استقبل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، رفقة وزير الخارجية المفوض محمد سيالة، اليوم الأحد، وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس والوفد المرافق في مدينة زوارة، لاستعراض ترتيبات مؤتمر برلين واللقاءات التي جرت في سبيل التحضير لقمة برلين المرتقبة.
وضم الوفد المرافق للوزير الألماني كل من مدير عام المكتب السياسي فيليب إكرمان، ومدير مكتب المغرب العربي والشرق الأوسط كريستيان بوك، وسفير المانيا لدى ليبيا اوليفر اوفيتش وعدد أخر من مسؤولي الخارجية الألمانية.
وكان الوفد الألماني، قد وصل في وقت سابق إلى المدينة قادماً من تونس، ليعرض على السراج التفاصيل المتعلقة بمؤتمر برلين المزمع عقده لإيجاد حل للأزمة الليبية، حيث عقد اجتماعا بين وزير الخارجية الألمانية والسراج –بقصر الضيافة زوارة-بحضور المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، ووزير الخارجية المفوض محمد طاهر سيالة، وسفير ليبيا لدى الاتحاد الأوروبي حافظ قدور، ومدير الإدارة الأوروبية بوزارة الخارجية الحاجي دهان.
وأكد وزير خارجية ألمانيا، في بداية الاجتماع على دعم بلاده للمسار السياسي، ومساعدة الشعب الليبي على اجتياز الأزمة الراهنة، مجددا حرص المانيا على العمل مع حكومة الوفاق لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
كما أكد هايكو ماس دعم بلاده لخطة المبعوث الأممي لحل الأزمة، قائلا "إن المانيا حريصة على مشاركة جميع الأطراف المؤثرة في مؤتمر برلين للوصول إلى نتائج جوهرية، وأن البيان الختامي للمؤتمر لن يصدر الا بعد التوافق الكامل بين المشاركين".
وأوضح وزير الخارجية الألماني، بأن دعوة الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي يأتي ليكون هناك التزام من المجلس بما يتم التوصل إليه، وأن هناك دول دعيت للاطمئنان على وقف الإمدادات العسكرية لليبيا وترسيخ مبدأ عدم التدخل، مشيرا إلى أهمية وقف إطلاق النار كأساس لنجاح المؤتمر.
من جانبه رحب السراج، بالوزير الألماني والوفد المرافق له، وأكد ترحيبه بمؤتمر برلين، مشيرا إلى أهمية الاستفادة من الأخطاء الماضية، وضرورة بحث وتقييم أسباب اخفاق اللقاءات التي عقدت في السابق في تحقيق تقدما على الأرض.
وأشار السراج، إلى أن الانقسام الدولي شجع بعض الأطراف على عدم الالتزام بمخرجات المؤتمرات السابقة، وعرقلة محاولات الوصول إلى تسوية.
وآثر اختتام الاجتماع عقد وزيري خارجية ليبيا وألمانيا والمبعوث الأممي مؤتمراً صحفياً، تحدثوا خلاله عن نتائج الاجتماع، وأكدوا جميعا بأن الحل لن يكون الا سياسيا مستبعدين الحل العسكري للازمة الليبية.
حيث أكد وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس في إيجاز صحفي عقب لقائه برئيس المجلس الرئاسي، أن ألمانيا تدعم جهود الممثل الخاص للأمين العام وخطته ذات النقاط الثلاث، وأنها تبذل جهودًا مكثفة لإحياء العملية السياسية عبر اشراك كافة الأطراف الليبية في سبيل الحد من التدخلات الخارجية في ليبيا.
بدوره قال سلامة في الإيجاز الصحفي مع وزيري الخارجية الليبي والألماني: "تمكنا من إعطاء صورة للسراج ووزير الخارجية عن التقدم الذي توصلنا إليه في مسيرة برلين، وهي مسيرة جادة تهدف لترميم الموقف الدولي المتصدع. وهذا ما تطوعت الحكومة الألمانية لمساعدة البعثة به.”
وأضاف سلامة "عقدنا ثلاثة اجتماعات متتالية ومعمقة والاجتماع المقبل خلال الأسابيع القادمة ضمن مسيرة برلين والتي ستكلل بقمة تؤيد المبادئ التي توصلنا اليها عبر التفاوض مع مختلف الأطراف. كما سيخرج عن القمة لجنة لمتابعة تنفيذ مقرراتها وهذا وما يوفر فرص نجاح هذه المسيرة."