أشرف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، صبيحة يوم الخميس، بالأكاديمية العسكرية لشرشال، الرئيس الراحل "هواري بومدين"، على حفل تخرج دفعات من ضباط الجيش الوطني الشعبي، حيث كان في استقباله الفريق السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، مرفوقا بقائد القوات البرية اللواء عمار أعثمانية، و قائد الناحية العسكرية الأولى اللواء علي سيدان، و قائد الاكاديمية  اللواء سالمي باشا.
و بعد أن أدت تشكيلة عسكرية التحية الشرفية لرئيس الجمهورية عند مدخل الاكاديمية، توجه للقاعة الشرفية للأكاديمية أين قدم له عرض تضمن معلومات مفصلة عن الدفعات المتخرجة اليوم و كذا مسار التكوين بالأكاديمية العسكرية لشرشال، التي تعد قلعة التكوين العسكري لمختلف الأسلحة بالجزائر.
ويتعلق الامر بتخرج كل من الدفعة الرابعة عشر (14) من التكوين العسكري القاعدي المشترك والدفعة الثانية و الخمسين (52) من التكوين الأساسي والدفعة الخامسة (5) لضباط دورة الماستر بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة "هواري بومدين" بشرشال (تيبازة)، بعد فترة تكوين دامت ثلاثة سنوات.
بعدها توجه رئيس الجمهورية للنصب التذكاري المخلد لإسم الرئيس الراحل هواري بومدين لقراءة فاتحة الكتاب ترحما على روحه الطاهرة ووضع إكليل من الزهور.
بعدها، انطلقت المراسم الرسمية لحفل التخرج للسنة الدراسية 2020 -2021 ، بداية بتفتيش مربعات الضباط المتخرجين بساحة العلم، ثم قدم الفريق السعيد شنقريحة كلمة شكر إلى رئيس الجمهورية على تفضله بالإشراف على مراسم حفل تخرج الدفعات بالأكاديمية العسكرية لشرشال باعتبارها "العمود الفقري للمنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي والتي تمد قواتنا المسلحة بمورد بشري مؤهل من ضباط أكفاء متشبعين بقيم ومبادئ ثورة نوفمبر الخالدة".
من جهته، تطرق قائد الأكاديمية، اللواء سالمي باشا في كلمته، إلى "الدور الريادي الذي تؤديه الأكاديمية من أجل تخريج نخبة من إطارات الجيش الوطني الشعبي وتمكينهم من تحصيل تكوين عسكري وعلمي نوعي مصقول بالسلوك العسكري المثالي المطبوع بالروح الوطنية والإرادة القوية والتضحية في سبيل الوطن، وذلك من خلال البرامج النوعية المسايرة للمتطلبات التكوينية الحديثة في المجالين التقني والتكنولوجي".
وبعد أداء المتخرجين للقسم، قام رئيس الجمهورية بتقليد الرتب وتوزيع الشهادات على المتفوقين الأوائل، حيث سلم الشهادة للمتفوق الأول من ضباط دورة الماستر وقلد رتبة ملازم للمتفوق الأول من التكوين الأساسي وسلمه سيف الأكاديمية، ليفسح بعد ذلك المجال لمرافقيه لتقليد الرتب وتسليم الشهادات للمتفوقين الباقين. كما سلم رئيس الجمهورية للمتفوق الأول من التكوين العسكري المشترك القاعدي شهادة النجاح.
وتواصلت مراسم التخرج بتسليم واستلام راية الاكاديمية للدفعة القادمة قبل أن يوافق رئيس الجمهورية على طلب المتفوق الأول من الدفعة الثانية والخمسين من التكوين بتسمية الدفعة باسم المرحوم المجاهد الراحل، الفريق محمد العماري، أحد رجالات الجزائر الذين فارقوا الحياة بعد مسار ثري من العطاء في صفوف الجيش الوطني الشعبي.

وعقب تلك المراسم، فسح المجال واسعا بساحة الأكاديمية أمام استعراضات عسكرية مختلفة شملت عروضا رياضية في القتال المتلاحم، على غرار الكاراتي و الكونغ فو والحركات الرياضية الجماعية بالسلاح وبدونه، إلى جانب تنفيذ تمرين قتالي بياني حول القضاء على مجموعة إجرامية قبل ان تختتم بتشكيل لوحة فنية بيانية تعكس الألوان الوطنية.

كما شهد الاحتفال عرض للقوات الجوية من خلال تقديم استعراضات جوية لتشكيلات من الطائرات المقاتلة و تمرين تزويدها بالوقود جوا قبل ان ينفذ من جهتهم أفراد من الفوج 104 للمناورات العملياتية تمرين في القتال يحمل عنوان "الفصيلة في حصار و اقتحام مبنى يأوي إرهابيين".

كما تابع رئيس الجمهورية، على شاشة عملاقة بث مباشر لتمرين استعراضي نفذته القوات البحرية في عرض البحر تمحور حول "التدخل لاعتراض سفينة مشبوهة مع تحرير رهائن كانوا على متنها".

وبالمناسبة، تابع الرئيس تبون بالمعرض العلمي للأكاديمية، جانبا من الأعمال العلمية المنجزة من طرف المتخرجين من طلبة ضباط الماستر و الليسانس و إطارات و أساتذة الأكاديمية قبل ان يختتم حفل التخرج للموسم الدراسي 2020/2021 بتكريم خاص حظيت به عائلة المجاهد المرحوم الفريق محمد العماري و تدوين كلمة بالسجل الذهبي للأكاديمية العسكرية لشرشال.