ستشرع الجزائر في إنتاج لقاح سبوتنيك الروسي وسينوفاك الصيني، محليا ابتداء من شهر سبتمبر/أيلول المقبل، حسبما أكده وزير الصناعات الصيدلانية لطفي بن باحمد، خلال نزوله ضيفا بالقناة الاذاعية العمومية الثالثة.

وصرح الوزير، بأن الجوانب التقنية قد تم تحضيرها إلى جانب توقيع عقود الانتاج مع الجانبين الروسي والصيني، و سيكون انتاج اللقاحين بمخابر صيدال بولاية قسنطينة بمعدل مليوني جرعة شهريا.

وسبق للوزير بن باحمد، أن وضح أن هدف انتاج اللقاح المضاد لكوفيد-19 بالجزائر، يمكن تحقيقه بكفاءات جزائرية يراهن عليها لإثبات الامكانات الصناعية الجزائرية في مجال الصيدلة، خلال كلمته الافتتاحية ليوم خصص للصناعة الصيدلانية، حول موضوع استراتيجيات و تحديات هذا القطاع في أفريل/ نيسان الماضي.

وشدد الوزير وقتها، على ضرورة مضاعفة الجهود لمواجهة التحدي الجديد الذي أعلنه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والمتمثل في الإنتاج المحلي للقاح ضد كوفيد -19 وذلك بهدف تحقيق السيادة الصحية، وكشف بن باحمد أن عدة مخابر دولية ستساهم في علمية تصنيع لقاح سبوتنيك محليا.

وكان بشير علواش، مدير الضبط بوزارة الصناعات الصيدلانية، قد أكد يوم الثلاثاء 2 مارس/آذار الماضي، أن مصالحه وضعت اللمسات الأخيرة مع الشريك الروسي لإنتاج لقاح سبوتنيك المضاد لفيروس كورونا.

وأكد علواش، لدى نزوله ضيفا على برنامج “ضيف الصباح” على القناة الاذاعية الأولى، أن وزارة الصناعات الصيدلانية قامت بكل الاجراءات اللازمة لتسهيل دخول مشروع انتاج لقاح “سبوتينك” حيز التنفيذ.

وأشار علواش، إلى أن الوزارة في اتصال مع الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، بوصفه ممثل روسيا لتجسيد هذا المشروع، وأنهم بصدد وضع اللمسات الأخيرة لدخول المشروع مرحلة الإنتاج قريبا بوحدة تابعة لشركة صيدال بولاية قسنطينة.

وكشف المسؤول أن هناك مشاريع سترى النور قريبا لإنتاج أدوية استراتجية قصد تقليص فاتورة الإستيراد.

وأكد مدير الوكالة الوطنية للأمن الصحي البروفيسور كمال صنهاجي،أن مخابر صيدال بقسنطينة مرشحة كأول مخبر فرعي لصيدال، مرشح للشروع في تصنيع لقاح سبوتنيك.

وأضاف صنهاجي، خلال زيارته لولاية قسنطينة لتفقد مخابر صيدال المرشحة للعملية، والوقوف على إمكانياتها، أن فروع صيدال الأخرى في باقي الولايات ستتمكن من إنتاج اللقاح في وقت لاحق.

الانتاج بالجزائر سيكون حصريا من قبل مجمع صيدال

وكشف وزير الصناعة الصيدلانية لطفي بن باحمد ، أن انتاج لقاح سبوتنيك المضاد لفيروس كورونا سيتم بالشراكة حصريا بين الجانب الروسي، والمجمع الصيدلاني العمومي “صيدال”.

وأوضح بأن “صندوق الاستثمار الروسي الذي يستغل تسويق لقاح سبوتنيك V المطور من قبل المعهد الروسي لعلوم الأوبئة والبيولوجيا المجهرية (غاماليا) كان قد حدد منذ ثلاثة أشهر بعض البلدان التي تمتلك القدرات لإنتاج هذا اللقاح من بينها الجزائر بالنسبة لمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط”.

وأوضح أن الأمر مرده أن الطلب العالمي على اللقاحات في تزايد ما يدفع البلدان المصنعة له لإنتاجه في بلدان أخرى للاستجابة للطلب العالمي.

