نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا حول الأوضاع في ليبيا، مسلطة الضوء على أبعاد الحرب المستمرة في البلد بشكل متقطع منذ عام 2011.

وقالت الصحيفة البريطانية استولت القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق المدعومة من الامم المتحدة على قاعدة جوية رئيسية من المشير خليفة حفتر مما وجه ضربة استراتيجية ضخمة لحملة قائد الجيش الليبي التي استمرت لمدة عام للاستيلاء على العاصمة طرابلس.

وشن حفتر هجومًا جديدًا لإسقاط الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في أبريل 2019، مما أثار بعضًا من أهم المعارك على الأراضي الليبية منذ الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي في عام 2011.

وتنشط القوى الأجنبية - ولا سيما تركيا وقطر والإمارات العربية المتحدة وروسيا – بشكل متزايد في هذا الفصل الجديد من الحرب، مما أدى إلى مخاوف من حرب بالوكالة آخرى مطول مماثل لسوريا.

ما هي جذور الحرب في ليبيا؟

دخلت ليبيا الغنية بالنفط في حالة من الفوضى منذ حركة الربيع العربي وحملة الناتو العسكرية التي أطاحت بالقذافي عام 2011. وتفككت محاولات بناء دولة ديمقراطية بعد سقوط القذافي في حرب أهلية جديدة بين الحكومات المتنافسة في 2014.

وانتشرت الجماعات المسلحة  بما في ذلك التنظيمات الإرهابية مثل داعش، وأصبحت ليبيا التي ينعدم فيها القانون أيضًا نقطة عبور رئيسية للأشخاص من جميع أنحاء إفريقيا الذين يريدون الوصول إلى أوروبا.

الأطراف المتصارعة حاليا؟

ومنذ عام 2014 كان القتال بشكل رئيسي بين المراكز المتنافسة للسلطة السياسية في شرق وغرب ليبيا: حكومة طرابلس المعروفة باسم حكومة الوفاق بقيادة رئيس الوزراء فايز السراج، وحكومة طبرق التي جاءت بعد انتخابات... وعينت حكومة طبرق حفتر لقيادة الجيش الليبي واستعادة سيادته.

وبينما اعترفت الأمم المتحدة رسميًا بحكومة الوفاق الوطني كحكومة ليبيا شرعية ،إلا أنها لا تملك سوى القليل من السلطة على الأرض والبعض لا يثق في سياساتها. ويقول أنصار حفتر إنه حصن ضد التطرف في حين يرى آخرون أنه ديكتاتور عسكري محتمل.

ماذا يفعل المجتمع الدولي؟

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية تدخلت القوى الأجنبية بشكل متزايد في الحرب الأهلية الليبية للدفاع عن مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية. إن حكومة الوفاق الوطني مدعومة من الأمم المتحدة والدول الغربية، لكن حلفاءها الرئيسيون هم تركيا وقطر وإيطاليا. يتمتع الجيش الوطني الليبي بدعم روسيا ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وبدرجة أقل فرنسا والأردن.

لقد غمرت الأطراف الأجنبية ليبيا بالأسلحة والطائرات بدون طيار متجاهلة حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة. ولقد دعمت  روسيا ... الجيش الوطني الليبي. وفي يناير ذكرت صحيفة الجارديان أن تركيا أرسلت مرتزقة سوريين مع جنودها للدفاع عن حكومة طرابلس.

لم تسفر محادثات السلام رفيعة المستوى في برلين هذا العام عن أي هدنة دائمة.

ما هو الأثر الإنساني؟

تحت حكم القذافي كان لليبيا واحدة من أعلى مستويات المعيشة في أفريقيا. والآن أدى اقتصاد الحرب إلى ارتفاع التكاليف بشكل كبير وهناك مشاكل واسعة النطاق مع نقص الأدوية وانقطاع التيار الكهربائي. ويتعرض المدنيون لخطر الوقوع في القتال الذي لا يمكن التنبؤ به - وعمليات الخطف للحصول على فدية من قبل المليشيات شائعة.

ووفقاً للأمم المتحدة هناك أكثر من 200 ألف شخص نازح داخلياً و 1.3 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية. وأعداد الضحايا مسيسة للغاية ويصعب التحقق منها مع تقديرات تتراوح من 2500 إلى 25 ألف خلال أحداث عام 2011 وحدها.

وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن هناك حوالي 636 ألف مهاجر ولاجئ في البلاد معظمهم من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. بعضهم محتجزون في مراكز احتجاز تديرها الحكومة وفي سجون غير رسمية تديرها جماعات مسلحة حيث الأوضاع مروعة: وأفاد المعتقلون بظروف غير صحية ومكتظة دون توفر ما يكفي من الغذاء والماء. وتقول هيئات مراقبة حقوق الإنسان أيضا إن العمل القسري وسوء المعاملة منتشران.