بعدما وقع الوزير الأول الجزائري على المرسوم الخاص بتغطية الضمان الاجتماعي للفنانين و المؤلفين تكون شريحة المثقفين بالجزائر قد خطت خطوة كبيرة في نضالها من أجل تحسين وضعيتها الاجتماعية وهذا بعد سنوات من تعالي الأصوات المطالبة بحقوق الفناب بالجزائر والذي لا يملك حتى الآن وضعية قانونية واضحة.

وجاء في المرسوم الأخير ضرورة تسليم وثيقة تثبت صفة الفنان أو المؤلف تمنحها كل المؤسسات أو الهيئات العمومية و الخاصة لها صلاحية الاعتراف بصفة الفنان، إضافة إلى وثائق إدارية أخرى. وجاء هذا المسعى كإجراء لحماية الفنانين ذوي الدخل الضعيف و عدم الإضرار بأولئك الذين لديهم أجور مرتفعة أيضا في مؤسسات عملهم. كما أعطى المرسوم الحق للفنانين المستقلين للتمتع بنفس المزايا الاجتماعية مثل باقي العمال الأجراء بالبلاد من خلال أحقية التكفل بالحوادث و الأمراض المهنية للفنانين و المؤلفين المؤمنين اجتماعيا من قبل في إطار نشاطات أخرى. و ستوفر وزارة العمل و التشغيل والضمان الاجتماعي على موقعها الالكتروني ثلاث استمارات يمكن تحميلها من قبل المهتمين للانخراط في العملية التي اعتبرها متتبعون بالمهة جدا و لو جاءت متأخرة بعدة سنوات. و قد حددت الوزارة الوصية (الثقافة) بالتنسيق مع وزارة العمل الجزائرية اشتراكا حددت ب12 % من اجر الفنان و هي نسبة اقل من نظام الفئات الأخرى للأجراء كنوع من التعويض عن التأخر.

فنانون ماتوا في صمت

يتذكر الجزائريون حالات توفي فيها فنانون جزائريون في وضعيات مادية و اجتماعية أقل ما يمكن وصفها بالمزرية وهم الذين لطالما أسعدوا الجماهير كلها عبر سنين طويلة احترقوا فيها مادية ليبعثوا الفرح في أعز سنين العوز له كالتي مرت بها الجزائر في عشريتها السوداء. ويتذكر المهتمون بالقطاع بالجزائر مثلا حيثيات وفاة الممثل السابق "يحي بن مبروك" وهو صاحب الأدوار الهزلية في أفلامه سنوات السبعينيات خصوص رفقة رفيق دربه المخرج والممثل "الحاج عبد الرحمان" (المعروف باسم المفتش الطاهر).

وتوفي الفنان سنة وهو لا يكاد يسد رمق عيشه ولا يحوز حتى على مسكن لائق، وكانت التفاتة السلطات إليه متأخرة جدا. و حال ليس بأحسن من كثيرين الآن يكابدون صعوبة العيش في وقت تتناقل فيه بعض الجرائد اليومية ومواقع التواصل الاجتماعي أيضا أخبار مرضهم أو موتهم والتي تلقى تعاطفا من الرأي العام الناقم على حالة عدم الاهتمام بهم رسميا.