ظهر نصب تذكاري يعود إلى سبعة آلاف عام، وهو عبارة عن آثار حجرية قديمة تشبه صخور "ستونهنغ" في بريطانيا، بعد انخفاض منسوب المياه في بحيرة صناعية غربي إسبانيا، نتيجة للجفاف.
والموقع الأثري يتكوّن من 140 صخرة نُظمت على شكل دائرة، وكان الموقع يستخدم على الأغلب كمعبد أو كمقبرة، إذ يضم أحجاراً طويلة مستقيمة تعلوها ألواح أفقية، في شكل قبر ما قبل التاريخ.
وكانت تلك الآثار مغمورةً تحت المياه في مدينة قصرش غرب إسبانيا، بعد بناء سد وبحيرة صناعية في المنطقة عام 1963، وكانت رؤوس بعض الأحجار تبرز فوق سطح المياه، لكنها المرة الأولى التي ينكشف فيه النصب بأكمله مع الانخفاض الكبير لمنسوب المياه في البحيرة، ذلك أنها المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر منذ أن أقيم السدّ قبل خمسين عاماً، وفق ما أكدت وكالة "ناسا".
وانخفضت مستويات المياه في البحيرة انخفاضًا قياسياً هذا الصيف بعد أن ضربت موجتا حرّ شديد معظم أنحاء أوروبا، خاصة في إسبانيا التي تجاوزت فيها درجات الحرارة الـ 40 مئوية في شهري يوليو أغسطس الماضيين.
والتقط القمر الصناعي "لاندسات8" التابع لـ"ناسا" صوراً للمنطقة في 25 يوليو، الماضية، وبالمقارنة مع مشاهدات الأقمار الصناعية التي التقطت للمنطقة ذاتها في العام 2013، يظهر بوضوح تراجع المياه في بحيرة "فالديكانياس" وانكشاف مساحات واسعة من قاعها.
وقال عالم الآثار البيئي في جامعة كولورادو، كريج لي "إن ارتفاع وانخفاض منسوب المياه لهو أمرٌ مدمر، لكنه يمكن أن يكشف أشياءَ أيضًا"، مستطرداً: "يمكنه في بعض الأحيان كشف مواقع بطرق رائعة".
عالم الآثار لي اعتبر أن التغيّر المناخي جلب "نعمة" لعلم الآثار من خلال إظهاره هذا الأثر التاريخي، لكنّه استدرك قائلاً: لكن في الكثير من الحالات يكون التغير المناخي نقمة على المواقع الأثرية الموجودة، ذلك أنه يعدّ عاملَ تدميرٍ لتلك المواقع.