وأضاف: قمنا نحن من جهتنا منذ عشرة أيام بالرد الإيجابي على هذا الاختيار وهذا القرار تم بعد العديد من المشاورات بين وزارة الصناعة الصيدلانية والوكالة الوطنية للمنتجات الصيدلانية وخبراء من روسيا ممثلين عن صندوق الاستثمار الروسي ومعهد غاماليا."

و تم على إثرها تزويد الجزائر بأرضية تقنية تتضمن المعطيات التقنية اللازمة لصناعة اللقاح، والتي هي حاليا قيد الدراسة بين الخبراء الجزائريين ونظرائهم الروس لتحديد مراحل الإنتاج و الإمكانيات المادية و البشرية التي يجب وضعها للانطلاق في الإنتاج المحلي للقاح.

وستكون الشراكة الجزائرية الروسية، على مرحلتين أولها الإنتاج المحلي للقاح انطلاقا من المادة الخام التي سيوفرها الجانب الروسي، ثم انتاج المادة الخام كذلك بالجزائر ومنه سيتم تصنيعه كله محليا، ويعد انتاج المادة الخام بفضل تقنية البيوتكنولوجية، سابقة أولى بالجزائر وكذا في القارة الإفريقية ولهذا تم اختيار الجزائر، كبلد صديق تاريخيا وشريك اقتصاديا، من قبل الطرف الروسي لنقل هذه التكنولوجيا وصناعة اللقاح.

وقال الوزير بن باحمد، في تصريح سابق حول الانطلاق في تحقيق المشروع، أنه “تم إنشاء لجنتين، تهتم الاولى بما يجب وضعه من إمكانيات صناعية للانطلاق في إنتاج اللقاح، أما الثانية فتختص في تقنية البيوتكنولوجية و ما يجب توفيره لصناعة المادة الخام بالجزائر”، موضحا انهما “تعملان بالتعاون مع الخبراء الروس لبسط القاعدة الإنتاجية و التحضير للانطلاق في الإنتاج المحلي للقاح”.

تلقينا البطاقة التقنية 

كشف وزير الصناعة الصيدلانية، لطفي بن باحمد، أن الجزائر  تلقت من الجانب الروسي البطاقة التقنية، الخاصة بالتجهيزات اللازمة للشروع في تصنيع لقاح “سبوتنيك 5” المضاد لفيروس كورونا.

وقال بن باحمد، في حوار مع قناة “روسيا اليوم”، إن الوزارة في اتصال دائم مع الجانب الروسي حول ملف تصنيع لقاح سبوتنيك، وتم الاتفاق خلال آخر لقاء بيننا، على منحنا ترخيص الولوج، الى منصة رقمية خاصة بتصنيع اللقاح.

وأوضح، إن هذه الخطوة هدفها التعرف على الخصائص التقنية بشأن تصنيع اللقاح، من أجل تحديد حاجيات الجزائر من العتاد للتصنيع.

وحسبه، فمجمع صيدال هو المكلف من طرف الحكومة حصريا بمتابعة هذا المشروع، نظرا لخبرته وتوفره على الإمكانيات التقنية.

إنتاج لقاح سبوتنيك بين شهرين إلى 7 أشهر

و في 7 فبراير الماضي ، أعلن الوزير خلال نزوله ضيفا على برنامج “ضيف التحرير” للإذاعة الثالثة، أن الجزائر رفعت التحدي في توفير الكمامات وتحاليل الكشف عن فيروس كورونا، واليوم هي ترفع تحدي آخر وهو إنتاج اللقاح.

كما أوضح  الوزير ، أن روسيا حددت الجزائر كدولة قادرة على انتاج لقاحها سبوتنيك5 المضاد لكورونا

وأشار المتحدث ذاته إلى أن صيدال و 4 شركات خاصة في إنتاج الأدوية تملك الخبرة لتصنيع اللقاح المضاد لكورونا وهذا سيكون بالتنسيق مع الجانب الروسي.

كما شدّد الوزير على ضرورة تنظيم القطاع الصيدلاني للوصول إلى التصدير، مؤكدا أن هدف القطاع هو ضمان المواد الصيدلانية والأدوية التي تعد أولوية قصوى ثم التوجه نحو التصدير.

وكان وزير الصناعة الصيدلانية لطفي بن باحمد، قد كشف،  عن تحقيق تقدم في ملف إنتاج لقاح سبوتنيك V، وأن انتاجه سيكون خلال شهرين في حال توفرت المادة الأولية.