دعا عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج المجموعة الدولية إلى ضرورة الاستمرار في مساندة ليبيا الشقيقة للمضي قدما في مسارها السياسي، والعبور نحو مرحلة الاستقرار الدائم في كنف السيادة والوحدة الوطنية.
وأبرز في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي في جلسته الخاصة رفيعة المستوى التي انعقدت اليوم 15 يوليو ، حول تطورات الوضع السياسي بليبيا، وتحديات المرحلة الانتقالية وتعقيداتها، مؤكدا أن تجربةِ السنواتِ العشرةِ الماضية أثبتت أنه لا سبيل لحل الأزمة في ليبيا إلا عبر حوار ليبي-ليبي.
وأشار وزير الخارجية التونسي في هذا السياق إلى دعوة سيادة الرئيس قيس سعيد المتكررة إلى توحّد الليبيين حول مشروع وطني، يعيد إلى ليبيا أمنها واستقرارها ويعيد إلى المنطقة أيضا توازنها ويجنبها مزيدا من التوتر والتهديدات الأمنية.
وأعرب عثمان الجرندي عن ارتياح تونس لتأكيد الأشقاء الليبيين التزامهم بخارطة الطريق المنبثقة عن منتدى الحوار السياسي الليبي – الليبي الذي انعقد بتونس في نوفمبر 2020، بما في ذلك إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وفقا للرزنامة المقررة.
و شدّد على ضرورة "انسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا بتنسيق محكم ومدروس حتى لا تستغله التنظيمات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل والصحراء لمزيد نشر الفوضى والعنف وحتى لا يكون أيضا سببا في تنامي العمليات الإرهابية والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر أو تسلل المرتزقة إلى دول الجوار عبر قنوات الهجرة غير الشرعية". مؤكدا على أهمية ترتيب البيت الليبي وتحقيق المصالحة الشاملة لتوفير أفضل شروط النجاح لهذه الانتخابات سياسيا وأمنيا.
كما أكد على ضرورة مضاعفة الجهود ضمن مختلف الآليات الدولية والإقليمية للتعاون الأمني ومكافحة الإرهاب وعلى أهمية تعزيز آليات التنسيق والرقابة للحد من تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر البحر خاصة.
و في ختام كلمته أعرب الجرندي عن ثقته في إرادة الليبيين في كسب رهانات المرحلة ورفع تحدياتها، مؤكدا أن تونس ستظل كما كانت دائما سندا لأشقائها في مسارهم الانتقالي، للمضي قدما في بناء دولة ليبية قوية وموحدة بما يخدم مصالح الشعب الليبي ويعزز استقرار وأمن المنطقة بأسرها.