أجلت السلطات الجزائرية السفير الجزائري في اليمن، كمال عبد القادر حجازي، وكافة الدبلوماسيين العاملين في السفارة، أول أمس السبت، من اليمن إلى الجزائر، تنفيذا لقرار اتخذته السلطات، يوم الخميس، يقضي بإجلاء الدبلوماسيين الجزائريين من اليمن وعائلاتهم.

وذكرت صحيفة الخبر الجزائرية اليوم الاثنين، أن سفير الجزائر في اليمن، كمال حجازي، وصل، مساء أول أمس السبت، رفقة عائلته مع كافة الدبلوماسيين والموظفين في السفارة وعائلاتهم، إلى الجزائر، بعدما قررت وزارة الخارجية ترحيل الدبلوماسيين من العاصمة اليمنية صنعاء.

وكان مقررا أن يصل الدبلوماسيون، الذين تم إجلاؤهم، إلى الجزائر يوم الجمعة، لكن عائقا فنيا حال دون ذلك، ليؤجل وصولهم إلى السبت، نتيجة توتر الأوضاع في البلاد وعاصفة الحزم العسكرية التي تقودها السعودية ضد قوات الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله الصالح.

ونقلت الطائرة الجزائرية، التي وصلت إلى الجزائر، إضافة إلى السفير والدبلوماسيين الجزائريين في اليمن، السفير التونسي في صنعاء وعائلته وعددا من الدبلوماسيين التونسيين ومن المغرب وموريتانيا، بعدما قررت حكوماتهم ترحيلهم من صنعاء بسبب التوتر الأمني في البلد.

وقال مصدر دبلوماسي جزائري حسب ”الخبر” إن “قرار ترحيل الدبلوماسيين اتخذ في أعقاب تعرض محيط السفارة الروسية وسفارات دول أخرى للقصف من قبل طيران التحالف العربي ضد قوات الحوثي وصالح”.

وأضاف: “الجزائر قامت، كما أغلب الدول، بترحيل دبلوماسييها، روسيا مثلا كانت أول دولة تخوفت من ردات الفعل في اليمن ورحلت جميع جاليتها وأغلقت سفارتها”.

وأبقت الجزائر على تمثيل في سفارتها في صنعاء، على اعتبار أنها لم تقرر غلق سفارتها في صنعاء بشكل كامل. وأكد المصدر نفسه أن “الجزائر اتخذت إجراء استباقيا لحماية وتأمين ممثليها الدبلوماسيين، تجنبا لتكرار حادث خطف الدبلوماسيين، وهو الإجراء الذي تحولت إليه الجزائر منذ اختطاف سبعة من دبلوماسييها في مدينة غاو بشمال مالي في مارس 2012، عقب اجتياح المجموعات المسلحة لمنطقة شمال مالي، وهذه هي المرة الثانية التي تقرر فيها الجزائر إجلاء السفير والدبلوماسيين، بسبب التوتر في دول عربية، حيث كانت قد أجلت، في أفريل 2014، السفير الجزائري في ليبيا وكافة العاملين في السفارة وعائلاتهم المقيمة في ليبيا، في أعقاب توتر الوضع في العاصمة طرابلس وعدد من المدن الليبية.

واللافت أن الجزائر في الحالة اليمنية لم تتجنب حوادث خطف الدبلوماسيين واستهداف السفارة من قبل مسلحين والميليشيا فحسب، لكنها تجنبت أيضا أزمة دبلوماسية مع السعودية والأطراف العربية التي تقوم وتشارك في عملية عاصفة الحزم ضد قوات الحوثي والرئيس السابق صالح، في حال لو تضررت السفارة والمصالح الجزائرية في اليمن من أية عمليات قصف من طيران عاصفة الحزم، خاصة أن قصفا جويا من طيران عاصفة الحزم استهدف مقار قرب السفارة الروسية.