سلط السياسي والدبلوماسي الليبي السابق "إشتيوي الجدي"، الضوء على جولات الحوار التي تجريها أو ترعاها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مؤكداً على ضرورة الاحتكام إلى لغة الحوار.

وقال الجدي، في تصريحات لـ"بوابة أفريقيا الإخبارية"، "إن ليبيا تمر بأسوأ مرحلة في تاريخها الحديث، وفي رأيي لا يمكن إيجاد حل لأزمة ليبيا إلا بمعاجلة الملفات خطوة بخطوة، وصولاً لإنهاء النزاع وتحقيق المصالحة الوطنية".

وأضاف بالقول  "مرجعيات كل الحوارات والمؤتمرات السابقة في الداخل والخارج انطلقت من فراغ والانطلاق من الفراغ لن يوصلنا إلا إلى فراغ وليس إلى حل وسيُعقّد الأزمة الليبية بدلا من الإسهام في حلها ويفقدنا الأساس المتين الذي يمكن الاستناد عليه في الحل، فمثلاً القول بإمكانية إعادة تشكيل ما يسمى المجلس الرئاسي وتشكيل حكومة جديدة وإجراء استفتاء على مسودة مشوّهة لدستور دائم وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ظل عبث ميليشيات لا تزال تمتلك السلاح وتسيطر على مؤسسات الدولة لن تكون إلا لهوا وتخديرا، لا بل تكريسا للأوضاع الماسأوية القائمة".

وأكد الجدي قائلا: "وكخطوة أولى، يجب أولاً إنهاء عبث "الميليشيات" وتسليم السلاح لمخازن الدولة الرسمية، وحل كافة التشكيلات الموازية لمؤسستي الجيش والشرطة النظاميتين، كما يتوجب على سلطات الأمر الواقع المتمثلة في مجلس النواب وحكومته المؤقتة، والمجلس الرئاسي وحكومة التوافق التابعة له، اتخاذ الإجراءات اللازمة لبناء الثقة واثبات حسن النية من خلال إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين المؤيدين للنظام الليبي السابق، وإلغاء كافة مذكرات الملاحقة بالداخل والخارج بحق مسؤولي وأنصار النظام الليبي السابق، وإبطال سريان القوانين والقرارات الإقصائية ".

وفيما يتعلق بالمصالحة الوطنية، قال الجدي "المصالحة الوطنية هي إستراتيجية تنتهجها الدول في سبيل الخروج من الأزمات الناجمة عن الفتنة والفوضى السياسية والعنف أو الحرب الداخلية، وهي المفتاح الضائع الذي سيفتح الأبواب المقفلة لحل الأزمة المتفاقمة في ليبيا".

مشيراً إلى أن "نجاح المصالحة الوطنية يرتبط بعدد من الشروط لخّصها في الإرادة الحقيقية للمصالحة وعدم وجود منتصرين وخاسرين، طرح حل سلمي شامل، تحقيق العدالة الاجتماعية، الالتزام بالمصالح الوطنية العليا بعيداً عن الارتهان للأجندات الأجنبية".

مؤكداً على "أهمية دور عائلة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في تحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا"،  قائلاً:  "لا يمكن أن تتم ما لم تكن عائلة القائد الرمز الشهيد معمر القذافي في مقدمة الركب، وتحت رعاية نجله الدكتور سيف الإسلام، هذه حقيقة ومُسلمة يستحيل تجاهلها، وبات المجتمع الدولي يزداد قناعة بها يوما بعد يوم بدليل أن روسيا الاتحادية الدولة العضو الدائم بمجلس الأمن الدولي تتواصل معه وتستمع إليه، وفي مرحلة ما لا بد أن يقبل الجميع في الداخل والخارج بالتفاوض معه في أي مفاوضات للحل النهائي لأزمة ليبيا".

وفي هذا السياق أشار الجدي إلى أنه "بعث خلال شهر نوفمبر الماضي بمذكرة للمبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة، ناشده فيها بضرورة التواصل مباشرة مع الدكتور سيف الإسلام، والعمل معه جنباً إلى جنب لحل الأزمة الليبية". 

هذا وقد أحال الجدي لسفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي نسخة من مذكرته باللغتين العربية والإنجليزية، التي اختتمها قائلاً "إن الأخ الدكتور/ سيف الإسلام معمر القذافي، مؤهل على درجة عالية من الخبرة والكفاءة ليكون شريكاً ليبياً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لأجل تحقيق المصالحة الوطنية وإحلال الوئام بين الليبيين وعودة الأمن والسلام والاستقرار لليبيا".