات ينطلق من سعيها لتدمير مدنية الدولة ومحاولة فرض نموذج سياسي حسب رؤيتها حيث كانت تعتبر أن كل من لا ينتمي لتيارها يعد كافرا ويجب إعادة أسلمته.
لماذا فشل الإخوان في دول المغرب العربي؟
فشل الإخوان في المغرب العربي مرتبط بفشلهم في الدول التي وجدوا فيها حيث أن هذه الجماعة كانت تستخدم الشعارات الدينية منها أن الإسلام هو الحل وتطبيق الشريعة بهدف الضحك على عقول من نجحت في إغوائهم تحت مسميات الدفاع عن الدين الإسلامي والشريعة للوصول للحكم وبعد وصولهم للحكم تحالفوا مع أقطاب الفساد الذين تسببوا في انهيار الأنظمة السابقة وخلقوا تحالف استراتيجي للسيطرة على المجتمعات ثم السعي لتغيير نمط هذه المجتمعات وبالتالي فإن هذا الفشل مرتبط بعدم امتلاك الإخوان لمشاريع اقتصادية واجتماعية يمكن تقديمها للمواطن وإنما كل ما يهمها الوصول للحكم والانتقام من الشعوب التي يحملونها مسؤولية أنها كانت تدعم الأنظمة الحاكة في مواجهتهم.
بعد سقوط تيار الإخوان في دول المغرب العربي هل تتخوفون من توجههم نحو التصعيد؟
الإنهيار البنيوي لجماعة الإخوان أفقدها القدرة على أن تكون فاعلة أو قادرة على تحريك الأوضاع حيث أن جماعة الإخوان اليوم ليست في مواجهة أنظمة وإنما في مواجهة شعوب وبالتالي فإن استخدامهم للعنف ضد الأنظمة سيتم مواجهته من الشعوب وبذلك فإنني أعتقد أنهم لا يملكون القدرة على ذلك لكنهم قد يقوموا بتحريك جماعات متطرفة مرتبطة بهم لتوجيه ضربات إرهابية ورسائل تهديد لكنهم في النهاية فقدوا الساحة الشعبية التي كانوا يستغلون تعاطفها معهم بعد فضح أكاذيبهم.
ما أكثر دول المغرب العربي المهددة حاليا بالعنف السياسي للإخوان ولماذا؟
أكثر دولة مهددة بعنف الإخوان الآن هي ليبيا لأنهم يعتبرون أن هزيمتهم في ليبيا تعني نهاية وجودهم ووجود من يحركهم وتحديدا تركيا وقطر لذلك فإن ليبيا هي الدولة الأولى المهددة بانفجار العنف وأعتقد أنها ستشهد خلال الفترة القادمة محاولات إفشال الجهود السياسية لأن الإخوان لا يريدون الانتخابات في ليبيا كما لا يريدون انسحاب المرمرتزقة الذين يشكلون غطاء أمني وعسكري لهم بعدما فقدوا الغطاء الشعبي في الغرب الليبي.