كشف اليوم الخميس الأمين العام المستقيل من حركة النهضة حمادي الجبالي أنّ رئيس الجمهورية المؤقت منصف المرزوقي يقوم بحملة انتخابية مبكرة، و دعا الجبالي في تصريح إذاعي رئاسة الجمهورية إلى عدم استغلال المال العام و تسخير الإمكانيات المتوفرة بقصر قرطاجللشروع في حملة سابقة لأوانها على حدّ قوله.و كان عدد من النخب السياسية قد وجهت انتقادات لاذعة بخصوص هذا الموضوع لرئيس الجمهورية، كما دعته أطراف أخرى إلى ضرورة تقديم استقالته إذا كان يعتزم الترشح مرة أخرى قصد ضمان حيادية الانتخابات وطالبته بعدم استغلال منصبه للقيام بحملة انتخابية سابقة لأوانها.

و قد إعتبر الجبالي أنّ إجراء انتخابات ديمقراطية و شفافة و نزيهة يستوجب تساوي الحظوظ بين جميع المترشحين، الموقف ذاته كانت قد نادت به أحزاب أخرى حيث طلبت الجبهة الشعبية من المنصف المرزوقي ضرورة توضيح موقفه من هذه المسألة وعدم استبلاه التونسيين بتصرفات تهدف إلى تلميع صورته والاستعداد للانتخابات واعتبرت مثلا أن زيارته إلى قبر الشهيد شكري بلعيد تتنزل في هذا الإطار.و يرى بعض المراقبين أنّ من أبرز الأسباب التي دفعت المرزوقي إلى التحرك و القيام بحملة انتخابية سابقة لأوانها هو إدراكه الجيّد بأن صورته أصبحت لدى الرأي العام مهزوزة والدليل على ذلك أن أغلب استطلاعات الرأي وعمليات سبر الآراء أظهرت احتلاله مراتب متأخرة في سلم السباق نحو الرئاسة هذا في الوقت الذي برزت فيه أسماء أخرى مثل الباجي قائد السبسي وحمادي الجبالي ومصطفى بن جعفر.

و في جانب آخر فقد كان الحوار الذي أجرته موزاييك مع رئيس الحكومة السابق و القيادي بحركة النهضة فرصة لرفع اللبس عن عدّه مسائل أبرزها الدوافع الحقيقة لتقديم استقالته من الأمانة العامة للحركة، و قد أكد الجبالي أنّ القرار لا رجعة فيه ،مشيرا إلى أن السبب الرئيسي لاستقالته هو من أجل خدمة تونس سواء داخل حركة النهضة أو خارجها.وأكد الجبالي في تصريح لموزاييك أن موقعه الأساسي سواء داخل الحركة أو خارجها يهدف إلى خدمةتونس مشيرا إلى انه إذا اقتنع أن موقعه في رئاسة الجمهورية سيخدم المصلحة العليا للبلاد فإنه لن يتردد من الترشح للانتخابات الرئاسية. واعتبر الجبالي أنه في حال اقتنع أن موقعه خارج حركة النهضة سيخدم أيضا تونس فإنه لن يتردد في مغادرتها.

*عن "أفريكان مانجر"