اتجهت الجزائر للدبلوماسية الدولية من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية, وإقناع المجتمع الدولي بعدم جدوى التدخل العسكري في هذا البلد الشقيق, وهذا من خلال المشاورات السياسية الواسعة التي شرعت فيها الدبلوماسية الجزائرية بفتح قنوات الحوار مع عدة دول, حيث تجلى ذلك من خلال الزيارات الرسمية التي قام بها مؤخرا عدد هام من زعماء ورؤساء ووزراء العديد من الدول من مختلف القارات.
حيث تشهد الجزائر منذ الضربة العسكرية الأمريكية على مدينة صبراتة الليبية, توافد هائلا للعديد من زعماء و رؤساء ووزراء الدول من أجل مناقشة الطرح الجزائري بخصوص الأزمة الليبية, ومعرفة حقيقة ما يحدث على الأراضي الليبية، على إعتبار أن الجزائر مرت تقريبا بنفس التجربة التي تعيش على وقعها حاليا ليبيا من عنف وإرهاب وإقتتال خلال سنوات التسعينيات.
فعلى مدار الأسبوع الأخير من شهر فبراير, زار الجزائر عدد هام من الدبلوماسيين الدوليين أبرزهموزير الشؤون الخارجية لفيدرالية روسيا سرغاي لافروف , و كاتب الدولة الأمريكي المساعد المكلف بالشؤون السياسية توماس شانون, والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس, إضافة إلى وفد هام عن الاتحاد الأوروبي, وكذلك وزير الشؤون الخارجية البرتغالي، أوغوستو سانتوس سيلفا، ووزير الخارجية العراقي, إبراهيم الأشيقر الجعفري.
فالجزائر التي لازالت تؤمن بإمكانية الحل السياسي للأزمة الليبية، من خلال تشكيلة حكومة الوفاق الوطني وإعادة دولة المؤسسات, مع ضرورة دعم المجتمع الدولي لهذه الحكومة, لازالت تحذر المجتمع الدولي من مغبة التدخل العسكري في ليبيا، وتدعو بكل الطرق الدبلوماسية إلى ضرورة تفعيل الحل السياسي والحوار بين الفرقاء الليبيين، لتفادي انفجار المنطقة برمتها, فهل ستتمكن الدبلوماسية الجزائرية من إخماد نار الفتنة في ليبيا ؟.