نظم مركز البحث العلمي والتقني في علم الإنسان الاجتماعي والثقافي، ندوة نقاشية حول النتائج الأولية لمشروع البحث حول "حقول الأدب الجزائري 2010/2020، و الذي حمل عنوان فاعلون، مؤسّسات وتشكلات". والذي أشرف عليه الرّاحل حاج ملياني حتى وفاته.
المشروع انطلق شهر جوان/يونيو 2019 في نسخته باللغة الفرنسية، وشهر جانفي/كانون الثاني 2020 في نسختيه باللّغة العربية والأمازيغية، الندوة شهدت تقديم عدّة مداخلات مهمة عكست العمل الميداني الذي تمّ إنجازه من طرف فريق البحث، حيث قدّم البروفيسور داود محمد مسحا لمسار تطور الأدب الجزائري، وتعددية لغاته، وكذا التطورات التي شهدها مجال النشر والصحافة الأدبية.
وفي حقل الكتابة الإبداعية قدمت الباحثة ليلى مصدق قراءة مقارنة، بين أجوبة الكتّاب على الاستبيان الذي وزّعه فريق البحث منذ جانفي/كانون الثاني 2021، على عشرات الكتاب الجزائريين باللغات الثلاث: العربية، الأمازيغية والفرنسية، وفي سياق متصل قدّم الباحث شرنوحي أحمد مداخلة حول المدوّنات الأدبية في الجزائر، حيث عرض عدّة نماذج مختلفة وقارن بين فعاليتها وعدد متابعيها ومسارات المشرفين عليها.
و من جهتها عرضت الباحثة بوغنجور فوزية تجارب متنوعة لكتّاب شباب أجرت معهم مقابلات مطولة، الباحثة ركزت على دور النشر التي تعامل معها الكتّاب وصيغ النشر المعتمدة وكذا رؤيتهم وأدواتهم في الكتابة. وعلاقاتهم مع أجيال الكتابة المرموقين، حيث لاحظت شيوع عدم الاعتراف بين الجيلين، وحساسية الأغلبية من سؤال: لمن تعطي مخطوط عملك ولمن قرأت؟
الباحثة بن طيفور نادية قاربت حقلا مختلفا حيث قدّمت معطيات مهمة وغزيرة عن أدب الناشئة، موضوعاته، دور النشر التي اختصت فيه، وواقع سوق الكتاب الموجه لهذه الفئة، حيث خلصت إلى الفروق الشاسعة في نوعية المنشورات، سياسات دار النشر المعنية ولاحظت "تأنيث" هذا الحقل والذي تميز بظهور متزايد للعنصر النسوي سواء في النشر أو الكتابة.
كما قدمت الصحفية علياء بوخاري، مسحا لتطور مسار النادي الأدبي وعرضت لرؤيتها في تطوير النادي باعتبارها مشرفة عليه منذ 2015. وقد ركزت في مداخلتها على الصدى المتزايد الذي يحققه، وعلى التنويع في المنشورات والأقلام المشاركة سواء منها الأسماء المرموقة أو المبتدئة.
ومن جهتها قدمت الباحثة سعدي نبيلة مداخلة مهمة عن واقع النشر والناشرين في حقل الأدب الأمازيغي، حيث تتبعت مسار تطور نشر الإبداع باللغة الأمازيغية والذي شهد ظهور عشرات الروايات، ومنها الروايات النسوية حيث شهدت سنة 2021 لوحدها نشر 07 روايات، كما ناقشت واقع الترجمة من وإلى اللغة الأمازيغية، وركزت على إشكال التوزيع.