كشف علي الحاسي خلال تصريح له ان قيادات من "فجر ليبيا" فاوضت حكماء قبيلة المغاربة باجدابيا والتي ينتمي اليها ابراهيم الجضران قائد حرس المنشآت النفطية بطريقة غير مباشرة واقترحت تلك القيادات تعهد حرس المنشآت بالحياد وعدم منع وصول الامدادات لفائدة مجلس شورى ثوار بنغازي.

لكن قبيلة المغاربة رفضت العرض واضاف الحاسي ان" فجر ليبيا" بعد ذلك عرضت على ابراهيم الجضران نفسه اقتسام السلطة ومنح امتيازات لجهاز حرس المنشآت النفطية مقابل فسح المجال لعملية الشروق باحتلال منطقة الهلال النفطي، غير ان الجضران رد على مخاطبيه ان فراشا داخل السجن الى جانب عبد الله السنوسي افضل من التخاذل في الدفاع عن الهلال النفطي.

ويرى مراقبون ان جهاز حرس المنشآت النفطية قد قلب المعادلة في الصراع الدائر حول ما يعرف بالهلال النفطي، فحرس المنشآت النفطية يمتلك 7 بوابات تفتيش تبدأ من الوادي الاحمر وحتى سيدي عبد العاطي ولولا وقوفه بقوة امام "فجر ليبيا" لانتهت عملية الكرامة، ووفق مصادر عسكرية فان ما بين 12 و14 الف عنصر يكونون الجهاز وهم عسكريون سابقون متدربون جيدا، اما عن جانب التسليح فقبل انطلاق الصراع المسلح على الهلال النفطي لم يكن حرس المنشآت النفطية يمتلك سوى الاسلحة الفردية، لكن بعد ذلك وصلت الجهاز تعزيزات هامة من دبابات وراجمات صواريخ ومدفعية ثقيلة وهاوزر، مثلما هبت القبائل المتاخمة للهلال النفطي لدعمه وارسال ابنائها المقاتلين، خاصة من قبائل المغاربة والعبيدات والبراعصة وحتى ورفلة والدرسة كما غادرت كتيبة 204 دبابات بنغازي وكتيبة البشير بوظفيرة من اجدابيا وكذلك كتيبة الملك ادريس السنوسي الشيء الذي جعل العدد الاجمالي للمقاتلين في الوادي الاحمر يصل الى حوالي 15 الف مقاتل هؤلاء هددوا مؤخرا بالزحف نحو مصراته والقضاء على "فجر ليبيا" لكن قيادات من "الجيش" وقوات اللواء خليفة حفتر منعتهم من ذلك واكدت لهم انها تراهن على حكمة مشايخ مصراته لسحب ابنائهم من محيط بن جواد والتخلي نهائيا عن فكرة احتلال المواقع النفطية.

من يكون ابراهيم الجضران؟

قائد حرس المنشآت النفطية الذي اثار جدلا واسعا بعد اقالته من طرف حكومة زيدان بسبب اغلاقه الموانئ النفطية خلال 2013 وواقعة محاولة ارشائه من طرف المختار الجدال عضو المؤتمر الوطني السابق لفتح تلك الموانئ النفطية، هو رئيس المكتب السياسي لما يسمى بإقليم برقة الفدرالي ونجل العقيد سالم الجضران رئيس جهاز حماية النهر الصناعي زمن القذافي، وسبق للمؤتمر الوطني العام ان اتهم رسميا ابراهيم الجضران بالتواصل مع الساعدي القذافي قبل القبض عليه واعتقاله وعلى الرغم من نفي الجضران لأي اتصال له مع الساعدي الا أنّ الاتهامات له بالتعاون مع ابناء النظام السابق لم تتوقف. وعن موقفه من عملية الكرامة ولئن التزم ابراهيم الجضران الصمت عند اعلان اللواء حفتر للعملية فانه لاحقا اعلن دعمه لها بل وذهب الى المرج جنوب بنغازي وقابل اللواء خليفة حفتر، وللجظران قبول لدى اغلب قبائل المنطقة الشرقية وخاصة العبيدات اكبر قبيلة في الشرق الليبي.

*نقلا عن جريدة "المغرب" التونسية