شارك وزير التربية الجزائري، عبد الحكيم بلعابد، بصفته رئيس اللجنة الجزائرية للتربية والعلوم و الثقافة، بمداخلة عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، في فعاليات المؤتمر الثاني عشر(12) لوزراء التربية و التعليم في الوطن العربي، الذي تستضيفه وزارة التربية والتعليم بدولة فلسطين في الفترة من 23 الى 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بعنوان "التعليم الاستدراكي في الدول العربية في سياق كوفيد-19".

واستهلت فعاليات المؤتمر بكلمات افتتاحية ألقاها على التوالي كل من محمد اشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني، ومحمد ولد أعمر المدير العام لمنظمة الألكسو، وفتحي السلاوتي وزير التربية للجمهورية التونسية (دولة المقر)، وماجد بن علي النعيمي، رئيس الدورة الحادية عشرة للمؤتمر من مملكة البحرين. وعقب هذه الأخيرة، تم تسليم رئاسة المؤتمر لدولة فلسطين. تلتها بعد ذلك كلمة رئيس الدورة الثانية عشرة للمؤتمر لدولة فلسطين السيد مروان عورتاني، وكلمة لهيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية .

وتطرق الوزير الجزائري في كلمته التي ألقاها، بحضور الوفود الرسمية للدول أعضاء الألكسو إلى الأهمية الخاصة لهذا المؤتمر الذي يميزه استضافة دولة فلسطين، نظرا لمحورية وقدسية القضية الفلسطينية بالنسبة للجزائر وشعبها، مثنيا أيضا بالدور الهام الذي تلعبه المنظمة في نشر ثقافة السلم وصون الهوية العربية، وزرع بذور المحبة بين المجتمعات العربية لتحقيق أمل الأمة في بناء مستقبل ينير شعاعه الثقافي دروبها من المحيط إلى الخليج.

وأشاد الوزير بالجهود التي تبذلها الدولة الجزائرية منذ الاستقلال لفائدة جميع أبنائها، ودون تمييز من أجل ضمان إلزامية ومجانية التربية والتعليم المنصوص عليهما في المادة 65 من الدستور، مشيرا إلى خطة عمل الحكومة الجزائرية الهادفة إلى تحسين نوعية التعليم بصفة عامة، من خلال إدراج "إصلاحات بيداغوجية عميقة" تشمل أهمية تطوير التعليم الاستدراكي سواء داخل المدرسة أو خارجها، وإلى التغييرات التي عرفها المجتمع الجزائري في الميدان التكنولوجي، كإنشاء أرضيات الدعم المدرسي على شبكة الأنترنت سنة 2008 لفائدة تلاميذ أقسام الامتحانات (4 متوسط و3 ثانوي) وتصميم مخططات لرصد التسرب المدرسي والتكفل به في مرحلتيه، الوقائية والعلاجية.

كما ركز على الخدمات التي يقدمها كل من الديوان الجزائري لمحو الأمية وتعليم الكبار، والديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد، كفرصة ثانية، في التعلم وتحسين المستوى.

وعن استمرارية التعلم والتعليم في سياق تفشي جائحة كورونا المستجد، تطرق الوزير بإسهاب إلى مخطط التمدرس الاستثنائي الذي تم وضعه من طرف قطاعه الوزاري، آخذا بعين الاعتبار تطبيق البروتوكول الوقائي الصحي لحماية التلاميذ والمستخدمين من أجل ضمان ديمومة الخدمة العمومية للتربية، سيما عن طريق إطلاق القناة التلفزيونية "المعرفة" الذي كان يوم 19 ماي/ أيار 2020 بمقر الوكالة الفضائية الجزائرية، تزامنا والاحتفال بذكرى اليوم الوطني للطالب، والتي تعد مكسبا لأفراد الأسرة التربوية خصوصا والأسرة الجزائرية عموما، حيث لعبت هذه القناة دورا هاما في ضمان استمرارية مرفق التربية وتقديم الخدمة التعليمية عن بعد.

وقد ثمن الوزير عبد الحكيم بلعابد، في الأخير، اعتماد التوصيات التي اقترحتها الجزائر، والمتعلقة بتيسير الوصول والاستفادة من التعليم الاستدراكي بتطوير طرق التكفل بالمتعلمين، من خلال تبسيط الإجراءات الإدارية وتحسين ظروف الاستقبال والتأطير والدعم، والاستجابة بفعالية للاحتياجات المتزايدة للمتعلمين باستخدام الطرق والوسائل الحديثة.

وكذا تصميم وتطوير وتفعيل مخططات التكوين الخاص بإطارات التعليم الاستدراكي، وتطوير مناهج ووسائط تعليمية مرنة خاصة بالتعليم الاستدراكي. وتفعيل التعاون العربي ما بين مختلف الهيئات التي تهتم بالتعليم الاستدراكي وتطوير وادماج استراتيجيات وطرق التعليم السريع ضمن برامج التعليم الاستدراكي.